سفارتنا لدى البيرو والدنمارك وفنلندا تحيي الذكرى الـ71 للنكبة
أحيت سفارة دولة فلسطين بالاشتراك مع الفيدرالية الفلسطينية واللجنة البيروفية للتضامن مع الشعب الفلسطيني، الذكرى الـ71 للنكبة تحت شعار "من رماد النكبة إلى تجسيد العودة فلنسقط المؤامرات"، وذلك بفعالية احتفالية أقيمت في مسرح شابوكا غراندا أحد أهم مناطق التجمعات السياحية في العاصمة ليما.
حضر الفعالية المئات من المتضامنين البيروفيين وسفراء الدول العربية والإسلامية والدول الصديقة المعتمدين لدى البيرو، والمؤسسات العربية والفلسطينية، وأبناء الجالية في البيرو.
وافتتحت الفعالية، حسب بيان لسفارة دولة فلسطين لدى البيرو، أصدرته اليوم الأحد، بعرض لأفلام قصيرة فلسطينية قصيرة تحاكي ذكرى النكبة وآثارها على الشعب الفلسطيني.
وفي كلمته شكر السفير وليد المؤقت التضامن الفعلي للشعب البيروفي مع حقوق شعبنا الفلسطيني، مذكرا بمرور 71 عاما على نكبة شعبنا، وقال: رغم ويلاتها وآثارها القاسية على شعبنا الفلسطيني في الداخل والخارج إلا أنها زادتنا عزيمة وقوة بألا نساوم على حقنا في الأرض والقدس والدولة المستقلة.
وتضمنت الفعالية فقرات من الفلكلور الفلسطيني والدبكة الفلسطينية، وألقى أدباء بيروفيون قصائد الشعر الفلسطيني للشاعرين محمود درويش وسميح القاسم على أنغام موسيقى الثلاثي جبران عزفتها فرقة الشرق إكسبرس، والتي بدورها عزفت أيضا موسيقى فلسطينية.
وتخلل الفعالية توزيع "حاملة مفاتيح" ترمز الى حق العودة لكل المشاركين في حفل ذكرى النكبة. كما حمل الحاضرون أعلاما وشموعا أناروها تخليدا لذكرى شهداء النكبة.
كما شاركت سفارة دولة فلسطين في الدنمارك، بالتعاون مع ملتقى الجالية الفلسطينية في الدنمارك بإحياء الفعالية المركزية لذكرى النكبة الـ71 في الدنمارك، والتي استضافها نادي الزيتون الفلسطيني في مدينة هلسينيور بالقرب من العاصمة الدنماركية.
شارك بالفعالية التي استهلت بتلاوة من آيات الذكر الحكيم والنشيد الوطني الفلسطيني: العديد من أبناء الجالية الفلسطينية والعربية ومناصري القضية الفلسطينية من النشطاء وقادة الأحزاب اليسارية والمؤسسات الجماهيرية الدنماركية في المنطقة.
وقال سفير دولة فلسطين في الدنمارك مفيد الشامي، في كلمة له بالفعالية، إن النكبة ما زالت مفتوحة وممتدة، وما زالت آثارها وتداعياتها مستمرة ليومنا الحالي، وأضاف: "النكبة نعيشها في كل لحظة، بغطرسة وقوة من يتنكر لحقوق شعبنا الوطنية ولا يمتثل للشرعية الدولية. وبرغم طول السنين وهول الجريمة ما زلنا نصارع ونقاوم ولم ولن تنكسر إرادة شعبنا، متمسكون بحقوقنا الوطنية المشروعة الثابتة حتى انهاء الاحتلال والتحرر والاستقلال وإقامة دولة فلسطين المستقلّة وعاصمتها القدس الشريف، وحقنا الأبدي والمكفول بالشرعية الدولية بالعودة إلى ديارنا التي هُجرّنا منها قسرا".
كما أكد السفير الشامي رفض الفلسطينيين قيادة وشعبا لما يروج بما سمي بصفقة القرن التي ستتلاشى كما تلاشت من قبلها مؤامرات تصفية القضية الفلسطينية.
وألقى محمود عبد القادر رئيس نادي الزيتون كلمة ترحيبية بالحضور، أكد خلالها الدور الفعّال والحيوي للجالية الفلسطينية.
