أنسام شواهنة.. شابة سرق الاحتلال حلمها
ميساء عمر
ثلاث سنوات وثمانية وثلاثون يوما من الغياب، لم تكن بالأمر الهيّن على عائلة الأسيرة الشابة أنسام عبد الناصر شواهنة (21 عاماً)، من قرية إماتين شرق قلقيلية، فأغلى ما يملكون وبعمر لا يسترد، تقبع ابنتهم الوحيدة في سجن "الدامون".
العام المقبل، وفي السابع عشر من نيسان، ستشرق شمس الحرية بإذن الله وسيكون يوم الحرية لأنسام وأخواتها في الأسر، هذا ما قاله والد الأسيرة عبد الناصر شواهنة، أثناء حديثه عن أنسام المحكومة بالسجن الفعلي مدة خمس سنوات وعامين مع وقف التنفيذ، قضت منها حتى الآن سنتين وثمانية وثلاثين يوما.
يتحدث ويقلب صورها وشهادات التفوق التي كانت قد حصلت عليها في مدرستها، قائلا "لطالما كانت ابنتي مجتهدة، فقد حصلت على منحة دراسية بعد إتمامها الثانوية العامة بمعدل 97% بالفرع الأدبي، وكان حلمها أن تصبح صحفية، توصل صوت الحق، الا أن الاحتلال سرق حلمها نهار التاسع من أذار عام 2016، قرب مستوطنة "كدوميم".ش
قرية "إماتين"، تقع شرق مدينة قلقيلية، ويصل إليها طريق محلي طوله "1.5" كم يربطها بالطريق الرئيسي نابلس – قلقيلية، وتبعد عن الأخيرة مسافة "19" كم، وعلى الاراضي الواقعة بين مدينتي نابلس وقلقليلة تقع مستوطنة "كدوميم".
كانت أنسام واقفة على الطريق الرئيس "نابلس – قلقيلية"، مواصلة سيرها نحو المنزل بعد عودتها من مدينة نابلس، إلا أن جيبا عسكريا أوقفها واعتدى عليها بالضرب المبرح، وبعد ذلك نقلت إلى التحقيق أسبوعين، واتهمها الاحتلال بتنفيذ عملية طعن، وبالتحريض "بحسب شواهنة".
ويضيف: "عُرضت أنسام على محكمة سالم العسكرية لأكثر من ثلاثين مرة، وفي كل مرة تتعرض فيها للتحقيق يشتمونها ويضربونها ويحرمونها من النوم لساعات متواصلة، الى أن حكمت".
يسمح الاحتلال بزيارة أنسام مرة واحدة كل أربعة اشهر، ويحرمها من حقوقها بما فيها حق إكمال تعليمها داخل الأسر، بحجج أمنية.
تتذكر أم الأسيرة خديجة شواهنة آخر حديث لابنتها، والتي وصفتها بأنها ذات وجه مستدير وعينين لوزيتين وذات بشرة ببيضاء ومبسم ضحوك، وتقول: "آخر حديث دار بيني وبين ابنتي عن طموحها في المستقبل، واتذكر جيدا كم كانت صبورة وتطمح في الوصول الى درجة الامتياز بالجامعة، ومنذ صغرها كانت من المتفوقات".
وتضيف: "تقضي ابنتي وقتها في قراءة الكتب، وتعلمت اللغة العبرية، كتابة وقراءة، وتساعد في تدريس الأسيرات المتقدمات للثانوية العامة، وتسعى الى اللحاق بدورات تعليمية بتخصصات مختلفة، ومنها التنمية الاجتماعية".
وتأمل والدة شواهنة أن تنتهي رحلة اعتقال ابنتها، وتعود سالمة معافاة الى منزلها وسط اخوانها وأخواتها الذين ينتظرونها بفارغ الصبر، وتعيش برفقتهم الحياة التي حلمت بها ونغصها عليهم الاحتلال، وتحقق طموحها في أن تصبح صحفية على قدر عال من المسؤولية.
وتختم حديثها وعيونها تروي قصة الحرمان الطويل والاشتياق لفلذة كبدها، قائلة: "كل شيء سيتغير لحظة الإفراج عن ابنتنا، حيث سنبدأ وإياها حياة جديدة، وسنصمد ونصبر لنرى فرحة الإفراج عن جميع الاسيرات بإذن الله".