الاحتلال يواصل عدوانه على جنين ومخيمها: اعتقالات وتجريف محيط مستشفيي جنين الحكومي وابن سينا    الخليل: استشهاد مواطنة من سعير بعد أن أعاق الاحتلال نقلها إلى المستشفى    الاحتلال يطلق الرصاص على شاطئ مدينة غزة ومحور صلاح الدين    الاحتلال يشدد من اجراءاته العسكرية ويعرقل تنقل المواطنين في محافظات الضفة    الرجوب ينفي تصريحات منسوبة إليه حول "مغربية الصحراء"    الاحتلال يوقف عدوانه على غزة: أكثر من 157 ألف شهيد وجريح و11 ألف مفقود ودمار هائل    الأحمد يلتقي ممثل اليابان لدى فلسطين    هيئة الأسرى ونادي الأسير يستعرضان أبرز عمليات تبادل الأسرى مع الاحتلال    الاحتلال يشدد إجراءاته العسكرية على حاجزي تياسير والحمرا في الاغوار وينصب بوابة حديدية على حاجز جبع    حكومة الاحتلال تصادق على اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة    استشهاد مواطن وزوجته وأطفالهم الثلاثة في قصف للاحتلال جنوب قطاع غزة    رئيس وزراء قطر يعلن التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة    "التربية": 12,329 طالبا استُشهدوا و574 مدرسة وجامعة تعرضت للقصف والتخريب والتدمي    الاحتلال يُصدر ويجدد أوامر الاعتقال الإداري بحق 59 معتقلا    "فتح" بذكرى استشهاد القادة أبو إياد وأبو الهول والعمري: سنحافظ على إرث الشهداء ونجسد تضحياتهم بإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس  

"فتح" بذكرى استشهاد القادة أبو إياد وأبو الهول والعمري: سنحافظ على إرث الشهداء ونجسد تضحياتهم بإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس

الآن

الحزن يخيّم على "بور سعيد" في جنين!

عبد الباسط خلف- يجلس الشاب عبد رزي في متجره لبيع الأدوات القديمة في جنين، تحت يافطة معدنية أكل الدهر عليها وشرب، وتحمل عبارة( شارع بور سعيد).
يقول: شارعنا يحمل اسم مدينة، ولا أعرف منه، سوى أنه لمدينة مصرية.
وأمس بالتحديد، لم أستمع إلى نشرات الأخبار، ولم أعلم بما حصل فيها إلا في الصباح، وأنا حزين اليوم على ما جرى.
 فيما يمزج فؤاد رديف، تاجر الأدوات الكهربائية، الذي يصمد في دكانه منذ عام 1962، حزنه بهجوم حاد على الرياضة التي تتحول إلى مذبحة. يقول لـ(ألف):"تعلمت التجارة في هذا الشارع، ولم أزر مصر، وأعرف أنه لمدينة مصرية ساحلية، تعرضت لعدوان عام 1956، وصمدت خلال حرب الأيام الستة، وضحت خلال حرب تشرين عام 1973."
 واستناداً إلى رديف، فإن الأجيال الجديدة لا تعرف اسم الشارع الذي تمر منه، وتكتفي بالتعرف على شؤون الرياضة الأوروبية، ونجوم الفن، ولا تحفظ التاريخ، وتجهل الجغرافيا للأسف، وتتناحر لأجل لعبة كرة.
 وتصمد بقايا عبارة( مسمكة بور سعيد) فوق محل عبد الكريم الجبالي، منذ عام 1936، بالرغم من عوامل الزمن التي اختطفت عافيتها. يقول صاحبها: بصراحة، لا أعرف معنى اسم بور سعيد، وسميت مسمكتي مثل الشارع الذي أقيم فيه. وحزنت اليوم عندما عرفت أن مجزرة وقعت في مباراة كرة قدم، في مدينة مصرية يحمل دكاني اسمها. وسأرمم اليافطة في أقرب فرصة؛ لأنني أحب هذا الاسم.
 ويؤكد التاجر الثمانيني، الذي يقيم في الشارع ذاته خالد العدس، أنه زار مصر، ولم يصل بور سعيد. ويخلط حزنه على ضحايا" لعبة الفتبول" بتقصير البلدية عن إصلاح الشارع، بالرغم من العرائض العديدة التي رفعها هو وغيره للاعتناء به وإقفال حفره.
 بينما يسير محمد عتيق، الذي يعمل عتالاً، في الشارع ذاته وراء العربة منذ أكثر من أربعة عقود، من دون أن يستوقفه الاسم ومعناه، لكنه حزن صباح الخميس، حينما انتشرت أخبار حمام الدم الذي وقع في لعبة كرة قدم جمعت بين فريقي المصري والأهلي.
 يقول سمير زيود، الذي يلتقط رزقه من بيع الفواكه: أقف في "بور سعيد" منذ سنوات طويلة، وتألمت لما سمعته اليوم من الناس، ولم استوعب ما جرى. وأظن أن الجيل الجديد يجهل اسم الشارع الذي يمر منه كل يوم.
 ووفق زيود، فقد حمل الشارع الذي يتوسط سوق جنين التجاري بداية السبعينات هذا الاسم، بعد أن كان (شارع الجزائر)، وبالرغم من محاولات البلدية تبديله إلى( شارع عكا)، يُصر الجيل القديم على تسميته ببور سعيد.
 وعلى ذمة مصادر الجغرافيا والتاريخ، تشتهر بور سعيد الأم باسم المدينة الباسلة، وهي ثالث مدينة في مصر بعد القاهرة والإسكندرية، وتستلقي على الساحل، وتطل على البحر الأبيض المتوسط عند مدخل قناة السويس. وأنشئت عام 1860 كميناء لعب موقعه الجغرافي دورا هاما.
 وبور سعيد اسم مركب من كلمة PORT ومعناها ميناء وكلمة سعيد اسم حاكم مصر وقت بدايتها التاريخية، ويرجع أصل التسمية إلي اللجنة الدولية التي تكون من إنجلترا وفرنسا وروسيا والنمسا وأسبانيا وبيد مونت حيث قررت عام 1855 اختيار اسم بور سعيد لها.
تقترح صفاء الشيخ ابراهيم، الموظفة في إحدى مؤسسات المدينة، التي كانت تتسوق في الشارع ذاته، إعلان حداد رمزي في (بور سعيد) الفلسطيني، تضامناً مع شعب مصر الذي فقد العشرات من الضحايا، والمئات من الجرحى في "فتنة كروية".

 

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025