رصد التحريض والعنصرية في وسائل الإعلام الإسرائيلية
رصدت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا"، التحريض والعنصرية في وســائل الإعلام الإسرائيلية، في الفترة ما بين 5/5/2019 إلى 11/5/2019.
وتقدم "وفا" في تقريرها الـ(98)، رصدا وتوثيقا للخطاب التحريضي والعنصري في الاعلام العبري المرئي، والمكتوب، والمسموع، وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي لشخصيّات سياسيّة واعتباريّة في المجتمع الإسرائيليّ.
يعرض التقرير جملة من المقالات الإخبارية التي تحمل تحريضا وعنصرية جليّة ضد الفلسطينيين، كما ويستعرض مقابلات تلفزيونية وتقارير مصوّرة، ضمن النشرة الاخباريّة، ومقابلات على الراديو الإسرائيلي ضمن البرامج الأكثر شعبية في الشارع الإسرائيلي. يحتوي التقرير على قسمين مختلفين.
يتطرّق القسم الأول إلى رصد التحريض والعنصرية في الاعلام الإسرائيلي المكتوب من صحف اخبارية مختلفة. الصحف التي تمّ رصدها هي: "يديعوت أحرونوت/ يتيد نئمان/ هموديع/ معاريف/ هآرتس/ يسرائيل هيوم". أما القسم الثاني، يستعرض رصد العنصرية والتحريض في الصحافة المصوّرة لنشرات الاخبار اليومية لعدة قنوات إسرائيليّة مختلفة؛ قناة "كان"، والقناة الثانية، والقناة العاشرة، والقناة 7 والقناة 20، إضافة إلى هذا، تمّ تعقّب أكثر البرامج شعبية في الشارع الإسرائيلي للإذاعة الرئيسيّة "جالي تساهل" و "ريشيت بيت".
رصد الصحافة المكتوبة:
نستعرض في هذا الملخّص مقالات حملت تحريضا على الفلسطينيين وعلى شخصية اللواء جبريل الرجوب.
جاء في صحيفة "يديعوت احرونوت"، مقالا يتحدث عن حفل الذكرى البديل للإسرائيليين والفلسطينيين، مدعيا: "قمت قبل عامين بنشر رسالة إلى وزير الأمن: يرجى السماح للفلسطينيين الذين يرغبون في حضور "مراسم يوم الذكرى الإسرائيلي - الفلسطيني" بالدخول. استند ادعائي آنذاك ان اليسار يعمل على محورين، فهنالك من هو مشغول في شيطنة إسرائيل بحيث يجولون في كل أرجاء العالم لتصوير الإسرائيليين بصورة الوحوش. ينظم نشطاء "مقاتلون من أجل السلام" هذا الاحتفال المشترك، كل عام، وهم جزء من اليسار الذي يعمل على المحور الثاني. هم يحاولون إيجاد القاسم المشترك الإنساني. يمكن من الصعب للبعض تقبل المساواة بين القاتل والمقتول، وهذا مفهوم للغاية، ولكن مجرد الاشتراك في حفل مشترك كهذا يعبر عن الرغبة في التصافح، إيجاد سبل أخرى للعنف، إعلان السلام والأمل، أو على الأقل هذا ما يحاول نشره الحفل المشترك...
هنالك أمر تغير. قرار عدم السماح لدخول الفلسطينيين للاشتراك في الحفل المشترك هو صحيح وصائب للغاية، أما العدل العليا، مع فائق احترامي لها، ترغب في التدخل بكل قرار لا يروق لها، خصوصا ان قرار الوزير هذه المرة هو شرعي. لماذا؟ نشر نشطاء مقاتلون لأجل السلام، قبل نصف عام، فيديو دعائي قصير يدعم حلم "حق العودة". لا يوجد حق كهذا. تحوّل عشرات الملايين إلى لاجئين نتيجة لسقوط الحكومات، نتيجة لتبادل السكان، ونتيجة لإقامة دولة قومية. بعد مرور سنوات قليلة – لم يبقوا لاجئين. لم ولن يكن "حق العودة" لأولئك عشرات الملايين. ومن رفض إعادة تأهيل اللاجئين هم الحكام العرب، بل وفضّلوا تخليد وإبقاء المشكلة.
منذ أن بدأت مشكلة اللاجئين استند مطلب العودة لتقويض دولة إسرائيل وليس سعيا للسلام. أعلن وزير الخارجية المصري، محمد صلاح الدين، عام 1949: "مطلب عودة اللاجئين هو مطلب لتقويض إسرائيل". أعلن الرئيس المصري جمال عبد الناصر عام 1960: "إذا عاد اللاجئون إلى إسرائيل، فسيكون نهايتها". وأعلن صابر حبش، مستشار ياسر عرفات، عام 1998: "بالنسبة لنا، تشكل عودة اللاجئين البطاقة التي ستضمن تقويض إسرائيل".
