خضر... صراع يومي حفاظا على الأرض
ميساء عمر
يُشكل يوم الأرض بالنسبة للمزارع أسامة خضر (52 عاما) من مدينة قلقيلية، يوما لتجديد تمسكه بالأرض وارتباطه بها، عبر فلاحته أرضه، الواقعة خلف جدار الضم والتوسع العنصري في منطقة صوفين شمال شرق قلقيلية، رغم عراقيل الاحتلال، لكسر عزيمته.
خضر واحد من كثير من المزارعين الذين قامت قوات الاحتلال بعزل أرضهم، خلف الجدار عام 2002، تحت ذريعة "الإجراءات الأمنية" التي تقضي بمنع دخول المواطنين ارضهم.
وتبلغ مساحة أرض خضر 40 دونمًا، تجاوز حبه وتعلقه بها كل المعيقات، وهو يخاطر بحياته لكي يحافظ عليها، رغم ما يعانيه يوميا.
ويتذكر خضر حال أرضه قبل الجدار، قائلا: "الوصول الى الأرض كان ميسرا وفي أي وقت كان، ولأي فردٍ من العائلة، لكن مع الجدار اضطررنا الى استصدار تصاريح خاصة من جيش الاحتلال، للسماح بمواصلة العمل في الأرض، التي تعتبر مصدر رزقنا، اعتمدنا على زراعة الخضراوات بشكل أساسي، وكنا نرفد بضاعتنا بالأسواق مباشرة، من دون عراقيل في النقل، لكن بعد العزل، أصبح الأمر أكثر صعوبة وتعقيدا".
ويواجه خضر عقبة في اصدار تصاريح، فيفرض الاحتلال شروطا على مقدمي التصاريح، وله الخيار بالرفض والقبول، بالإضافة الى ذلك يفرض التنسيق المسبق لدخول الأسمدة، والادوية، ويماطلون بالموافقة على ذلك.
ويضيف: "سابقا كنا نزرع الخضار، لكن في الوقت الحالي، نهتم بزراعة الأشجار، مثل الحمضيات، والجوافة، والافوكادو، والاسكدنيا، لان الخضار تحتاج الى عناية أكثر، ولا نستطيع ذلك مع هذه العراقيل".
لا يقف الأمر على ذلك، فيوميا تُعبَأ صناديق الحمضيات لخروجها الى الاسواق، لكن وجود بوابة حديدية يحتم على خضر نقل الصناديق على مرحلتين، الأولى من مكان القطف الى البوابة، والثانية من البوابة الى الأسواق، ما يكلفه الكثير من الخسائر المادية.
ويبين أنه وبسبب وضع الاحتلال عقبات أمام المزارعين في إيصال الكهرباء للآبار الارتوازية التي تقع خلف جدار الضم والتوسع، التي تغذي الاراضي بمياهها، ما يجعل المزارعين مضطرين الى تشغيلها على الديزل وهو ما يراكم المزيد من التكاليف والخسائر.
ويشير الى أن ساعة المياه على الديزل تصل الى 120 شيقلا، وتعتبر مرتفعة جدا بالنسبة للمزارعين.
ويختم قائلا: "لا يمكننا الا القول، إننا هنا راسخون، وصامدون كالجبال، وباقون ما بقي فينا عرق ينبض، وفي كل موقع ومكان في ارض فلسطين".