كانوا ملوكاً..
لنا حجازي
ما زال محمد الوقاد (82 عاماً) يذكر طعم التين والصبر والخروب في قريته الدوايمة قبل أن يجبره الاحتلال الصهيوني على مغادرة منزله وأرضه مع عائلته، وهو طفل لا يتعدى العشر سنوات.
بعد عام، عاد محمد خلسة إلى قريته ليجلب الجاروشة (الرحى)، كان يحمل واحداً من شقي الجاروشة ويسير به مسافة نصف كيلومتر، ثم يعود للشق الآخر ويلحقه بالأول، واستمر هكذا حتى عاد لأهله بجاروشتهم وما تيسّر له من أشياء استقبلها والده بكثير من الدموع.
يعتبر الوقاد أن جسده تكوّن في الدوايمة، من حليبها ومطرها وأشجارها ونباتها، ويقول "كنّا ملوكاً في بلادنا".