حملات "الخير" الرمضانية .. انتشال لأسر من العوز
رشا حرز الله
ميّزت الحملات والمبادرات "الخيرية" التي قادها نشطاء وعدد من المؤسسات شهر رمضان المبارك، فكانت سببا في التخفيف عن الناس وطأة الظروف الصعبة التي يعيشونها، كما حققت تكافلا اجتماعيا يحتذى به.
وتنطلق هذه الحملات بعد دعوات يطلقها أفراد ومجموعات من شبان وشابات وصحفيون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، من خلال حملات ترويجية تدعو إلى المساهمة في التبرع ومساعدة الغير والتكاتف الاجتماعي.
ولا تكاد تخلو مدينة أو بلدة أو قرية من حراك شبابي خلال شهر رمضان المبارك، وتنوعت تدخلاتهم بين مساعدات عينية كتوزيع طرود غذائية، أو وجبات إفطار، أو مساعدات نقدية، حتى ذهبت بعض المناطق كقرية عصيرة الشمالية شمال مدينة نابلس إلى تنظيم إفطار جماعي لأهل القرية بغرض الحفاظ على التواصل الاجتماعي، وجمع شمل أهلها الذي شتته وسائل التكنولوجيا ومشاغل الحياة.
ومن خلال منشور صغير على صفحته في "فيسبوك" حث فيه الشاب حمزة المصري أبناء بلدته جماعين جنوب مدينة نابلس، على ضرورة التبرع ومساعدة الأسر الفقيرة والمتعففة.
ساعات قليلة مرت على المنشور، ليصدم بعدها حمزة من حجم التفاعل والاتصالات التي وردت له وترغب بالتبرع ومنهم من أبدى الاستعداد والتطوع لتوزيع الطرود التي يتم جمعها. كبرت الحملة وأُطلق عليها فيما بعد "جماعين الخير".
يقول حمزة إن هذه الحملة جاءت للتخفيف عن الناس في ظل الوضع المعيشي الصعب وأزمة الرواتب التي يعيشها الموظفون، والتي أثرت على الوضع الاقتصادي، خاصة وأن مصروف العائلة يزيد في رمضان، فوجدنا أنه من الضروري أن تساعد الناس بعضها.
في الجزء الأول من "جماعين الخير" استطاع حمزة تأمين عشرات الطرود الغذائية لعائلات فقيرة في البلدة، متحدثا أن الجزء الآخر سيكون توزيع كوبونات بقيمة (200 شيقل)، أي ما يعادل (60 دولار)، لشراء ملابس لعيد الفطر.
وفي مدينة نابلس وللسنة الرابعة على التوالي، تستمر حملة "نابلس الخير" التي انطلقت بمبادرة فردية من الصحفي عميد دويكات الذي يعمل في إحدى الإذاعات المحلية في المدينة.
فكرة الحملة جاءت نتيجة ورود اتصالات على البرنامج الصباحي الذي يقدمه دويكات من مواطنين معوزين يطلبون الإغاثة والمساعدة وتوفير معونات لهم، ما دفعه للتفكير في حملة بدأها بالدعوة لتوفير طبخة يومية لعائلة مستورة، شريطة أن يدخل في مكوناتها الأرز والدجاج والخضار والخبز، فكانت الاستجابة كبيرة من قبل الناس، الذين أضافوا من تلقاء أنفسهم المعلبات وزيت الذرة والزيتون والحبوب.
وعاما بعد عام انتشرت الحملة التي تتركز على مخيمات المدينة وقراها بشكل أكبر، وتجد زخمها في شهر رمضان، لكن هذا لا يعني أنها تتوقف باقي أيام السنة.
يقول دويكات إنه ومنذ بداية الشهر الفضيل جرى توزيع مئات الطرود الغذائية التي تصل قيمة كل واحد منها إلى (450 شيقل) أي ما يعادل (130 دولار)، مشيرا إلى أن التبرعات تجاوزت حدود ذلك لتصل إلى توفير اسطوانات غاز الطبخ، وشحن الكهرباء.
ويتحضر دويكات ومن معه من المتطوعين إلى توفير مكونات كعك العيد، مشيرا إلى إن الحملة تبقي على العائلة مهمة إعداده.
يقول :"لا نريد توفير كعك العيد الجاهز، نريد من هذه العائلات أن تصنعه بنفسها حتى تعيش أجواء العيد وفرحته".
واستطاعت "نابلس الخير" منذ تأسيسها تأمين أقساط جامعية لعدد من طلبة الجامعات، كذلك عشرات الحقائب المدرسية والقرطاسية، ومئات الأغطية والمدافئ لفصل الشتاء، فيما يؤكد دويكات أن عدد الناس المستفيدة من الحملة يتضاعف ووصلت إلى عائلات لم تصلها المؤسسات والجمعيات.
ويرى دويكات أن "تصوير الناس المستفيدة من المساعدات مبتذل وغير أخلاقي، وأن الحفاظ على كرامة الناس وإنسانيتهم أحد أهم شروط الحملة"، مضيفا أن يكتفي بالتقاط صور للمواد التموينية التي تم التبرع بها لتشجيع الناس الآخرين على المساهمة، كما أن الطرود لا تحمل أي ملصقات باسمها، لأن الهدف مساعدة الناس بغض النظر عن المتبرع ومن الوسيط.
وللعام الخامس على التوالي، نفذ صندوق الإغاثة الفلسطيني ومقره الولايات المتحدة الأميركية، حملة "السلة الرمضانية" والتي تأتي ضمن سلسلة حملات ينفذها الصندوق الذي أسسه ويدعمه أبناء الجالية الفلسطينية هناك، ويهدف إلى دعم صمود شعبنا خاصة في المناطق المهمشة.
وقال الناطق الإعلامي باسم الصندوق محمد بدارنة إن 4800 عائلة استفادت من حملة هذا العام، حيث وزعت سلة غذائية لكل عائلة في معظم مدن وقرى وبلدات الضفة.
ويشير إلى أن الصندوق ينفذ مشاريع عدة لدعم أهلنا وشعبنا مثل مشروع الحقيبة المدرسية، وترميم وبناء المنازل للعائلات التي تعيش ظروفا صعبة، إلى جانب مساعدة الطلبة المحتاجين لإكمال تعليمهم.