ليمون قلقيلية في أسواق الأردن
ميساء عمر
يواظب مزارعو قلقيلية على قطف ثمار الليمون منذ نيسان الماضي، تمهيدا لتصديره إلى الأردن، اخذين بعين الاعتبار المواصفات المطابقة والمتفق عليها للتصدير، وسط آمال بأن تصل إلى أسواق أخرى.
حبات من الليمون ناصعة الصفار تخرج أسبوعيا من محافظة قلقيلية، إلى الأسواق الأردنية وفق اتفاقية تصدير تعفي الأردن من خلالها بعض المنتجات الزراعية الفلسطينية من الضرائب، ومنها الليمون.
ويقول مدير زراعة قلقيلية أحمد عيد: "للسنة الخامسة على التوالي يتم تصدير الليمون إلى الأردن، بموجب تفاهمات بين وزارتي الزراعة في البلدين متفق عليها".
ويضيف: "تصدير الفاكهة والمحاصيل الزراعية يعد دخلا، ينعش الاقتصاد الفلسطيني، والقلقيلي بالأخص، ويوفر فرص عمل للبعض، فتتراوح الأيدي العاملة في حصاد الحمضيات بالمحافظة ما يقارب 1200 عامل، 90% من الرجال و10% من النساء، مقسمين على 500 أسرة يعملون طوال العام بالحمضيات، كما أن التصدير يقلل من احتمال تكبد المزارعين خسائر فادحة عند تكدسها في الأسواق".
ويتابع عيد: "بسبب مضايقات الاحتلال وإغلاق باب التصدير أمام المحاصيل الزراعية لسنوات طويلة قبل عام 2014، وصلت المساحة المزروعة بالحمضيات حوالي 2500 دونم بعد أن كانت في الماضي 20 ألف دونم، ويغطي الليمون منها 1600 دونم، بمعدل إنتاجية 800 طن سنويا".
وتعمل مديرية الزراعة على وضع خطة مع بداية كل عام، تعزز من صمود المزارعين وتدعمهم، فتنظم برنامجا إرشاديا وتوعويا يرشدهم الى الطريق الصحيح في زراعة المحاصيل والحفاظ عليها وكيفية التعامل مع الظروف الطارئة التي يتعرضون لها خلال عملهم، بالإضافة الى توفير المبيدات الحشرية والأسمدة والأشتال المحسنة، وإدخال آليات عمل حديثة.
ويشير رئيس غرفة تجارة وصناعة وزراعة قلقيلية طارق شاور، الى أن محافظة قلقيلية صدّرت منذ بداية شهر نيسان المنصرم وحتى اليوم قرابة 1200 طن من الليمون إلى الأردن، بواقع شحنات أقصاها 15 طنا، وأدناها 12 طنا.
ويضيف: "التصدير الزراعي لم يقتصر على ثمار الليمون فقط ، فهناك منتجات زراعية أخرى صدرت الى الأسواق الأردنية، مثل الجوافة 700 طن، والأفوكادو 800 طن، والفلفل الأحمر 100 طن.
ويؤكد شاور ان الغرفة التجارية تدرك أهمية التجارة الخارجية وتسعى لتسهيل التجارة مع كافة الاطراف ذات العلاقة، وتسعى دائما لخلق فرص تصدير جديدة، كما أنها تضع في متناول التجار والمصدرين كافة المعلومات الضرورية اللازمة للتصدير.
وتتميز محافظة قلقيلية بتوفر المقومات التي تشجع على زراعة أصناف مختلفة من المحاصيل الزراعية وأهمها الحمضيات، ومن هذه المقومات وفرة مياهها وخصوبة تربتها واعتدال مناخها.
ويواجه أصحاب بيارات الحمضيات، عراقيل عديدة أبرزها وجود عدد كبير من البيارات خلف جدار الفصل العنصري، الذي يأسرها ببوابات حديدية أقامها الاحتلال للتضييق على المزارعين.
ويوضح المزارع احمد غسان نوفل (50 عاما) من مدينة قلقيلية، أنه يقصد وعائلته أرضه خلف الجدار يوميا لقطف ثمار الليمون التي تصل إلى 15 طنا يوميا، إلا أن الاحتلال يشدد من إجراءاته على البوابة، وأحيانا يهم بإغلاقها، ويمنعهم في كثير من الأحيان من إدخال الصناديق إلى بياراتهم أو إخراجها، إلا بتنسيق مسبق، وعلى عدة مراحل.
ويبين المزارع سالم محمد شهوان (33 عاما)، أن الموسم الحالي من أفضل المواسم إنتاجا لليمون، وكذلك نسبة التصدير كانت جيدة.
ويقول: "الحمد لله، مع بدء التصدير تحسن وضعنا الاقتصادي، فأقطف يوميا ما يقارب 5 أطنان، وان شاء الله في السنوات المقبلة نتمكن من تصديرها إلى أسواق أخرى.
وتقول أخصائية التغذية من قلقيلية، هبة خضر، إن الليمون من الفواكه الحمضية المفيدة للجسم، ويدخل في العديد من الأطعمة والوصفات، ويوضع على الكثير من السلطات، ويتم تحضير عصير الليمون منه.
وتضيف: "يتصدر عصير الليمون الطازج قائمة أفضل العصائر التي ينصح بتناولها خاصة في شهر رمضان الفضيل، خصوصا قبل الإفطار، وذلك لأنه يعمل على منع تكون حصوات الكلى ويعزز المناعة ويساعد في إنقاص الوزن ويعزز من صحة الجلد والشعر".
بالإضافة إلى الحمضيات بأنواعها، الليمون والكالمنتينا والبرتقال، تغزو أراضي قلقيلية محاصيل زراعية أخرى كالجوافة والمانجا الكاكا والليتشي والكرمبلا.