كمثل نتنياهو..!!
كتب: رئيس تحرير صحيفة "الحياة الجديدة"
مثلما هي المشكلة الوحيدة في اسرائيل ان "نتنياهو لا يقول الحقيقة للجمهور الاسرائيلي"، كما كتب الصحفي "بن كسبيت" في صحيفة معاريف الاسرائيلية، فإن المشكلة في قطاع غزة المكلوم، هي ان حماس كنتنياهو تماما لا تقول الحقيقة للجمهور الغزي، والفلسطيني طبعا بشكل عام..!!
ومثلما ان "نتنياهو يحافظ– كما استخلص كسبيت- على حماس لأنه لا يراها العدو الحقيقي، بل يعتبر أن السلطة الوطنية هي العدو الاستراتيجي والحقيقي"، فإن حماس، بما فعلت وتفعل ضد الشرعية الفسطينية، ومشروعها الوطني التحرري، فإن حماس بما فعلت وتفعل، تبدو كمثل نتنياهو فعلا، من حيث انها تتماهى مع رؤيته التي تسعى خلف رأس المشروع الوطني الفلسطيني الذي تحاربه حماس لصالح مشروع الامارة الاخواني..!!
وليس لنا هنا سوى ان نستعيد شريط الاحداث الحمساوية طوال الاثني عشر عاما الماضية التي تبرهن جميعها على مناهضة حماس للمشروع الوطني، وسعيها المحموم لتدميره، هذا الشريط الحافل بالخطايا التي ارتكبتها حماس منذ انقلابها على الشرعية وحتى اللحظة، وهي تتغطى بخطابات وبيانات "المقاومة" وشعاراتها الطنانه.
ومن يقرأ هذه البيانات والخطابات ، سيجد لغة لا تمت للمقاومة بصلة، فلا مقاومة تنتظر تصعيدا لترد... فليس من لغة المقاومة "إن عدتم عدنا" ولا مقاومة تهدد بالزلزلة (...!!) ثم لا شيء سوى بضعة صواريخ تختبر فعاليات صفارات الانذار الاسرائيلية في غلاف غزة...!! واذا ما كانت "الزلزلة" عن طريق الخطأ ذهب أصحابها إلى الاعتذار، بل توسلوه كي لا تخرج لعبة "التصعيد والتهدئة" عن مساراتها المرسومة لها..!!
ثلاثة أو أربعة منازل اسرائيلية تضررت جراء صواريخ الزلزلة، التي أطلق بعضها "عن طريق الخطأ" واستوجبت الاعتذار- وهذا حسب تصريحات حماس- لكن عشرات البنايات دمرها القصف الاسرائيلي في قطاع غزة المكلوم..!! وفوق ركام هذه البيانات تواصل بيانات "المقاومة الحمساوية" زلزلتها وبشارة النصر الذي لا يرى احد ايا من دلالاته..!! على هذا النحو حماس كمثل نتنياهو، لا تقول الحقيقة للجمهور الفلسطيني، وحين لا تقول الحقيقة فإنها تكذب وهذا ما يفعله نتنياهو مع الجمهور الاسرائيلي، وإذا ما كانت نوايا حماس غير ذلك، فالعبرة في المحصلة مع تغييب الحقيقة والتشبث بخطاب الخديعة ومسرحة الاشتباك الذي لا خاتمة له في كل مرة سوى العودة الى "تهدئة" وكفى الله المؤمنين شر القتال..!!