تلقى الفلسطينيون على مدار العقود الأخيرة، اقتراحات لبناء الدولة الفلسطينية على أكثر من 95% من أراضي الضفة الغربية، إلا انهم رفضوا جميع المقترحات. فالمشكلة الأساسية لم تكن المستوطنات، انما مطلب العودة...
من أجل دفع أي اتفاق، كان على معسكر اليسار ليس فقط الضغط على قضية البناء خارج المستوطنات فحسب، انما أيضا التوضيح للفلسطينيين ان مطلب العودة هو بمثابة انتحار قومي جماعي. هذا لن يحدث ولن يكون. ولكن، عندما تتبنى مؤسسة مثل "مقاتلون لأجل السلام" موقف القيادة الفلسطينية وتشجع على حق العودة – فهي لا تعمل للسلام، انما لتعزيز الرفض الفلسطيني. تتبنى المؤسسة طرح الذين جاؤوا ليقتلوا، وأولئك الذين لا يحاربون من أجل السلام وانهاء الاحتلال انما من يحاربون ضد وجود إسرائيل".
وفي مقال آخر على موقع "ماكو" جاء تقرير محرضا على رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة جبريل الرجوب، مدعيا: "يحاول جبريل الرجوب، في الآونة الأخيرة، تفعيل ضغط سياسي على فريق كرة القدم اتلتيكو مدريد، بغية الغاء زيارتها لإسرائيل والغاء اللعبة المقررة أمام فريق "بيتار القدس" الإسرائيلي.
يحاول الرجوب تفعيل ضغط قوي جدا حتى أنه بعث رسالة لفريق كرة القدم الإسبانية منوّها ان اللعبة المقررة ستُقام على أراضي "فلسطين المحتلة". كما حذّر من عقوبات ممكنة وتوجه لأجهزة القضاء الدولية في حال تم قرار الاشتراك في اللعبة في إسرائيل. ولكن، على ما يبدو أن تهديدات الرجوب لم تحرّك ساكنا داخل النادي الإسباني، وجاء على لسان عيدان عوفر، أحد كبار الفريق الإسرائيلي، أن "اتلتيكو سيلعب في القدس والرياضة تجمع الأمم ولا تفرقهم".
في الوقت الذي يقوم الرجوب بتحذير وتهديد اتلتيكو من القدوم إلى إسرائيل والقدس، يبدو انه ليست لديه اي مشكلة ان يتلقى خدمات في إسرائيل: تم تحويله يوم أمس إلى مستشفى ايخيلوف في تل ابيب لتلقي علاج مستعجل".
رصد "الفيس بوك"
رصد التقرير تحريضا للمحامي ايتمار بن جبير على فيسبوك، "حيث حرّض على قطاع غزّة بشكل واضح وصريح، وطالب الحكومة الإسرائيليّة بإطلاق الصواريخ بشكل مكثف وقتل المئات من الفلسطينيّين في غزة، رافضًا التهدئة واتفاقية إيقاف إطلاق النار مع غزة. بالرغم من أن من شهداء التصعيد الأخير كان هنالك أطفال ونساء وفتية لا علاقة لهم بالعمل العسكري أو المسلح، إلّا أنه يدعي ان من قتلوا هم "إرهابيّون" ولا يكفي ثمانية أو عشرة عرب، ويريد المزيد. ويجدر بالذكر أن ايتمار بن جبير مرشّح من خلال "اتحاد أحزاب اليمين" للدخول للدورة البرلمانيّة المقبلة، ويطالبون أن يشغل منصب وزير القضاء القادم".
كما أظهر التقرير السياسة التي تتبعها "حكومة إسرائيل والتي تتحدث بوضوح عن سياسة التفرقة بين الفلسطينيّين في الضفة الغربيّة وغزة، وبين السلطة الفلسطينيّة وحماس، مستغليّن الانقسام الدّاخليّ. حيث يعمل نتنياهو وبحسب تصريحاته على تقوية حماس من أجل اضعاف السلطة الفلسطينيّة، وذلك حتى يسقط حل إقامة دولة فلسطينيّة او اخلاء المستوطنات وإيقاف البناء بها. مطبّقا بهذا عبارة "فرّق تسُد" ومصرحا عن هذا بكل وضوح".