سرير يحيى.. تحت الأنقاض
نديم علاوي
"ليث وين تختي، ليث وين تختي"، بهذه الكلمات التي رددها الطفل يحيى جودة (5 سنوات) نادى أخاه الأكبر ليث، للبحث معه عن سريره الذي اشتراه له والده وخبأه له في المنزل الجديد قبل أن يهدم.
فعلى تلة في حي المطار بمخيم قلنديا حيث بيت عائلة جودة، تفاجأ الأهالي فجر اليوم الأربعاء، بقيام الاحتلال بتسوية البيت المكون من طابقين بالأرض.
يحيى جودة فور رؤيته للمشهد انطلق الى ركام بيته ليبحث في وسط الانقاض عن بعض الاغراض والمقتنيات، فلربما يجد شيئا منها، مشيرا بأصابعه الى غرف اخوته السبعة المهدمة.
وقال يحيى وهو يشير بأصابعه للمبنى المهدم لـ"وفا"، هناك غرفة قاسم اخوي الكبير، وهناك سرير اخي ليث، وهنا تحت الحجر سريري"، دون أن يدرك أن سريره بات حطاما تحت الركام.
وكان من المقرر أن تسكن العائلة المكونة من 9 افراد، المنزل الأسبوع المقبل، الا ان الاحتلال حرمهم من ذلك كما يقول صاحب البيت خالد جودة.
واضاف ان الاحتلال سلمهم قرارا بالهدم في الثالث من الشهر الجاري، واليوم ودون سابق انذار تفاجأ بتنفيذ الهدم.
وقال جودة، "أكثر ما يضايقني هو حزن أولادي وبكاؤهم، لكننا سنبقى صامدين، وسنبني بيتا آخر، رغما عن الاحتلال، ولن تثنينا إجراءاته عن ذلك".
وتابع انه حاول الحصول على ترخيص للمنزل مرارا من قبل بلدية الاحتلال لكن دون جدوى.
وبين أن محاميه أبلغه أمس أن الهدم لن يتم، مشيرا إلى أنه في كل مرة كان يتلقى فيها تهديدا بهدم منزله، كان المحامي يبلغه بذلك، لكن هذا لم يحصل هذه المرة.
وقالت أمل جودة زوجة خالد، إن الأسرة منذ 20 عاما وهي تعيش بالإيجار متنقلة بين مكان وآخر، وبعد أن تمكنت العائلة من بناء البيت هدمه الاحتلال.
وأضافت ان "هذا البناء كان عبارة عن حالنا ومالنا لعشرين عاما وها هم يهدمونه بظرف ساعة".