رصد التحريض والعنصرية في وسائل الإعلام الإسرائيلية
رصدت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا"، التحريض والعنصرية في وســائل الإعلام الإسرائيلية، في الفترة ما بين 26/5/2019 – 1/6/2019.
وتقدم "وفا" في تقريرها الـ(100)، رصدا وتوثيقا للخطاب التحريضي والعنصري في الاعلام العبري المرئي، والمكتوب، والمسموع، وكذلك صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي لشخصيّات سياسيّة واعتباريّة في المجتمع الإسرائيليّ.
يقدم هذا التقرير رصدا وتوثيقا للخطاب التحريضي والعنصري في الاعلام العبري المرئي، والمكتوب، والمسموع، وكذلك مواقع التواصل الاجتماعي لشخصيّات سياسيّة واعتباريّة في المجتمع اليهودي.
الصحف التي تمّ رصدها هي: "يديعوت أحرونوت، معاريف، هآرتس، هموديع، ييتد نئمان، مكور ريشون ويسرائيل هيوم"، وتمّ رصد صفحات لوزراء وأعضاء برلمان على شبكة التواصل الاجتماعي "فيسبوك".
كما تمّ رصد البرامج الصباحية الأكثر شعبية على الراديو الإسرائيلي، والنشرات الإخباريّة الرئيسيّة للقناة الثانية/ العاشرة/ السّابعة/ كان/ قناة20.
انشغل الإعلام الإسرائيلي بشكل أساسي، خلال هذا الاسبوع، بالتطورات السياسية الداخلية التي انتهت بحل الكنيست والذهاب إلى انتخابات برلمانية ثانية خلال عام. ولكن، التطورات السياسية لا توقف التحريض على الفلسطينيين، وتطرّقت بعض الاخبار إلى موقف السلطة الفلسطينية الصارم من صفقة القرن المزعومة، وتطرقت أخبار أخرى لاعتقال زكريا زبيدي وتقديم لائحة اتهام ضده.
القسم الأوّل: رصد الإعلام المكتوب:
نستعرض في هذا الملخّص مقالات حملت تحريضا على الفلسطينيين وعلى السلطة الفلسطينية.
جاء في صحيفة "يسرائيل هيوم"، مقالا يتحدث عن نكبة الشعب الفلسطيني، مدعيا: "حجم التوقعات بحجم خيبة الأمل عند أولئك الذين توقعوا احتدام الأوضاع خلال احياء ذكرى يوم النكبة على طول الشريط الحدودي مع إسرائيل وحتى داخل إسرائيل. ولكن، مرّ هذا اليوم بهدوء وترك خلفه غالبية المجتمع من طرفي الخط الأخضر، لا مباليا لهذا الحدث.
يبدو ان تجذّر الدين أكثر فأكثر في حياة سكان المنطقة واستخدامه للتحريض واخراج الشعوب إلى الشوارع – جعل الوطنية، وخصوصا الفلسطينية، تعلن افلاسها المضمونيّ. تثير خسارة الوطنية الفلسطينية عدة اسئلة حول فعاليتها وتأثيرها حتى في قمة تأثيرها، خصوصا عقب انتصار الاسلام على القومية العربية في كل انحاء الشرق الأوسط.
تعلمنا اللامبالاة حيال يوم النكبة، ان العديد من فلسطينيي غزة، يهودا والسامرة وحتى عرب إسرائيل، قرروا المضي قدما وعدم التقوقع في الماضي الكاذب الذي فُرض عليهم. الكثير منهم غير مستعدون لأن يبقوا أسرى لشعور الضحية، الذي حدّدهم ومنعهم من التقدم والسعي نحو مستقبل أفضل.
تلقى عرب ارض إسرائيل كارثة عام 1948، ولكنها لم تكن كارثة طبيعية أو كارثة صنعها اليهود أو الدولة اليهودية. المسؤولون الأوليون لهذه الكارثة هي قيادة الجماهير العربية، وقيادة الدول العربية المجاورة الذين اختاروا جميعهم طريق الحرب بدلا عن الحوار أو محاولة التعايش بسلام مع جيرانهم اليهود.
