رصد التحريض والعنصرية في وسائل الإعلام الإسرائيلية

رصدت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا"، التحريض والعنصرية في وســائل الإعلام الإسرائيلية، في الفترة ما بين 17/3/2018–23/3/2018.

وتقدم "وفا" في تقريرها الـ(91)، رصدا وتوثيقا للخطاب التحريضي والعنصري في الإعلام العبري المرئي، والمكتوب، والمسموع، وكذلك على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي لشخصيّات سياسيّة واعتباريّة في المجتمع الإسرائيليّ.

ويعرض التقرير جملة من المقالات الإخبارية التي تحمل تحريضا وعنصرية ضد الفلسطينيين، وأبرز الأخبار، التي تمحورت بشكل أساسي حول التحريض على الرئيس محمود عباس، والفلسطينيين.

رصد الصحافة المكتوبة

جاء في صحيفة "يسرائيل هيوم"، مقالا محرّضا على الرئيس محمود عباس، للصحفي موشيك كوبارسكيمدعيا: "اذا كنتم من صفوف الأقلية التي تؤمن ان أبو مازن وقيادة فتح ما زالوا يطمحون لحل الدولتين لشعبين، على ما يبدو لم تلقوا نظرة على كم البراهين التي تثبت ان القيادة الفلسطينية، حتى تلك التي يصورها الاعلام "كمعتدلة"، لم تتخلَ عن حلم فلسطين من النهر إلى البحر.

وفي تحليل الخبر يدعو الكاتب بشكل واضح للتصويت لنتنياهو، مستعملا، كعادة كل انتخابات فلسطينية، البطاقة الفلسطينية للترهيب والتخويف. ويدّعي كوبارسكي ان وجود نتنياهو في الحكم هو ضربة قاضية للفلسطينيين ومضمون لعدم إقامة الدولة الفلسطينية، التي ستكون، بحسب موشيك، نهاية دولة إسرائيل.

وفي مقال آخر على صحيفة "هموديع"، قاموا بالتحريض على السلطة الوطنية الفلسطينية، مدعيا: "وقع وزير الامن الداخلي جلعاد اردان، على قرار منع إقامة حفل برعاية وتمويل من السلطة الوطنية الفلسطينية في شارع صلاح الدين في القدس في مبنى المعهد الثقافي الفرنسي. كان من المفترض ان يتضمن الحدث بعض الرموز الفلسطينية كجزء من المخطط الفلسطيني للاستيلاء على شرقي القدس".

وأثار خبر منع إقامة حفل في المعهد الثقافي الفرنسي ضجة في فرنسا ما أدى إلى استدعاء السفيرة الإسرائيلية هناك إلى محادثة توبيخ. ويحاول الاحتلال بشتى الطرق طمس الهوية الفلسطينية في القدس وفرض واقع غير موجود على الفلسطينيين، كجزء من سياسة تهويد القدس ونزع الحق الفلسطيني منها.

وفي صحيفة ههكول هيهودي نشرت مقال بعنوان "من مكان العملية: اغتيال مموّلي القتل"، حيث نصبت صور القتلى بالعمليات التي نفذت خلال العامين الأخيرين، على مفترق "أريئيل" كما رفعت إلى جانبها شعارات تطالب باغتيال الرئيس محمود عباس وممولي القتل في السلطة الوطنية الفلسطينية".

وفي تحليل الخبر: تظاهرت مجموعة مستوطنين على مفترق مستوطنة «أريئيل» عقب العملية التي نفّذت هناك صباح الأحد من الاسبوع الماضي، مطالبين من خلالها اغتيال الرئيس عباس وشخصيات من السلطة تقوم بدفع أجور الأسرى الفلسطيني وعوائل الشهداء، معتبرينها دعما "للإرهاب" وتشجيعا لقتل اليهود، بحسب منطق المستوطنين وبعض السياسيين الإسرائيليين.

وكتب نداف شرجاي في صحيفة "يسرائيل هيوم" مقالا بعنوان "ينبض الميدان بالتحريض والدم" محرضا على الرئيس محمود عباس لاستمرار دفع الرواتب للأسرى والشهداء.

ويحمل المقال تحريضا على المجتمع الفلسطيني بأكمله، ويدّعي الصحفي انه نتاج للتربية والبيئة الفلسطينية التي تربي اجيالا على الكره والتحريض. ويدّعي نداف شرجاي ان الإرهاب الفلسطيني، بحسب تعابيره، لا يحتاج لأسباب أو حجج لكي يُطبّق، انما هو نتيجة مباشرة لما يمرّ به الشباب الفلسطيني من تعليم وغسيل دماء يستند على كره اليهود وبالتالي قتلهم.

يميل بعض الصحفيين الإسرائيليين عند الحديث عن الجانب الفلسطيني بقلب معادلة القوى بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وتصوير إسرائيل بدور ضحية الفلسطيني، دون التطرق للاحتلال والقمع ومقاومتهما كعمل شرعي وفقا للقانون الدولي.

رصد مواقع التواصل الاجتماعي

على موقع تويتر كتب الصحفي كلمان ليبسكيند: "قضاة المحكمة العليا –الذين قرروا شطب ميخائيل بن آري، ومنح شرعية لأعضاء البرلمان العرب الذين يدعمون إرهابيين قتلة، ويعملون على تقويض دولة إسرائيل كدولة يهودية– ساعدوني على اتخاذ القرار لمن يجب علي ان أصوت".

