يوم الارض .. حاضر ومستقبل
كتب: رئيس تحرير صحيفة "الحياة الجديدة"
يفلح الفلسطينيون أرضهم منذ فجر التاريخ بمحاريث المحبة والأمل، ولطالما أسقوا تربتها عرقهم بل ودمهم، ليجعلوا من حياتهم كمثل حياتها في تفتّح أزهارها وعلو أشجارها الظليلة والمثمرة، وفي تنوع تضاريسها كي تتنوع أيام حياتهم وتتعدد كتعدد الورد في بساتين المعرفة والتنور والحكمة، ولهذا لا ينظر الفلسطينيون إلى أرضهم كجغرافيا وطن وتاريخ فحسب، وإنما ينظرون اليها كمثل أعلى لا يشق لهم غير دروب الحياة نحو أبهى صورها، كما انهم يعرفونها كمثل أم رؤوم، وما من تربية أحسن من تربيتها، ولا يعرف الفلسطينيون ما يعرفهم غير أرضهم وحكايات صمودهم فيها وبها ولأجلها، ومن هذه الحكايات البطولية جاء الفلسطينيون بيوم لأرضهم بعد أن مهروه بدم الشهيدة والشهيد، في الجليل الأسفل، دفاعا عن أراضيهم في سخنين وعرابة البطوف، كان ذلك في عام 1976 من القرن الماضي، لكن ما من ماض ليوم الأرض، بل له الحاضر الذي ما زال يتحصن بالصمود والتحدي من أجل مستقبله الذي سيدون حكايته كأمثولة صمود في واقعيته الأسطورية.
لا مستقبل ليوم الأرض غير مستقبل الحرية والعدل والسلام وفي حاضره اليوم ما زالت دعوة الشاعر لشهيدة يوم الأرض خديجة شواهنة تتردد في كل مكان من يوم الأرض "خديجة لا تغلقي الباب.. سنطردهم من اناء الزهور ومن حبل الغسيل/ سنطردهم من حجارة هذا الطريق الطويل"