لا أحد يطلب من الفلسطينيين التنكر لكارثتهم ونسيان التراجيديا التي صنعتها قيادتهم. أما محاولة توجيه اصبع الاتهام نحو اليهود واتهامهم باندلاع الحرب، والأنكى من ذلك، مطالبة الجانب الإسرائيلي بتبني الرواية الفلسطينية كشرط للمصالحة بين الشعوب، تزيد من الوضع سوءا... لا يعمل أولئك الذين يحيون ذكرى يوم النكبة من منطلق سذاجة، كما ولا يقصدون احياء الماضي انما يعملون للمستقبل. يوجد في صفوفهم من يستمر في النضال ضد إسرائيل حتى تدميرها بالكامل، مستخدما طرق الإرهاب والاصطدام العسكري أو عودة جماعية لنسل الهاربين أو المطرودين خلال حرب الاستقلال إلى داخل أرض إسرائيل. ولهذا، من يهتم فعلا بمصلحة الفلسطينيين ومهتم بالوصول إلى اتفاق سلام للصراع الإسرائيلي– العربي، عليه أن يصرّح بشكل علني أن لا عودة للاجئين إلى أرض إسرائيل، انما سيتم توطينهم اينما يقطنون.
يبدو أن هذه المهمة ليست سهلة المنال أبدا، وليست ضمن إرادة القيادة الفلسطينية أو القيادة العربية في إسرائيل. ولذلك، من المشجع ان نرى عرب إسرائيل متجاوزين قيادتهم العربية ومكملين مسيرتهم نحو التقدم".
وفي مقال آخر على صحيفة "يديعوت احرونوت" جاء تقرير محرض على السلطة الفلسطينية وزكريا زبيدي، مدعيا: "قدمت لائحة اتهام الاسبوع الماضي ضد زكريا زبيدي، بتهمة تنفيذ عمليات اطلاق نار. زبيدي، والذي كان من المطلوبين في الماضي، بقي الإرهاب والتخريب يجري في عروقه على ما يبدو. خطط زبيدي منذ عام 2002 سلسلة من العمليات الإرهابية والتي اسفرت عن مقتل وجرح الكثير من الجنود والمواطنين. ولكن، التخوف هو انه حتى وإذا حكم عليه بالسجن لبضع سنوات كأسير أمني، فلن يكون ذلك كارثيا بالنسبة له أبدا، انما العكس تماما، فيتمتع الأسرى بسلسلة من الأفضليات.
تحوط الأسرى الأمنيين هالة من الجرائم على خلفية أيديولوجية وقومية. ينمي التحريض الموجود في الجهاز التعليمي ووسائل التواصل الاجتماعي مجتمعا تقدّر وتهلل المخربين وقاتلي اليهود. هنالك هدف آخر وهو اقتصادي: تدعم السلطة الفلسطينية ماديا الأسرى وعوائلهم. ناهيكم عن الشروط الخاصة بالأسرى الأمنيين، فهم يحظون على متحدثين، وشبكات اجتماعية داخل السجون، كما ولديهم لجان تعنى بمختلف احتياجاتهم من ضمنها اتصالهن بعائلاتهم، مع زوجاتهم ومع سلطة السجون الإسرائيلية. الأهم من كل هذا: يعلم الأسرى الأمنيون انه هنالك احتمال ممتاز للإفراج عنهم ضمن صفقة إطلاق سراح مخربين.
كان زبيدي، في الماضي، قريبٌ من قلوب الصحفيين لشؤون الضفة، فلوهلة، هو كان ذئب قد تحول إلى خروف، وهو قائد، ومتكلّم، ويتحدث العبرية بطلاقة. ماذا سيكون حاله في السجن؟ على ما يبدو سيكون ممتازا. ان تكون سجينا أمنيا هو افضلية في الواقع المجنون الذي نعيشه. هل حكومة إسرائيل معنية لتغيير هذا الوضع؟ لست متأكدة. كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" قبل بضع أيام عن معطيات تتعلق بالأسرى الأمنيين، فهم يحظون بوجبة عيد، زيارات بوتيرة عالية، تلفاز مع عدة قنوات، العاب لأوقات الفراغ وأجهزة رياضية. أقام وزير الأمن الداخلي لجنة تحقيق بالشروط التالية، وعقب النتائج قرر تقليص شروط معيشة المخربين في السجون إلى الحد الأدنى بما يتلاءم مع القانون الدولي...