وعلى صفحتها على فيسبوك كتبت عنات بيركو عضو عن الليكود والمرشحة في قائمة لبيد/غنتس: "اوريت فركش، لم تكن على استعداد ان تصرّح ان على التجمع الوطني الديمقراطي ان يكون خارج الكنيست!

نعم، حزب التجمع الوطني الديمقراطي، الذي يدان أعضاؤه على الدوام بقضايا إرهابية، عمل ضد صالح الدولة، وتقويض وجود دولة إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية.

لم تعمل المحكمة العليا وفقا لقانون الأساس للكنيست، حين لم تشطب حزب التجمع الوطني الديمقراطي من خوض الانتخابات!

مثّلت أوريت حزب لبيد/غنتس حين اتخذت لها نهج اليسار المتجاهل لواقعنا الذي يحمل راية العدالة والإنصاف، كما يتجاهل ضرورة حماية دولة إسرائيل حتى من داخل الكنيست".

وكتب ميخائيل بت آري على فيسبوك: "أطالب الانتقام لدم أخي! الرجاء المشاركة بقدر الإمكان".

وكتب وزير التربية والتعلين نفتالي بينت على فيسبوك: "ليس على الجنود أن يخافوا من اطلاق النار على المخربين وليسوا بحاجة لأن يختبئوا داخل الخنادق.

خاف 4 جنود، يوم الاحد، ان يطلقوا النار تجاه مخرب على مفترق «أرئيل». ولكن الحاخام احيعاد اتينجر، حاول التصدي له ولكنه دفع ثمن حياته.

بالضبط مثل عملية «أرمون هنتسيف»، حيث الجنود لم يطلقوا النار بينما مواطن اطلق النار.

تأثير «اليئور أزاريا» ما زال يشنّج الجنود من رد الفعل.

علينا وقف هذه المسخرة".

وكتبت وزيرة القضاء اييليت شاكيد على صفحتها بالفيسبوك: "اليسار؟ أصوات خلفية فقط. مستمرون في شرعنة المستوطنات".

رصد الصحافة المرئية

تحدث وزير التربية والتعليم الإسرائيلي نفتالي بينيت على قناة 7 مستغلا الوضع القائم من أجل دعايته الانتخابيّة، بعد العملية التي حدثت بمستوطنة اريئيل صباح الأحد، بتصريح يؤكد به مجددا رؤيته المعادية للفلسطينيّين، ويحرض على قتل الفلسطينيّين وهدم منازل أهاليهم، بادعاء أن هذا هو الرادع الذي سيهزم "الإرهاب" على حد وصفه وليس تحصين الجنود.

وعلى موقع واينت تحدثت وزيرة الثقافة ميري ريغيف بعد حدوث عمليّة اريئيل، مستغلة الحادثة لتحرّض مجدّدا على أعضاء الكنيست العرب بشكل عام، وأحمد الطيبي بشكل خاص. وتدّعي أنهم يؤيدون الإرهاب والقتل، وادعت ان اليسار إذا ما فاز بالانتخابات سيتحالف معهم بمحاولة منها لاستخدام الأحزاب العربية كفزاعة لحث الاسرائيليّين على التصويت لليمين.

وأطلق عضو الكنيست أورن حازان على صفحته الرسميّة فيديو دعائي جديد يحرّض به بصورة واضحة وجليّة على عضو الكنيست جمال زحالقة، حيث حرّض على قتله بصورة غير قابلة لتأويل آخر. وأثار الفيديو الذي نشره حازان عاصفة بمواقع التواصل الاجتماعي الاسرائيليّة، ووسائل الاعلام. وقد قدّم عضو الكنيست زحالقة شكوى للشرطة بدعوى التحريض على القتل ضد أورن حازان.

ضمن سلسلة أنتجتها قناة كان الاسرائيليّة للحديث حول الفرق بين الانتخابات البرلمانيّة الاسرائيليّة عام 1981 وبين الانتخابات الحاليّة عام 2019. عرضت القناة بتاريخ 19.03.2019 تقريرها الثالث بالسلسلة، حيث تناول التقرير موضوع ضمّ أراضي الضفة الغربيّة لإسرائيل، والتغييرات التي حصلت منذ ذلك الحين حتى اليوم. وتجول المراسل بمدينة الخليل للحديث مع المستوطنين الذين سيصوّتون للكنيست لاستطلاع رأيهم حول هذا الأمل الذي لم يحقق منذ أربعين سنه رغم وجود اليمين في الحكم، ولا يبدو انه سيتحقق قريبا.

هذا المقطع هو جزء من التقرير، وبه يتحدث موشي فيجلين مرشح حزب "زهوت" اليميني المتطرّف حول وضع الخليل، والحاجة لضمّها لإسرائيل وتحرير العرب بها للعودة "لأبناء العروبة" وترك البلاد للدول العربيّة، ويدعي انه يرفض العيش بواقع كهذا به عرب من حوله، ويرفض ان يبقى الوضع هكذا للأجيال المقبلة.

كذلك فقد تحدث بالمقطع نوعام آرنون، المتحدث باسم المستوطنين بالخليل. نوعام ألغى الحقّ الشرعيّ للمواطنين العرب بالخليل، وأعطى لنفسه الحقّ بتقرير مصير العرب هناك واعتبر الخليل لليهود، وأن من أراد من العرب ان يكون هناك عليه ان يكون مواطنا مخلصا لإسرائيل او مقيما مع بطاقة خضراء، ومن رفض فسيكون ارهابيًا، حيث اعتبر ان كل من يرفض تهويد الضفة الغربية وطرد سكانها ارهابيّ ضمنا.

ــــــــ