"عن طريق الخطأ "..!!
كتب: رئيس تحرير صحيفة "الحياة الجديدة"
على ما يبدو أن حماس لا ترغب بالصدق إلا مع اسرائيل، وكذلك الاعتذار، قبل أيام اعتذرت عن صاروخين لها سقطا بالقرب من تل ابيب، وأمس الاول نددت بصاروخها الذي سقط في "كفار سابا" وهي تعلن أنه انطلق عن طريق الخطأ، وأنها ستعاقب من اطلقه ..!!
وهكذا تسجل حماس أنها "المقاومة" الوحيدة في التاريخ التي تعتذر لعدوها (...!!) وترجوه قبول الاعتذار، لأن عبارة "عن طريق الخطأ" والعقاب الذي ينتظر مطلق الصاروخ، لا تعني غير هذا الرجاء.
والواقع أن طريق الخطأ، هي طريق حماس طوال الوقت، وهي لا تجانب الصواب ابدا، بل إنها باتت تعادي الصواب ذاته بكل معانيه وقيمه، وهي تتوغل لا في سياسات الخطأ فحسب، وإنما في سياسات الخطيئة التي ترتكب ضد القضية الوطنية المركزية، بدءا من الانقلاب الدموي العنيف على الشرعية، وتمسكها بكرسي الحكم المستبد، وليس انتهاء بتوحشها القمعي ضد حراك أهل غزة الذي انطلق تحت شعار "بدنا نعيش".
تعتذر حماس لإسرائيل (...!!) ولا تعتذر للمظلومين الذين اثخنتهم جراحا في سجونها، وفي شوارع القطاع المكلوم حيثما كان الحراك السلمي العادل.
وعن طريق الخطأ وفي هذه الطريق، تضع حماس قطاع غزة المكلوم في خدمة حملات اليمين الاسرائيلي المتطرف الانتخابية، الذي حشد قواته من حول القطاع بذريعة الرد على الصاروخ الخطأ، فهذا ما سيجلب الأصوات التي يرجوها اليمين الاسرائيلي، إلى صناديق الاقتراع لتحظى قوائمه بالفوز الذي يريد...!!
ليس ثمة غير التخبط في طريق الخطأ، الذي تواصله حماس بلا أي تحسب، ودون أي تردد..!! ولطالما كان هو التخبط المكلف الذي يدفع ثمنه أهلنا في غزة من فلذات أكبادهم، وبيوتهم وكرامة حياتهم.
ستتزايد جراحنا في قطاع غزة جراء العدوان الاسرائيلي، واعتذار التخبط الحمساوي هو الاعتذار الذي يرجو السلامة لأصحابه فحسب، وهذا ما سيكون ليواصلوا تفاهمات التهدئة مع اسرائيل كي تكتمل كما تريد أهداف اسرائيل الرامية الى تعزيز سلطة حماس الانفصالية كي تمنع قيام دولة فلسطين من رفح حتى جنين بعاصمتها القدس الشرقية، وما عادت اهداف اسرائيل هذه خافية على أحد حتى على حماس لكن هذه لا تريد وفقا لمشروعها الاخواني سوى الإمارة ولو كانت على خازوق التهدئة الاسرائيلي..!!