تم تمرير قانون خصم مخصصات أجور المخربين، خلال شهر تمّوز الماضي، من العائدات الضريبية التي تتلقاها السلطة الفلسطينية. تم تطبيق القانون في شهر شباط الأخير. تحاول السلطة الفلسطينية استعراض عضلاتها أمام هذا القرار. تتكاثر الإشاعات ان السلطة الفلسطينية ما زالت تدفع أجور لعوائل المخربين، ولكن بطرق أخرى. تطرح هذه الإشاعات تساؤلات كثيرة حول مدى فاعلية قرارات وقوانين الكنيست الإسرائيلي على أرض الواقع.
اختار غالبية الشعب بحكومة يمين لتكون قوية أمام الإرهاب، لتعاقب المخربين بأشد العقوبات، وتقلق لسلام مواطنيها. ولكن، على أرض الواقع، حتى لو أن الحكومة الإسرائيلية تحاول تذكير الأسرى الأمنيين أن السجون ليست مكان للنقاهة وان لا داعي لدفع أجور لعوائلهم – إلا ان هذا الأمر ليس له أي تأثير على أرض الواقع".
القسم الثاني: رصد الإعلام المرئي والمسموع:
يظهر التقرير التالي توثيقًا لفعاليّات رمضانيّة أقامتها السلطة الفلسطينيّة في مدينة القدس. يحاول التقرير أن يبيّن أن السلطة الفلسطينيّة تستغلّ هذه الفعاليّات من أجل مصالحها و"تعزيز" تواجدها في القدس متحدّية إسرائيل. كذلك يحرّض التقرير على السلطة مبيّنًا إياها انها تبثّ دعاية معادية لإسرائيل من خلال نشاطاتها، وأنها تتعدّى سيادة إسرائيل في القدس وتحاول أن تفرض واقعًا جديدًا بها. بالرغم من أن واقع القدس لم يحدد حتى الآن، تحاول إسرائيل التعامل معها أنها أراضٍ اسرائيليّة خالصة من شرقها حتى غربها بما في ذلك المسجد الأقصى.
شهر رمضان في القدس الذي قارب على الانتهاء كان فرصة مريحة لممثلي السلطة الفلسطينيّة لتعزيز تواجد السلطة بالمدينة مراسلاتنا نوريت يوحانان ويعارا شافيرا احضرتا توثيقًا لاحتفالات، وفعاليات للعيد وتبرعات مالية لوجبات إفطار بقيادة اشخاص من السلطة الفلسطينية بداخل القدس وتم استغلال هذه الفعاليات لدعاية معادية لإسرائيل لا تأتي هذه الصور من رام الله أو نابلس هكذا تبدو احتفالية رمضانية برعاية السلطة الفلسطينية الحديث لا يدور عن حدث استثنائي.
وعلى قناة 20، حرّضت زوجة أحد القتلى بعمليات اطلاق النار في الضّفة الغربيّة، بحضور رئيس المجلس الاقليميّ "يهودا والسامرة" يوسي داغان، على السلطة الفلسطينيّة في البرلمان الفرنسيّ. واعتبرت السلطة المسؤول الأولّ عمّا وصفته بالعمليات الارهابيّة في الضّفة الغربيّة. تطرّق خطاب الزوجة لمعطيات مجرّدة من سياقها.
واعتبرت مسألة تمرير الميزانيات للسلطة الفلسطينيّة عاملًا رئيسيّا بتشجيع عمليات قتل اليهود بحسب ادعائها، وتجاهلت الواقع الذي يفرضه الاحتلال في الضّفة والتضييق الشديد، وكون هذه الأموال تذهب لعائلات وعمال وموظفين بالكاد يؤمنون لقمة عيشهم في ظل واقع الاحتلال الخانق هناك.