أولاد المختار
زهران معالي
يحاكي المسلسل الفلسطيني "أولاد المختار" الذي يعرض على عدة فضائيات عربية وفلسطينية، البيئة الاجتماعية التي رافقت فترة النكبة قبل 71 عاما وما بعدها، والتحولات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي طرأت على المجتمع الفلسطيني حتى عام 1977.
ويشير مخرج المسلسل بشار نجار لـ"وفا"، إلى أن حلقات المسلسل بدأت مع ليلة تسليم الانتداب البريطاني فلسطين لليهود، حيث يبرز المسلسل أحداث النكبة من خلال تهجير الناس وقتلهم من عصابات "الهاغاناة" الصهيونية، ومحاولتها سرقة وثائق أراضي المواطنين "كواشين" من مختار خربة اللوز قضاء القدس.
ويوضح النجار أن المسلسل أراد إبقاء القضية الفلسطينية في ذاكرة الأطفال، وتذكير الكبار بالتاريخ الفلسطيني عبر مشاهد جميلة ومؤلمة، وإبراز الجوانب الإنسانية التي عاشها الفلسطيني انطلاقا من النكبة حتى النكسة وما بعدها.
"الفلسطيني أحق بقضيته من أي أحد آخر وأن يتناول القضية الفلسطينية في الدراما، قدراتنا أقل لكن نحاول، النكبة لم تكن في 15 أيار فقط لكن فعليا بدأت منذ الربيع قبل ستة أشهر اضطر الناس للهجرة"، يؤكد النجار.
على مدار قرابة عامين، استمر فريق العمل المكون من قرابة 70 ممثلا وفني عمل في تصوير مسلسل "أولاد المختار" في قرية رابا شرق جنين، بعد أن أعاد فريق العمل ترميم قرابة 54 موقع تصوير من المباني التراثية القديمة.
ويوضح النجار أن المسلسل يحاكي ثلاث حقب زمنية، الأولى تحكي عن النكبة والاحتلال الإسرائيلي، والحقبة الثانية مرحلة النكسة ومتابعة الفلسطينيين للحرب والجيوش العربية ودخولها لمحاربة الاحتلال الإسرائيلي، وحقبة ما بعد النكسة وفترة سيطرة الاحتلال على الأراضي وسرقتها وتزوير الأوراق وثبوتيات ملكية الأراضي.
"ما زلنا نعيش في نكبة، نقل السفارة الأميركية وصفقة القرن وغيرها الكثير، كل ما يحدث بالقضية مع الوقت يعتبر نكبة، النكبة تعيش فينا".. يتابع النجار.
وامتاز المسلسل بتنوع الممثلين من كافة أبناء شعبنا الفلسطيني، من القدس إلى غزة، إلى حيفا والناصرة وجنين، مرتدين الزي التراثي الفلسطيني، الذي استعان به النجار من "جامع التراث" عوني الظاهر الذي اعتاد منذ عشرات السنوات على جمع الأزياء الفلسطينية والتراثية.
وتدور أحداث المسلسل في قريتين، الأولى في خربة صغيرة "أم اللوز" القرية الفلسطينية التي تم "تهويدها" في مدينة القدس والقصة الأخرى عن قرية "زهرة"، التي تدور فيها أحداث المسلسل، وعن صندوق "الكواشين" "الأوراق الثبوتية" والحجج، الذي يخرج مع مجموعة من الناس الذين تمكنوا من الهروب من العصابات الصهيونية، ويصل الصندوق للقرية، وتبدأ الحكاية بمحاولات إيصال "الكواشين" لأصحابها، حتى لا يتم الاستيلاء عليها من قبل إسرائيل.
الممثل عبد السلام عواد الذي أدى دور شيخ القرية، تحدث لـ"وفا"، إن عرض مسلسل "أولاد المختار" تزامن مع الذكرى الـ71 للنكبة، ويتميز عن الأعمال الدرامية العربية الأخرى التي صورت النكبة، بأنه ركز على القضايا الاجتماعية والآثار التي تركتها النكبة على علاقة المواطن الفلسطيني بأرضه وبالاحتلال الإسرائيلي، وكذلك العلاقة بين الفلسطينيين أنفسهم، اللاجئ وابن القرية.
ويشير عواد إلى أن كل هذه العلاقات طرأ عليها تغيرات نتيجة النكبة وآثار سلبية خلفتها على مجمل هذه العلاقات، منوها إلى أن المسلسل تناول بعض القضايا كمقاومة الاحتلال من قبل المواطنين في القرية، والصراع على الأرض.
وتناولت حلقات المسلسل أثر النكبة على مصادرة الأراضي والحرمان من المياه، كما يعالج المسلسل قضايا الاجتماعية التي تربط الناس في الفترة بين 48-67 والصراع الاقطاعي.
وحول دوره في المسلسل، أوضح عواد، الذي قدم دور الشيخ وضاح شيخ القرية المعروف بوطنيته وتدينه، "أن الشيخ كان وجه البلد، ويقع على عاتقه أدوار عدة من حث الناس على المقاومة إلى الإصلاح بينهم وحل المشاكل الاجتماعية وقضايا الزواج والطلاق والخلافات الأسرية، إلى تعليم أطفال القرية في الكتاتيب، وعلاج المرضى بالقرآن".