"محررون" يتجهون لسوق العمل بالتدريب المهني
إسراء غوراني
أنهى إياد مسلماني من مدينة طوباس مؤخرا تدريبا مهنيا في مجال التبريد والتكيف، وذلك ضمن برنامج التدريب المهني الذي تنفذه هيئة شؤون الأسرى والمحررين بهدف دمجهم في سوق العمل وإيجاد مصدر دخل لهم.
وقال مسلماني (30 عاما) لـ "وفا"، إنه التحق بدورة التدريب المهني مع عدد من الأسرى المحررين؛ ليكون صاحب مهنة تستطيع إدرار دخل مادي عليه وخاصة أنه لم يكن يملك مهنة قبل دخوله السجن.
وأضاف أن مثل هذه البرامج لها دور كبير في مجال تمكين الأسرى ومساعدتهم في الدخول إلى سوق العمل، منوهاً إلى أن فائدة هذه الدورات على الأسير تذهب إلى ما هو أبعد من الهدف المادي، وذلك من خلال دمج الأسير في المجتمع وتمكينه.
وأوضح أن الاحتلال منذ اللحظات الأولى لاعتقال أي مواطن ينتهج معه سياسة لتحويله إلى شخص سلبي ويسعى لتكريس ذلك طيلة فترة اعتقاله ليكون عبئا على المجتمع والأهل عند خروجه، كما يهدف إلى تفريغ الأسير من كل طاقاته ليعمل على خلق شريحة سلبية في المجتمع الفلسطيني، ولكن مثل هذه البرامج تفوت على الاحتلال هذه المخططات.
يسعى إياد الذي أمضى في سجون الاحتلال ثلاثة أعوام لأخذ قرض من هيئة الأسرى لافتتاح مشروعه الخاص في مجال التبريد والتكييف، حيث توفر الهيئة قروضا بدون فوائد للأسرى لمساعدتهم في بدء أعمالهم الخاصة.
كما التحق الأسير المحرر أيسر عزات (28 عاما) أيضا بدورات التدريب المهني للانخراط بسوق العمل بعد قضائه أربع سنوات في سجون الاحتلال، واختار دورة التبريد والتكييف كونها من المهن المطلوبة في السوق الفلسطينية، كما أنها تدر دخلا ممتازا على العاملين بها فهي تتماشى مع تصاعد طلب السوق الفلسطينية على مثل هذا النوع من المهن.
ويعتبر عزات الذي أفرج عنه من سجون الاحتلال في شهر أيلول الماضي أن خدمة التدريب المهني من أفضل الخدمات التي تقدمها هيئة شؤون الأسرى والمحررين، فهي تساعد الأسير ليكون عنصرا فاعلا في المجتمع، وبإمكانه الاعتماد على نفسه لتحصيل الدخل دون انتظار المساعدات.
وأوضح أن العديد من الأسرى يدخلون سجون الاحتلال في سن مبكرة ويقضون سنوات طويلة داخل الأسر، ولولا وجود مثل هذه البرامج والدورات التأهيلية لهم سيكون من الصعب عليهم البدء مجددا والحصول على عمل.
ونوه إلى أن نسبة كبيرة من الأسرى المحررين يتجهون لافتتاح مشاريعهم الخاصة في حال توفرت الإمكانية لهم أو حصولهم على قروض من هيئة شؤون الأسرى، ومنهم من يبدؤون عملهم كمهنيين في مشاريع قائمة.
من جهته أشار مدير عام برنامج تأهيل الأسرى المحررين محمد البطة إلى أن برنامج التدريب المهني للأسرى هو جزء من مجموعة برامج للأسرى المحررين بهدف إعادة اندماجهم بالحياة وتوفير فرص عمل وحياة كريمة لهم.
وأضاف أن برنامج تأهيل الأسرى ككل انطلق في أواخر العام 1995 كمؤسسة مستقلة شبه حكومية تحت رعاية وزارة الشؤون الاجتماعية واستمرت على هذا الحال حتى العام 1999، حيث تم تأسيس وزارة شؤون الأسرى وتم ضم هذا البرنامج لها.
وأوضح أنه من خلال البرنامج يتم تسجيل الأسرى المحررين في دورات تدريب مهني حسب احتياجاتهم، ويتم التعاقد مع القطاع الخاص لتنفيذ هذه الدورات، ويستطيع كل أسير محرر أمضى في سجون الاحتلال سنة وما فوق الاستفادة من هذا البرنامج.
ونوه البطة إلى أنه يتم تنفيذ دورات تدريب مهني للأسرى في كل المحافظات، واستفاد من برنامج التدريب المهني للأسرى المحررين خلال العام الماضي 2018 حوالي 300 أسير محرر، مؤكدا أن عدد المستفيدين يتفاوت من عام لآخر، ففي بعض الأعوام وصل عدد المستفيدين إلى 700 أسير سنويا.
ويستطيع الأسرى المستفيدون من التدريب المهني الاستفادة أيضا من برنامج القروض للبدء بمشاريعهم الخاصة، كما قال البطة، علما أنه يتم توفير قروض بدون فوائد للأسرى المحررين للبدء بمشاريع وتوفير مصدر دخل، موضحا أنه خلال السنوات الأربع الأخيرة افتتح ما يقارب 700 مشروع لأسرى في عدة مجالات منها مشاريع خدماتية وتجارية ومهنية.
ويسعى برنامج تأهيل الأسرى إلى تطوير برامج التدريب بحيث تشمل مجالات أوسع وتتماشى مع احتياجات كل منطقة، فهناك مخططات لإدخال برامج التدريب الزراعي والتقنيات الزراعية الحديثة وخاصة للأسرى المحررين من المناطق والمحافظات الزراعية مثل مناطق طوباس والأغوار.