القدس تتنفس الصّعداء في شهر الخير وتستعد للجمعة الأولى
- راسم عبد الواحد
ما بين اجراءاتٍ يفرضها عسكر الاحتلال وتحدٍ من أبناء البلد وشوق من أبناء الوطن، تستعد القدس العتيقة للجمعة الأولى في شهر رمضان الكريم، وينهض أبناؤها ويشمرون -عبر لجانهم المختلفة- عن سواعدهم لعمل كل شيء للتسهيل على الوافدين الى الأقصى المبارك.
"للأقصى خصوصيته وروحانيته، لذا نستعد مبكرا لاستقبال شهر الرحمة، بما يتلاءم والشهر الفضيل وخصوصيته، مرحبين بجميع القادمين إلى الأقصى"، هذا ما أكده مسؤول العلاقات العامة والإعلام في دائرة الأوقاف الإسلامية فراس الدبس.
واضاف في حديثه لمراسلنا أن "دائرة الأوقاف استعدت مبكرا للشهر الفضيل، بنصب المظلات والشوادر في باحات المسجد الأقصى المبارك، وهي الآن بكامل جهوزيتها لاستقبال عشرات الآلاف من المصلين من مختلف المناطق في الجمعة الأولى بالمسجد الأقصى".
وبيّن الدبس أن الدائرة "عقدت اجتماعات عدة، مع أطقمها الطبية ولجان النظام وخدمة المصلين الوافدين، في إطار سعيها لتوفير أجواء روحانية مميزة للقادمين إلى المسجد الأقصى".
ولا زالت جماعات المستوطنين تقتحم "الأقصى" بشكل يومي، بينما تحاول قوات الاحتلال التضييق على دخول المصلين.
وبين المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين أن "يوم غد يجمع بين ثلاثة فضائل، الصيام والصلاة بالمسجد الأقصى وصلاة الجمعة".
وأكد أن "حرص ابناء الوطن على الصلاة بالأقصى يؤكد مدى تمسكهم بمسجدهم وحبهم له والتعبد برحابه الطاهرة، داعيا المواطنين الى شد الرحال الى مسجدهم.
أحياء المدينة المقدسة، وخاصة في البلدة القديمة تتسابق سنويا فيما بينها للخروج بأجمل زينة رمضانية.
وحارة باب حطة تتميز كل عام بزينتها الرمضانية في الشوارع المفضية الى "الأقصى"، والاهتمام بالوافدين إليه.
واوضحت لجنة حارة باب حطة في بيان لها، "أن الزينة تعطي طابعاً دينياً ووطنياً لمدينة القدس، على أساس أنها العاصمة الأبدية لدولة فلسطين".
بدورها، أعلنت كافة اللجان العاملة في الاقصى (الكشفية، النظامية، النظافة، الاغاثة، الصحية) جهوزيتها الكاملة للجمعة الأولى بشهر رمضان.
وما زالت القدس، خاصة بلدتها القديمة، تحافظ على عاداتها الموروثة عن الآباء والأجداد، التي تميزها عن بقية مدن فلسطين، وتضفي عليها رونقا خاصا، بدءاً من دخول المدينة بأسواقها وحواريها مرورا بأبوابها، ووصولا إلى المسجد المبارك.
ويعتبر شهر رمضان، خاصة في أيام الجمعة وليلة السابع والعشرين منه، فرصة لتجار المدينة وبلدتها القديمة لتعويض الشهور السابقة، حيث تنتعش الأسواق بفعل تدفق الزوار على المدينة ومسجدها.
وفي هذا الشأن لفت التاجر صبحي الجعبة الى أن تجار البلدة القديمة على وجه التحديد يشرعون مبكرا بالاستعداد لشهر رمضان، ويستعدون جيدا لأيام الجمعة حيث الأعداد الهائلة من المصلين. ووصف رمضان بأنه أفضل أشهر السنة وأكثرها ربحا للتجار رغم ملاحقة الاحتلال لهم بالضرائب وغيرها.
أما التاجر نظمي طه فأوضح أن المصلين يتوافدون على المسجد الأقصى طوال ساعات النهار وحتى ساعات المساء، الأمر الذي دفع بالتجار لزيادة ساعات فتح محالهم في البلدة القديمة التي عادة ما تغلق مبكراً بسبب ضعف حالة التسوق.
وقال تاجر الحلويات سامي أبو صبيح انه ينتظر الشهر الفضيل بلهفة ويستعد له بزيادة المواد الخام اللازمة لإنتاج الحلويات الخاصة برمضان، وخاصة "القطايف" أشهر أصناف الحلويات بالمدينة وأكثرها طلبا طوال الشهر الكريم.