25 عاما على رحيل توفيق زياد
أحيت مدينة الناصرة الذكرى الـ25 لرحيل الشاعر والكاتب السياسي والمناضل توفيق زياد "أبو الأمين" (7 أيار 1929- 5 تموز 1994) وسط حضور حشد غفير من أهالي المدينة وكافة مدن وبلدات أراضي الـ48، في احتفالية شهدت إعادة تلحين لرائعة زياد "أناديكم" وعرض فيلم حول حياته وأعماله.
وافتتح حفل التابين بقصائد للشاعر الراحل ألقتها ابنته وهيبة زياد، كما قرأت مقتطفات من رسائل شخصية وصلت للعائلة التي كانت في وقتها تقيم في العاصمة التشيكية براغ، بينما اضطر توفيق للعودة للناصرة بسبب الانتخابات البرلمانية عام 1974.
كما شهد الحفل تقديم الفنان حبيب شحادة حنا، في توزيع كلاسيكي وجديد أغنية أناديكم، التي لاقت تفاعلا حارا من الجمهور، كما قدمت عروضا موسيقية لقصائد أخرى طيلة الحفل.
بدورها، قالت نائلة صباغ "أم الأمين"، في كلمة مؤسسة توفيق زياد، "ترجل تاركا لنا حملا ثقيلا ومسؤولية كبيرة تجاه شعبنا وقضاياه المصيرية، وترك لنا ارثا ثقافيا ووطنيا نعتز به، القائد السياسي العنيد والشجاع، القادر على اتخاذ القرار الصواب في الوقت الصعب، كتب المقالة والقصة والقصيدة الثورية".
وأضافت: غنى أبو الأمين للأطفال ولسجناء الحرية، لثورات الشعوب، لكوبا والجزائر، لمصر والعراق ورفاقه في السودان وموسكو وغيرها. كان خطيبا ملهما في الأول من أيار "عيد العمال" ومهرجانات يوم الأرض والعديد من المناسبات الوطنية، دائم الخوف على تراثنا الفلسطيني من الضياع والاندثار، داعيا في كتابه قصص من الأدب الشعبي الفلسطيني، الشعراء والأدباء أن يحفظو تراث شعبنا.
وبينت: أن المؤسسة تعمل على تجديد برامجها وتسعى لإقامة منتدى للشباب وانشاء فرقة او جوقة تعنى بأغاني التراث الفلسطيني وذلك تلبية لنداء زياد للحفاظ على تراثنا، مناشدة بتقديم الدعم من أجل إنشاء متحف ودار للمؤسسة على اسم توفيق زياد.
وألقى الممثل فراس نصار قصيدتين للشاعر الراحل، لافتا إلى أنه حضر الجنازة محمولا على أكتاف والديه وهو في شهره السادس من الحياة.
وقال الأمين العام للحزب الشيوعي في أراضي الـ48 عادل عامر: ربع قرن على رحيل توفيق زياد، وما زالت مأثوراته وأشعاره ومواقفه تعبق في ربوع الوطن الكبير من محيطه الى خليجه حاملة روح الثورة والقيم الانسانية العميقة.
وبين عامر، أن الجماهير العربية في الداخل تظاهرت ضد ما يسمى "صفقة القرن" وورشة المنامة الاقتصادية، وتستعد للتظاهر في السابع عشر من أيلول المقبل من أجل اسقاط حكومة نتنياهو اليمنية المتطرفة، وألقى في نهاية الكلمة عدة قصائد للراحل زياد داعمة للثورات والفقراء والمهمشين والأحرار في العالم.
وفي نهاية الحفل عرض فيلم أعده سري بشارات من الأرشيف الشخصي لزياد بالتعاون مع عائلة الراحل يتناول أبرز محطات حياة توفيق زياد ومواقفه النضالية.
يُشار إلى أن توفيق زياد شغل منصب رئيس بلدية الناصرة حتى وفاته، وكان عضوا في الكنيست لست دورات انتخابية ممثلا للحزب الشيوعي وللجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة في الفترة الواقعة بين عامي (1975-1994).
درس حتى نهاية المرحلة الثانوية في الناصرة ثم غادر الى موسكو لدراسة الأدب السوفيتي.
