جيران "هيرودس"
معن ياسين
في صيف العام 2010، كانت المرة الأخيرة التي يصعد فيها عالم الآثار الإسرائيلي "يهودا نيتسر" إلى قمة جبل الفرديس شرق بيت لحم، لاستكمال البحث عن آثار الملك "هيرودس" قبل أن تسقط صخرة على رأسه ويموت.
بعد اتفاق أوسلو، لم يتنازل الاحتلال عن المنطقة المتمثلة بقلعة الهيروديون، المكان الذي تسكنه عشائر التعامرة وسكنه قبلهم ملك البلاد هيرودوس.
بُني الموقع من الحجارة الضخمة وأقيمت فيه أبراج للمراقبة وزيّن بعدد من الحدائق وبرك السباحة. اليوم يأتي أبناء الاحتلال إلى المنطقة مستمتعين بآثارها، أما أبناء البلاد هنا، فممنوعون من البناء والتوسع.
يعيش موسى التنوح وعائلته في منطقة الفرديس قبل الاحتلال، ويتعرض وأشقائه بشكل مستمر لمضايقات تمنعهم من التوسع وتهدد بهدم منازلهم وحظائر المواشي لتي يعتاشون منها.
الصراع على التاريخ في هذه المنطقة بين الجيران الأصليين والمستوطنين الطارئين هو صراع بقاء. في مستوطنة "نقوديم" القريبة من الفرديس يسكن أيضا وزير جيش الاحتلال السابق أفيغدور ليبرمان، الذي لا يتوقف مرافقوه عن ملاحقة المزارعين وسكان المنطقة.