هكذا سيحيي الفلسطينيون يوم الأرض
يامن نوباني
يستعد شعبنا الفلسطيني في كافة أماكن تواجده، لإحياء يوم الأرض الـ43، الذي يصادف الثلاثين من آذار في كل عام. وذلك عبر مسارات وفعاليات وطنية تهدف لإحياء الأرض وزراعتها واكتشافها، وإقامة مسيرات وندوات ثقافية تعزز الهوية الفلسطينية وتثبت الفلسطيني بأرضه وجذوره.
وأعلنت معظم محافظات الوطن ومؤسساته الوطنية والجامعات والمدارس والقوى الوطنية والمراكز الثقافية والمبادرات الشعبية، عن برامج فعاليات في يوم الأرض، حيث تتنوع أشكال المقاومة الشعبية والزراعة والمحاضرات والمسارات وزيارة الأراضي المهددة.
لجنة المتابعة العليا في الأراضي المحتلة، دعت إلى "جعل الذكرى الـ43 ليوم الأرض الخالد، الذي يصادف يوم السبت الـ30 من آذار/ مارس، صرخة غضب مدوية، على جرائم تدمير البيوت العربية، واستمرار الخنق السكاني وحرمان بلداتنا من مناطق نفوذ ملائمة، وهي أصلا استعادة الأراضي المنهوبة من بلداتنا وصرخة تحد لـ'قانون القومية' وللمنظومة العنصرية الإسرائيلية". وستُجري المسيرة المركزية في مدينة سخنين، وتسبقها زيارات لأضرحة الشهداء، في الأيام الثلاثة الأخيرة من آذار الجاري.
كما تستعد مؤسسة الأفق للتنمية الشبابية لإطلاق حملة الزيتون، تحت شعار "على هذه الأرض ما يستحق الحياة" بهدف تعزيز وتمكين الشباب الفلسطيني على أرضه، على اعتبار أن الأرض هي القيمة الأبرز والأكثر وجدانية، وهي منبع ومنبت الإنسان ومصدر القوت الحقيقي للإنسان وهي الهوية والإرث الفلسطيني.
وتتركز الحملة في محافظة رام الله والبيرة في محمية بيتللو، ومحافظة سلفيت في قرية الزاوية، وفي محافظة بيت لحم في قرية الولجة، كون هذه القرى والمحميات تئن تحت وطأة الاحتلال، وتتعرض لهجمة شرسة تتمثل في هدم المنازل ومصادرة وتجريف الأراضي، من هنا برز التركيز على هذه المناطق المهمشة والمستهدفة لتعزيز صمود الشباب بأرضهم وزرع الوعي لديهم بأهمية وقيمة زراعة الأرض وإعمارها، لا سميا وأن زراعة الفلسطيني لأرضه وإعمارها بمثابة صخرة تتحطم عليها مؤامرات الاحتلال وشوكة في حلقه، كما أن العمل في الأرض وزراعتها يعزز ارتباط وتجذر الشباب بالأرض، ويخلق الوعي في ظل انغلاق الأفق السياسي والاقتصادي، ويوفر لهم مصدر رزق واكتفاء ذاتي، ويخلق روح الأمل والإبداع والتفاؤل والتحرر الفكري، ما يساعد الشباب على الخروج من دائرة الانغلاق الفكري والتحرر من سوق العمل في أراضي الـ48.
بدورها، مؤسسة سيدة الأرض أعلنت بالتعاون مع رحلتنا للمسارات البيئية وهؤلاء أسلافي للمسارات التاريخية وبلدية عقابا أنها ستقوم بإحياء يوم الأرض في عاصمة الشمس (طوباس).
أما مؤسسة عبد المحسن القطان؛ فدعت إلى فعالية بعنوان "الأرض اليوم" والتي تحاول إعادة تفكيك مفهوم "يوم الأرض"، من خلال إعادة النظر في شكل العلاقات الاقتصادية والسياسية التي تفرض على علاقة الفلسطيني بأرضه، والتغير في قيمة الأرض في الفترة الراهنة.
وسيقدم خلال الفعالية، التي تنعقد مساء 30 آذار، محاضرة عن أرشيف الثورة الفلسطينية، حيث ستتطرق المخرجة الألمانية مونيكا ماورير إلى تجربتها التي واكبت الثورة الفلسطينية المعاصرة في لبنان في السبعينيات، حيث التقطت حينها مئات الصور للوجود الفلسطيني في مخيمات لبنان، كما وعملت مع "وحدة أفلام فلسطين" التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية.