يعتبر توفيق زياد واحدا من رجالات فلسطين البارزين الذين عاشوا في القرن العشرين وترك بصمات واضحة، حيث كان صانعا للأعمال الإنسانية.
وكان فلسطينيا شجاعا، وحزبيا مثابرا، وسياسيا بارزا في زمن صعب، ووطنيا مخلصا وأمميا واسع الأفق، وكان شاعرا ملتزما كتب الشعر التحريضي في زمن كم الأفواه، وكان يشكل رمزا من رموز الثقافة الوطنية، وكان ساخرا ومحبا للمرح وللحياة.
تجسدت حياة توفيق زياد في مواقفه الكفاحية، وكان قد عايش النكبة التي أصابت شعبنا الفلسطيني عام 1948. وما قامت به اسرائيل من ممارسات قمعية ضد الفلسطينيين شكل لديه دافعا رئيسا لتصميمه على مواصلة النضال، والعزيمة والثقة في المستقبل، حيث استلهم هذه المبادئ من انتصارات الاتحاد السوفيتي والحلفاء على النظام الهتلري التي اسفرت عنها الحرب العالمية الثانية، وكذلك من انتصارات حركة التحرر الوطنية المعادية للاستعمار، كان حليفا للثورات والشعوب، كان مؤمنا بمقولة ان ارادة الشعوب لا تقهر.
كان قائدا نشطا وبارزا ناضل ضد طمس الهوية العربية وخاض معارك للحفاظ على الأرض وحمايتها من النهب والتهويد، حيث كان حاضرا بقوة في جميع هذه المعارك، وقدم الكثير من أجل الأرض والحرية والكرامة والمساواة والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، وكرس شعره للذود عن القضية الفلسطينية.
لعب دورا مهما في إضراب يوم الأرض في 30/3/1976، وكان قد تعرض بيته لاعتداءات متعددة على يد المتطرفين الإسرائيليين، من بينها محاولة حرق منزله المتواضع، كما تعرض لاعتداءات مباشرة في مناسبات عديدة من بينها أثناء الإضراب احتجاجا على مجزرة الحرم الإبراهيمي عام 1994.
كما عرف زياد بدوره المثابر والناجز في مخيمات العمل التطوعي التي شهدتها مدينة الناصرة.
شارك توفيق زياد في العديد من المؤتمرات الدولية منها مؤتمر التضامن مع الشعب الفلسطيني في بروكسل عام 1980، وفي العاصمة التشيكية براغ، كما شارك في الأسبوع الثقافي الفلسطيني في القاهرة عام 1990، وقام الرئيس الراحل الشهيد ياسر عرفات بتقليده وسام القدس.
قام بترجمة العديد من نصوص الأدب الروسي ومن أعمال الشاعر التركي ناظم حكمت الى اللغة العربية. توفي عام 1994 بحادث طرق وهو في طريق عودته الى الناصرة من أريحا بعد لقاء مع الرئيس الراحل ياسر عرفات العائد للتو الى أرض الوطن.
من أعماله الشعرية: اشد على أياديكم – مطبعة الاتحاد، حيفا، 1966. ادفنوا موتاكم وانهضوا- دار العودة، بيروت، 1969. اغنيات الثورة والغضب – بيروت، 1969. ام درمان المنجل والسيف والنغم – دار العودة بيروت، 1970. شيوعيون – دار العودة، بيروت، 1970. كلمات مقاتلة – دار الجليل للطباعة والنشر، عكا، 1970. عمان في ايلول – مطبعة الاتحاد، حيفا، 1971. سجناء والحرية وقصائد أخرى ممنوعة – مطبعة الحكيم الناصرة، 1973. الأعمال الشعرية الكاملة – دار العودة بيروت، 1971، ويشمل ثلاث دواوين: اشد على أياديكم، ادفنوا موتاكم وانهضوا، أغنيات الثورة والغضب. الأعمال الشعرية الكاملة– الأسوار، عكا، 1985.
من أعماله الأخرى: عن الأدب الشعبي الفلسطيني – دراسة- دار العودة، بيروت، 1970. نصراوي في الساحة الحمراء، يوميات- مطبعة النهضة، الناصرة، 1973. صور من الأدب الشعبي الفلسطيني – دراسة – دار المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، 1974. حال الدنيا- حكايات فولكلورية- دار الحرية، الناصرة، 1975.