القدس.. مدارس في مرمى الاستهداف
إيهاب الريماوي
لا تنفك حكومة الاحتلال الاسرائيلي من تشديد سياساتها وقيودها ومحاولة أسرلة المدارس والمناهج الفلسطينية في مدينة القدس، وكان آخرها تصريح وزير التعليم الاسرائيلي رافي بيرتس، بأن هناك دراسة جدية لإلزام المدارس العربية برفع العلم الاسرائيلي.
"أؤمن بتعليم يحافظ على الهوية اليهودية في كل وسط من الأوساط في إسرائيل، كما أريد رؤية علم إسرائيل يرفرف فوقنا جمعيا" قال بيرتس، فيما علق ما يسمى برئيس اللجنة الإدارية لجمعية عوز اليمينية المتطرفة زوهار طال، على مساعي بيرتس: "نحن نبارك هذه الخطوة، احقاق القانون بشكل متساو مهم جدا بالنسبة لنا، ومهم أن تقوم جميع المدارس في الدولة برفع العلم، وهذا يشمل أيضا مدارس الوسط العربي" .
الناطق باسم وزارة التربية والتعليم صادق الخضور قال: "الإعلان عن هذا الموضوع ليس مستغربا في ظل محاولات الاحتلال لإحلال المناهج الاسرائيلية مكان الفلسطينية".
وشدد على أن هذه المحاولة الاسرائيلية ستفشل كما فشلت كل المحاولات السابقة، في ظل مواقف أبناء القدس الذين يشهد لهم بالانتصار للقرار الفلسطيني المستقل.
ووفق الخضور فإن إسرائيل تحاول بكل ما تملك من قوة محاربة التعليم الفلسطيني بشتى الوسائل، ولكن مواجهتها تأتي من خلال أولياء الأمور في القدس، ومؤسسات المجتمع المدني، والفعاليات المقدسية والمرجعيات الدينية، من أجل الحفاظ على استقلاليتها وطابعها العربي.
وقال: "المحاولات الاسرائيلية متواصلة في محاربة التعليم بالقدس، حيث تضيق على المدارس في البلدة القديمة والعيساوية وشعفاط وكافة المدارس الأخرى، كما تفرض على الطلبة الحبس المنزلي، وهو الإجراء الوحيد من نوعه الموجود في العالم، كما كانت هناك محاولات مستمرة لتمرير كتب ونسخ مشوهة ومزيفة، إضافة إلى حظر ترميم الغرف الصفية، وتحريم بناء مدارس جديدة".
واشار الخضور إلى أن الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة مستمرة في حث المدارس الفلسطينية على الانتقال من منهاج التعليم الفلسطيني إلى منهاج التعليم الإسرائيلي، وتشجيع الأسرلة في صفوف المقدسيين.
وخلال عام 2018 رصدت حكومة الاحتلال الاسرائيلي في إطار ما أطلق عليها بـ"الخطة الخماسية"، 68.7 مليون شيقل لدعم المؤسسات التعليمية التي تدرس المنهاج الاسرائيلي، و57.4 مليون شيقل لتطوير وصيانة المدارس التي اختارت المنهاج الإسرائيلي، و67 مليون شيقل لاستئجار بنايات جديدة لهذه المدارس، إضافة إلى 15 مليون شيقل للتعليم التكنولوجي المتطوّر، في خطوة عنصرية لمحاربة المدارس الفلسطينية التي تعاني وضعا صعبا، لحثها وتشجيعها على الانتقال من المنهاج الفلسطيني إلى الإسرائيلي، وكل ذلك بما يخدم السيطرة على مضامين المناهج الفلسطينية.
ويبلغ عدد مدارس الأوقاف في مدينة القدس 49 مدرسة تتبع إداريا لوزارة التربية والتعليم الفلسطينية، لكنها تعمل تحت مظلة وزارة الأوقاف الأردنية، ويبلغ عدد طلابها 12160 طالبا، و6 مدارس تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا" وعدد طلابها 1279 طالبا، حيث إنها مهدّدة بشكل خاص بعد قرارات الإدارة الأميركية الأخيرة بشأن الأونروا ومدينة القدس، والمدارس الخاصة 76 مدرسة وعدد طلابها نحو 28 ألف طالب، وتتبع هذه إداريا للكنائس والجمعيات الخيرية والأفراد.
وتشرف وزارة التربية والتعليم الفلسطينية على 47% من قطاع التعليم في القدس، ويشمل ذلك مدارس الأوقاف العامة بنسبة 14%، والمدارس الأهلية والخاصة بنسبة 31%، ومدارس وكالة "الأونروا" بنسبة 2%.
وتعاني معظم مدارس القدس من نقص في المباني الصالحة للاستخدام التربوي، وذلك بسبب صعوبة توفير الأرض المناسبة لغايات البناء المدرسة بفعل الحصول على رخص بناء من بلدية الاحتلال.
وللتغلب على هذه المعضلة، لجأت الكثير من مدارس القدس في محاولة منها لحل مشاكل المباني المدرسة في ظل عدم توفر الأرض للبناء، إلى استئجار مبانٍ سكنية لاستخدامها كبديل عن المباني المدرسية، رغم عدم توفر المواصفات المتعارف عليها والمقبولة للمؤسسات التعليمية في هذه المباني.