ستعرض مونيكا خلال محاضرتها مجموعة من الصور التي التقطتها خلال المراحل المختلفة للثورة الفلسطينية، ابتداء من مرحلة بناء البنى التحتية للثورة في السبعينيات وحتى حرب 1982 وخروج منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان. كما ستعرض مجموعة من مقاطع الفيديو الأرشيفية لفعالية إحياء يوم الأرض في كل من الناصرة وسخنين.
خلال عرضها، ستقدم ماورير نبذة عما تحتفظ به من مواد أرشيفية، وعن أهمية الأرشفة والأرشيف في صياغة الهوية، وعن المحاولات الدؤوبة التي قامت بها لحماية ما أمكن حمايته من الأرشيف المهدد بالضياع.
كما سيعرض في اليوم ذاته مساء، فيلم النفط الأبيض ((White Oil 2014 من إخراج جودي برايس، ويقوم الفيلم بتشبيك عدد من الروايات حول المحاجر في الأرض الفلسطينية المحتلة في الضفة الغربية في محاولة لفهم العلاقات السياسية والاقتصادية المرتبطة بالأرض، والتغير الحاصل على قيمتها وتحويلها لمادة سلعيّة، من خلال قراءة الروايات المتشابكة.
من جهته، دعا مركز خليل السكاكيني الثقافي مع مبادرة "منجلة" ضمن مشروع المركز: إقامة الأرض، لحضور محاضرة: "النبات المحمي والطعام الفلسطيني: حول تجريم العكوب والزعتر" التي يقدمها الباحث ربيع اغباريّة، وذلك يوم السبت 2019/3/30 الساعة 6:00 مساء في عليّة المركز.
وستعرض المحاضرة بحثا لبعض النقاط المتعلّقة بتجريم القانون الإسرائيلي لقطف نبتتي الزعتر والعكّوب، بهدف إنتاج معرفة أوسع وأعمق لفهم كيفيّة سيطرة المنظومة الإسرائيلية على تفاصيل الحياة الفلسطينيّة.
على الرغم من مركزيّة الزعتر ومكانته في حياة الإنسان الفلسطينيّ، كما في تشكّل الهويّة الجمعيّة الفلسطينيّة، لم يحظ المنع القانونيّ الذي فُرض على قطفه في أراضي 48، منذ عام 1977، باهتمام وبحث كافيين حتّى الآن. قضيّة الزعتر والعكّوب، كما تتجلّى في القانون الإسرائيليّ وقرارات المحاكم الإسرائيليّة، تكاد في جوهرها تجسّد مأساة النكبة: فقدان أصحاب الأرض أرضهم، وإخضاع أبسط عاداتهم لسيطرة المستعمِر وقانونه.
كما أعلنت مبادرة "شراكة" المجتمعية لحفظ الموروث الزراعي وبالتعاون مع بلدية ترمسعيا ولجنتها الزراعية، عن احياء يوم الارض لهذا العام بزراعة أشجار في الأراضي الواقعة بين قريتي ترمسعيا والمغير.
في لبنان، يقيم عشرات آلاف اللاجئين الفلسطينيين، الذين ينتظرون العودة منذ 71 عاما لأرضهم، ودعت الحملة العالمية للعودة إلى فلسطين إلى المشاركة في إحياء الذكرى عبر فعالية: اِزرع فلسطين، التي تتألف من: زراعة شجرة باسم أحد شهداء مسيرة العودة من قبل الناشطين في مناطق ومدن متعددة حول العالم، بحيث تغطي الأشجار المزروعة أسماء شهداء مسيرة العودة جميعا، البالغ عددهم 273 شهيدا. وزراعة غابة صغيرة من 273 شجرة، قرب معتقل الخيام السابق في الجنوب اللبناني، بأسماء جميع الشهداء.
كما وأعلنت الحملة إطلاق وَسْم "هاشتاغ": #ازرع_فلسطين #PlantPalestineوازرع فلسطين في روحك كما نزرع فيها الشهيد، وازرع أرضك وحديقتك شجرا بأسماء شهدائها.
فيما دعت القوى الوطنية والاسلامية في الضفة الغربية والقدس، لأوسع مشاركة في فعاليات "يوم الارض" عند كافة نقاط الاحتكاك مع الاحتلال.
وفي غزة، تستعد الحشود والجماهير لفعاليات يوم الأرض عبر مسيرات العودة حيث من المتوقع أن يشارك عشرات الآلاف في إحياء المناسبة، والذكرى السنوية لانطلاق "مسيرات العودة الكبرى التي انطلقت في ال30 من آذار العام الماضي.