حراك ثقافي فلسطيني نشط في الثلث الأول من العام الجاري
يامن نوباني
شهدت فلسطين في الثلث الأول من العام 2019 حراكا ثقافيا نشطا، وسط تغيرات على مستوى الوضع الثقافي، كان أبرزها: تسلم الروائي عاطف أبو سيف وزارة الثقافة خلفا لإيهاب بسيسو، وانطلاق فعاليات القدس عاصمة الثقافة الإسلامية 2019.
في 12 نيسان الجاري، انطلقت في قصر هشام الأثري- أريحا، فعاليات القدس عاصمة الثقافة الإسلامية 2019، بمشاركة 150 فنانا وموسيقيا من جميع أنحاء العالمين العربي والإسلامي، وفلسطين، وعشرات الأدباء والرسامين والمسرحيين والشعراء والأكاديميين، في (88) ندوة وفعالية حول فلسطين ثقافيا، وتحديدا بمدينة القدس، وذلك على امتداد أشهر (نيسان، وأيار، وحزيران، وتموز).
إصدارات
شهدت بدايات 2019 إصدار العديد من المؤلفات، أبرزها: "ثلاثية الأجراس"، للروائي إبراهيم نصر الله، الفائز بالجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر) العام 2018، عن الدار العربية للعلوم في بيروت، بينما تصدر طبعة خاصة بفلسطين عن "الأهلية" للنشر والتوزيع في عمّان.
كما صدر الكتاب الثاني من السيرة الذاتية "سيرة وطن سيرة حياة"، للباحث والكاتب السياسي غازي الخليلي. كما أطلق الباحث والكاتب عبد المطلب عامر النخال، كتابه الجديد "الشهيد يوسف العلمي: سيرة شهيد ومسيرة قائد"، خلال حفل أقيم في مدينة غزة لإحياء الذكرى الثمانين لرحيل الشهيد يوسف العلمي.
وصدرت مجموعتان قصصيتان للقاصّ المقدسي جمال القواسمي، وجرى في بلدية البيرة اطلاق كتاب "100 عام على وعد بلفور"، للمؤلف خالد عوض من مدينة الناصرة بأراضي الـ48.
كما صدرت عن دار الأهلية للنشر والتوزيع في الأردن، المجموعة الشعرية "ما يشبه الشعر"، للكاتب الفلسطيني نائل بلعاوي المقيم في العاصمة النمساوية فيينا. وفي متحف درويش أطلقت الشاعرة رزان بنورة مجموعتها الشعرية "شخير" والكاتبة رؤى الشيش روايتها "أجنحة" الحائزة على الإشادة من لجنة تحكيم مسابقة الكاتب الشاب لعام 2017. وأطلق أبو علاء منصور كتابه "رحلة لم تكتمل"، وأطلق محمد جبعيتي روايته "غاسل صحون يقرأ شوبنهاور".
مهرجانات ثقافية تراثية سنوية
انطلقت الدورة الرابعة عشرة من مهرجان رام الله للرقص المعاصر، وتتضمن نسخة المهرجان لهذا العام تسعة عشر عرضا لخمس عشرة فرقة، منها ثلاث فرق فلسطينية، وفرقتان عربيتان، وعشر فرق أجنبية، فيما تتوزع العروض على مدينتي رام الله والقدس، إضافة إلى ملتقى الرقص الفلسطيني، ومؤتمر الرقص والمجتمع، ودورة الفيديو والرقص، وورش الرقص.
كما شهدت محافظة جنين انطلاق فعاليات مهرجان "حكايا فلسطين" الرابع، بعنوان "قمح وزيت نروي الحكايا نروي النباتات"، وشمل 60 فعالية ما بين عروض أدائية، وأمسيات، وحكايا، وفنون سرد القصص.. حاملا روح الأرض ونكهتها ومواسمها الزراعية. كما شهدت المحافظة انطلاق فعاليات مهرجان يعبد الثالث.
كما احتفلت فرقة الفنون الشعبية الفلسطينية، بعيد تأسيسها الأربعين (1979-2019)، وذلك بتقديمها عرضها "مشعل"، على مسرح قصر الثقافة في مدينة رام الله. وكانت الفرقة قد قدمت هذا العرض عام 1986.
خسارات ثقافية
بداية العام الجاري الشاعر رحل عنا خليل توما، المولود عام 1945 في مدينة بيت جالا، والذي عمل في جريدة الفجر المقدسيّة (الطبعة الإنجليزية) وكتب الشّعر، ويعدّ أحد مؤسسي اتحاد الكتاب الفلسطينيين في الأرض المحتلة في أوائل الثمانينيات، له عدّة دواوين منها: "أغنيات الليالي الأخيرة، نجمة فوق بيت لحم، تعالوا جميعا". كما اعتقلته سلطات الاحتلال إداريا ما بين 1974 و1976 خلال حملة اعتقالات قوات الاحتلال لقيادات الجبهة الوطنية الفلسطينية.
