"ملتمين ع الخير".. خمس سنوات من العطاء
عنان شحادة
قبل خمس سنوات تبلورت فكرة شبابية نحو تكافل اجتماعي سرعان ما أخذت الريادة في محافظة بيت لحم، وشكلت مصدرا نحو اعالة عدد من العائلات المستورة، حيث لاقت نجاحا كبيرا وتشجيعا من قبل المسؤولين والمجتمع المحلي.
الحملة في ديمومة على مدار العام، ولا تقتصر على فترة معينة، مع تفعيلها بدرجة كبيرة في شهر رمضان المبارك.
مدير الحملة محمد العموري يقول لـ"وفا": في العام 2014 جاءت الفكرة من خلال شابين وفتاة، كنت من بينهم، للانطلاقة بتشكيل حملة "ملتمين ع الخير"، هذا بعد فترة وجيزة من إطلاق سراحي من سجون الاحتلال بعد قضاء المحكومية، انطلاقا من الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يمر بها شعبنا، خاصة في محافظة بيت لحم، وعليه بدأنا.
ويضيف العموري: جاءت الفكرة انطلاقا من المفهوم الذي كنا نسمعه من أجدادنا حول مفاهيم إنسانية تكافلية منها العونة، والفزعة، وغيرها، هنا أردنا تسخير كل هذه المفاهيم من خلال هذه الحملة التي لاقت على أرض الواقع تشجيعا وتحفيزا من الجميع، وذلك بجهود شبابية وتعاون المجتمع المحلي دون مقابل.
ويتابع: دائرة المشاركة توسعت من ثلاثة في السابق إلى 25 شابا وشابة معظمهم من الفتيات، وهذا لا يقتصر على محافظة بيت لحم، بل هناك منخرطون من مدينة القدس، ومنهم مسيحيون، إضافة إلى عدد آخر من المتطوعين غير الثابتين.
"نشرف سنويا على تقديم العون والمساعدة لـ(200) عائلة من مختلف أرجاء محافظة بيت لحم، والقدس، كل شهر مرة، وفي شهر رمضان بواقع أربع مرات لكل عائلة، بالإضافة الى كسوة العيد، والمدرسة، وبناء منازل، وترميم وتأهيل منازل، وطرود غذائية"، حسب ما قاله العموري.
وأكد أنهم حرصوا وسط حضور رسمي وجماهيري على افتتاح الحملة هذا العام وتحديدا قبل شهر رمضان بيومين، تقدمهم محافظ بيت لحم كامل حميد، وعدد من مدراء المؤسسات الحكومية والأهلية ومواطنون، مشيرا الى انه خلال يومين من ذلك تم تجميع أكثر من (70 ألف) شيقل بشكل عيني.
ولم يخف العموري التجانس والتعاون مع بعض المؤسسات الريادية في هذا العمل الإنساني، من خلال لجنة الزكاة سواء في بلدة الخضر، أو محافظة بيت لحم، الى جانب مديرية الشؤون الاجتماعية، وبالفعل تم تزويدنا من قبلهم بأسماء لعائلات محتاجة سنتكفل بها.
وكشف العموري الى انهم خلال خمس سنوات تم ترميم 90 منزلا، وبناء ثلاثة منازل في قريتي حوسان وام سلمونة، وتقديم (5000) طرد غذائي، واقساط جامعية لأكثر من (50) طالبا وطالبة، وأدوات طبية وكراسي متحركة لــ(120) مريضا، وكسوة عيد لـــ(500) طفل، هذا بالإضافة الى مرافقة مواطنين يخرجون أموال زكاتهم وتوزيعها على المحتاجين.
من جهته، يقول حميد: هذا العمل الإنساني ريادي ونحن نشجع ذلك في إطار القانون، وأحفز الشبان والفتيات على القيام بمثل هذه المبادرات، التي من شأنها أن تشكل رافدا حقيقيا في التكافل الاجتماعي".