طفل في السابعة من عمره... علاج مفقود وأمل منشود
جويد التميمي
يعاني الطفل يزن يعقوب عبد العزيز قواسمة من مرض لم يستطع الأطباء تشخيصه حتى الآن، وهو يحتاج لمصاريف تفوق قدرة والده الذي يعيل أسرة مكونه من 9 افراد ويعمل موظفاً في وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات "البريد الفلسطيني" منذ أحد عشر عاماً، ولم يحصل على تثبيته وتصنيفه حتى اليوم، وهو يتقاضى راتباً قدره 1463 شيكلا فقط لا غير.
يقول والد الطفل لـ"وفا" ولد يزن بتاريخ 6-1-2006 طبيعيا هو وشقيقته التوأم، ولكن بعد 8 أشهر لاحظنا تدهوراً في صحته، فعرضناه على عدد من أطباء الخليل، لكنهم لم يستطيعوا تشخيص مرضه، ثم نقلناه الى مستشفى المقاصد بالقدس، فأجرى له الأطباء فحوصات عدة، خاصة في الأمعاء والبنكرياس.
وأضاف: "قال لنا الأطباء، إن يزن بحاجة ماسة لمتابعة خاصة، وهو يحتاج حليباً وخبزاً خاصين، إلى جانب بعض الأدوية التي يصل ثمنها إلى ثمانية آلاف شيقل شهرياً، كما طلبوا منا إعطاءه حليبا يبلغ ثمن العلبة الواحدة أربعمائة شيقل، وكان يستهلك يزن خمسة عشر علبة شهريا، إضافة لكبسولة الكربون التي يبلغ ثمنها ألف شيكل لوحدها".
وتابع والد الطفل يزن: بعت كل ما أملكه وزوجتي "أم محمد"، من سيارة، وقطعة أرض، وذهب، لكي أستطيع الاستمرار في علاج طفلي ولكن دون جدوى.
وبتنهيده عميقة وألم كبير ظهر جلياً محياه، جراء ما يعانيه طفله، قال الوالد لمراسل وفا بالخليل: "انظر أصبح طفلي هيكلا عظميا لانني لا استطيع شراء الحليب الخاص به، ولا تأمين ما يتطلبه من علاج، فأنا انفقت كل ما أملك لمعالجته ولكن دون جدوى، حتى نصحني الأطباء بمغادرة البلاد ومعالجته في الخارج، إلا أن حالتي المادية لا تمكنني من ذلك، فأنا أصبحت اليوم لا أستطيع أن أوفر حتى المسكنات لطفلي".
وأضاف: انهكت الحياة قواي بسبب المرار الذي يعانيها طفلي بهذا المرض، الذي يزيد حالته سوءاً يوما بعد يوم، حتى وصل في هذه الأيام إلى تشنجات وفقدان للوعي في كثير من الأحيان.
وبحرقة ومرارة شديدتين قالت "أم محمد" والدة الطفل يزن: لا استجدي احداً أن يساعد زوجي في شيء، كل ما طلبناه هو علاج لطفلنا الذي نريده كجميع أطفال العالم، يلهو ويضحك، "نحن لم نطلب مالاً ولا مساعدات، بل طلبنا حقاً لطفلنا...!".
وناشدت عائلة الطفل يزن، المسؤولين، وكل ذي ضمير حي لمساعدتهم في علاج طفلهم، وتبني حالته المرضية النادرة، وتحويلهم لعلاجه لدى أي مختص او أي مستشفى او مركز طبي في الخارج، قائلين: "ان مرضه عجز الأطباء وحيرهم حتى يأسوا من وجود علاج له داخل فلسطين".
ومن جهته قال نائب محافظ الخليل مروان سلطان لـ"وفا": نحن كمحافظة لن نتوانى عن تقديم أي علاج ليزن حتى يتماثل للشفاء، وعلى عائلته أن تراجعنا من جديد في مكتب محافظة الخليل، وأنا سأتابع موضوعه إلى نهايته، ولو تطلب الأمر تحويله للعلاج في إيطاليا سأعمل على توفير تحويله له في أقرب وقت ممكن".