كما رحل عميد النقاد الفلسطينيين الكاتب والناقد صبحي شحروري، المولود عام 1934 في بلدة بلعا جنوب طولكرم، نشر مقالات في جريدة الجهاد ومجلة الأفق الجديد، وبعض الصحف اللبنانية، ونشر العديد من الكتب منها: المعطف القديم، وقصص، والقدس، ومنشورات البيادر 1968، والقصة القصيرة في الأرض المحتلة.
إنجازات ثقافية
نجح الاتحاد العام للكتّاب والأدباء الفلسطينيين بعقد اجتماع مشترك للاتحاد العام للكتّاب العرب الفلسطينيين 48، والاتحاد القطري للأدباء الفلسطينيين الكرمل، الذي أسفر عن اتفاق مصيري للاتحادين بدمجهما باتحاد واحد موحد.
كما حصدت دولة فلسطين المركز الأول في مهرجان الفنون الشعبية والتراثية للشباب العربي المنعقد في القاهرة ضمن فعاليات القاهرة عاصمة الشباب العربي، ومثلت فلسطين: فرقة كنعان للثقافة والفنون الفلسطينية، والدول المشاركة في المهرجان هي: فلسطين، وجمهورية مصر العربية، والمملكة العربية السعودية، والجزائر، والعراق، واليمن، والسودان، والإمارات، وجزر القمر.
فاز المصوران محمد جاد الله ومحمد أسعد، بجائزة صور العام الدوليّة في الولايات المتحدة الأميركية 76 (POYI Pictures of the Year International) في نيويورك.
وحصد ثلاثة مصورين من قطاع غزة، جائزة حمدان الدولية للتصوير الضوئي، للدورة الثامنة للجائزة، والتي حملت عنوان "الأمل"، وأقيم الحفل الختامي في أوبرا دبي. والمصورون الثلاثة هم: هيثم نور الدين، وسليمان حجي، ووسام نصار، وحالت ظروف الحصار الاسرائيلي لقطاع غزة دون حضور نور الدين وحجي، وهي المرة الثالثة التي لا يتمكن فيها مصور فلسطيني يعيش في قطاع غزة من حضور حفل التكريم.
فعاليات ثقافية محلية
وعلى صعيد الفعاليات والأنشطة الثقافية، شهدت بدايات العام الجاري، حراكا ثقافيا محليا مكثفا، خاصة في شهر آذار، وكان أبرز تلك الأنشطة معارض فنية وثقافية تراثية، وشهد الثاني من نيسان، افتتاح معرض "اقتراب الآفاق: التحوّلات الفنية للمشهد الطبيعي"، في المتحف الفلسطيني ببلدة بيرزيت، ويستكشف المعرض التحولات الفنية في المشهد الطبيعي لدى الفنانين الفلسطينيين، والعلاقة التي تربطنا بالمكان والموقع الجغرافي من خلال "ثيمات" المحو والتفتيت والمسافة والانتماء.
حيث يضم المعرض أكثر من 100 عمل فني تتنوع بين اللوحات، والصور، والرسومات، وأعمال "فيديو آرت"، والأعمال التركيبية، والمنحوتات، قدمها 36 فنانًا فلسطينيًا من فلسطين والشتات.
كما افتتح متحف الصورة في حوش دار قسيس بالبلدة القديمة في بيرزيت، وهو عبارة عن 35 صورة للفنان جمال قضماني من داخل مدينة القدس المحتلة، تم فيها دمج الماضي والحاضر ومثلت كل صورة حقبة تاريخية أو معمارية.
افتتحت الفنانة جيهان أبو عمر، معرض "كلام الضوء- القدس عاصمة فلسطين الأبدية"، في متحف محمود درويش في رام الله. وضم 30 لوحة معظمها حول القدس.
وفي مركز بلدية البيرة الثقافي، افتتح معرض فني بعنوان "معرض خطوات دافئة". وشمل المعرض 100 لوحة فنية لطلاب وشباب موهوبين. وفي مدينة بيت لحم، افتتح مهرجان القدس الحادي عشر للشعر والنقد والفن.
كما اختتمت الثقافة فعاليات الاحتفاء بمئوية مولد الاقتصادي رفعت صدقي النمر "شيخ المصرفيين العرب"، معلنة انطلاق فعاليات الاحتفاء بمئويتي ميلاد المؤرخ إميل توما، والقائد الوطني حيدر عبد الشافي للعام 2019.
وعلى صعيد الفعاليات المحلية أيضا، فاز الفنان التشكيلي الفلسطيني كمال بُلاطة، والشاعر الأردني أمجد ناصر، والروائي المصري صنع الله إبراهيم، بجائزة محمود درويش للإبداع للعام 2019.
كما أطلق المتحف الفلسطيني والمكتبة البريطانية مشروعا لترميم وحماية التراث الثقافي الفلسطيني سيركز على معالجة وحفظ 3000 وثيقة تنتمي لمجموعات خاصة ومجموعات مؤسسات، مثل الرسائل والخرائط والمذكرات والصور الفوتوغرافية.