وفاة المعمر الفلسطيني محمد دريدي عن 125 عام
توفي ظهر الاربعاء في بلدة بيت ليد شرق طولكرم اكبر معمر على وجه الارض الفلسطيني محمد احمد عبد الكريم دريدي (أبو العبد ) عن عمر يناهز 125 عاما استنادا لبطاقة الهوية التي بحوزته والتي تشير الى انه من مواليد العام 1887م دون الاشارة الى الشهر واليوم وقالت مصادر العائلة ان دريدي توفي بعد ان نقل الثلاثاء الى مستشفى الشهيد ثابت ثابت بمدينة طولكرم بعد شعوره بالالام في الراس
وتم تشييع جثمانه الاربعاء في بيت ليد بحضور عدد كبير من المواطنين وافراد عائلته
واكد حفيده سائد دريدي ان جده محمد كان حتى لحظة دخوله المستشفى بصحة جيدة وانه دخل المستشفى مشيا على الاقدام الى ان تراجعت حالته الصحية ووافاه الاجل المحتوم ظهر الاربعاء
واعرب دريدي عن حزنه لرحيل جده قائلا ان رحيله خسارة للجميع ومشيرا الى ان وجوده كان يشكل بعدا نفسيا معنويا للعائلة كونه اكبر افرادها بل واكبر المعمرين على وجه الارض .
وعبر سائد دريدي ايضا عن اسفه لعدم مساعدة الجهات المختصة في السلطة الوطنية للعائلة لادراج اسم جده محمد دريدي 125 عام كاكبر معمر في العالم ضمن موسوعة جينيس للارقام القياسية
واضاف حفيده سائد انه كان متاكدا من ان جده محمد دريدي هو اكبر معمر على وجه الارض وانه طوال ساعات جلوسة امام اجهزة الكمبيوتر يقوم بالبحث عن اكبر معمر في العالم ضمن محركات البحث الا انه لم يجد من هو اكبر من جده عمرا مشيرا الى انه قام بالاتصال مع العديد من الجهات عبر المواقع الالكترونية لتحقيق ذلك دون جدوى
وكانت عائلة دريدي قررت تحديد العاشر من شباط من كل عام يوم مولده وهو اليوم الذي قام به الاعلامي معين شديد باجراء اول مقابلة صحفية معه وكان ذلك في العام 2009 ومنذ ذلك التاريخ تحول منزل الدريدي في الحي القديم من بيت ليد الى وجهه للصحافيين من مختلف دول العالم لاجراء الاحاديث الصحفية معه واعداد التقارير المصورة عنه وعن ذكرياته ورحلته الطويلة في الحياة
وكان الدريدي يتمتع بصحة وذاكرة جيدتين وغالبا ما يتوجه للمسجد لاداء الصلوات مشيا على الاقدام متكئا على عصا وانجب 12 من البنين والبنات وله من الاحفاد 120 ولم يدخل المستشفى طوال حياته الا ثلاث مرات اخرها دخوله الاخير يوم الاربعاء ولم يتناول الا دواء واحد فقط لتمييع الدم وافطاره الصباحي عادة كان يشتمل على زيت الزيتون الزعتر" كما انه كان يفضل اكل اللحم الدسم وتناول الشاي مع الكثير من السكر واكل الحلويات وخاصة الكنافة النابلسية وكان يتذكر حتى لحظة وفاته اسماء المحال المختصة بالكنافة بمدينة نابلس ولم يعتد على شرب القهوة وكان يواظب على الجلوس تحت اشعة الشمس وعلى اداء الصلوات الخمس في المسجد القديم ببيت ليد والذي يبعد عن منزله 250 متر وكان شعاره بالحياة نام بكير وقوم بكير شوف الصحة كيف بتصير.كما عاصر الدولة العثمانية والحربين العالميتين الاولى والثانية وكان يتذكر احداث ثورة العام 1936 والكثير من الاحداث والتطورات والمواقف التي وقعت معه ولمعارفه
وبعد وفاة زوجته تولت ابنته صبحية" 61 " عاماً الاشراف عليه وتلبية جميع احتياجاته والسهر على راحته اضافة الى مساعدة حفيده سائد والذي يعمل في سلك الشرطة الفلسطينية وخاصة في حلاقة الذقن والشعر
يذكر أن الدريدي عمل منذ نعومة أظفاره في حقل الزراعة وتربية المواشي والاهتمام بالارض والتي كان يحرص على فلاحتها وزيارتها حتى سنوات قريبة كما كان يواظب على صيام رمضان وادى فريضة الحج نرتين في العام 1970 والعام 1985
وعندما كان زواره يسالونه عن عمره المديد كان يردد الاية القرانية – اذا جاء اجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون
وكان رئيس الوزراء سلام فياض وخلال جولة له في بلدة بيت ليد في الثالث عشر من ايلول من العام 2009 قام بزيارة الى منزل الدريدي والتقى به واطلع على احواله .