مندوبة الملتقى العالمي في الدنمارك، وممثل حزب القائمة الموحدة اليساري، أكدا خلال كلمتيهما أحقية الشعب الفلسطيني بنيل حقوقه وإقامة دولته، وأن احياء ذكرى النكبة تذكير بواجب المجتمع الدولي عامة والدنمارك خاصة بتأييد المواقف الفلسطينية وتصحيح ما تعرض له الفلسطينيون من ظلم تاريخي.
وفي نهاية الفعالية، تم تكريم الجيل الأول من الجالية الفلسطينية في الدنمارك بتسليهم شهادات ودروع تقديرية على مجهوداتهم ونشاطاتهم وتاريخهم النضالي بالدفاع عن فلسطين، والذين قاموا بدورهم بتسليم مفاتيح بيوتهم التي هجروا منها في فلسطين لأبناء الجيل الجديد لتحمل المسؤولية الوطنية وحمل الراية تحت شعار هذا عهدنا من جيل الى جيل.
تخلل الفعالية فقرات فنية وأناشيد واشعار وطنية.
في ذات السياق أحيت بعثة دولة فلسطين لدى فنلندا ودول البلطيق الذكرى الـ71 للنكبة، بالتعاون مع الجمعية الفنلندية العربية، وجمعية علماء النفس الفنلنديين للمسؤولية الاجتماعية، في العاصمة الفنلندية هلسنكي، عبر فعالية تخللتها سلسلة من الخطابات والمناقشات الهامة، والتطرق إلى التحديات التي تواجه الشعب الفلسطيني في ظل الاحتلال الاسرائيلي على مدار 71 عاما.
وأقيمت الفعالية تحت عنوان "ملاحظات مراقبين حقوق الانسان بعد 71 عاما من النكبة (احتلال الأرض والمدينة والقرية)"، حيث شاركت كل من ميلجا رامو، وروزا رانتانين بشهادات ترويان فيهما تجربتهما في زيارة مدينة الخليل، كمراقبين لحقوق الانسان من خلال برنامج ((EAPPI، والذي يتم تنسيقه من خلال مساعدة الكنيسة الدولية في فنلندا.
وتطرّقت ميلجا في مداخلتها الى معاناة المزارعين الفلسطينيين في ظل سياسات الاحتلال العسكري الإسرائيلي وممارسات المستوطنين، حيث تحدثت عن العذاب الذي يعيشه المزارع الفلسطيني للوصول الى الأراضي الواقعة خلف الجدار، كما أشارت الى المظاهرات السلمية لبعض القرى الفلسطينية، وكيفية تعامل جنود الاحتلال بطريقة عنيفة مع المتظاهرين السلميين، لا سيما في قرية كفر قدوم، التي تعاني من انتهاكات مستمرة لقانون حقوق الانسان والقوانين الدولية.
أما عن روزا، فروت تفاصيل زيارتها لمدينة الخليل، حيث مكثت ثلاثة أشهر، وتحدثت عما رأته من اعتداءات مكثفة بحق الشعب الفلسطيني، لا سيما بعدما اتخذ رئيس الحكومة الإسرائيلي قرارا بعدم تجديد برنامج الوجود الدولي في مدينة الخليل "TIPH"، والذي استمر 22 عاما.
وأكد السفير الفلسطيني تيسير العجوري خلال مداخلته أهمية احياء ذكرى النكبة في التصدي لسياسات الاحتلال الاسرائيلي الممنهجة للتطهير العرقي ومحاولاته المستمرة في طمس الهوية الفلسطينية، وفي تأكيد حتمية تعلقنا بأرض فلسطين وحق عودتنا.
ووصف هذا اليوم بأنه يمثل معاناة أبناء شعبنا الأليمة في كل يوم، في ظل مواجهتهم لسياسات الاحتلال الإسرائيلي، مشيرا إلى أنه فيما يتعلق بالشهادات التي أدلى بها مراقبو حقوق الانسان، فإنها تؤكد على السياسة العنصرية المستمرة منذ 71 عاما لتطهير الأرض من أصحابها الأصليين، ولكن شعبنا الذي ضحى وبكل ما هو غالٍ من أجل أرضه وأرض أجداده لن يكل عن المطالبة في حقة في تقرير مصيره في دولته المستقلة، وعاصمتها القدس الشريف.
وفي الختام، طالب السفير العجوري الحضور بالتحرك لمطالبة الحكومة الفنلندية بالاعتراف بدولة فلسطين كخطوة عملية، لدعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وأيضا لدفع عملية السلام العادل والشامل.