أوهام كوشنير
كتب: رئيس تحرير صحيفة "الحياة الجديدة"
ترى أية مفاوضات يريدنا جاريد كوشنير أن نعود إليها، لكي يعيد فتح مكتب ممثلية منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن..؟؟ ولماذا يريد عودتنا إلى مفاوضات لم تعد قائمة، ولا ممكنة، وقد اتهمنا بالفساد، وهدد باستبدال قيادتنا الشرعية ..!! وعلى هذا النحو يؤكد كوشنير مرة أخرى أنه الجاهل باسمه ورسمه، في شؤون السياسة من جهة، وفي شؤون الحال الفلسطينية من جهة أخرى، إذ يتوهم هنا أمرين يعدان من المستحيلات، الأول أن يتراجع الرئيس أبو مازن عن ثبات الموقف الوطني المتصدي لصفقة ترامب الصهيونية، لقاء إعادة فتح مكتب منظمة التحرير في واشنطن، وهو الأمر الذي لا يشكل هدفا ولا غاية ولا تطلعا للمنظمة وقيادتها، طالما ظلت واشنطن عاصمة للمخططات الصهيونية وروايات خرافاتها العقائدية، الرامية لإبادة القضية الفلسطينية واستعباد أهلها ..!! المستحيل الثاني هو استبدال (..!!) القيادة الشرعية بطاقم أدوات الإدارة الأميركية وتابعيها من سقط المتاع الفلسطيني الذي ليس بوسعه أن يقود حتى نفسه، والذي لن يحظى بغير مستقبل النبذ والازدراء والخزي والهزيمة.
وكأي جاهل يتبجح كوشنير بأوهامه وهو الذي لا يعرف شيئا عن تاريخ الابداع النضالي الفلسطيني، في تكريس وعي الشخصية الوطنية الذي لا يساوم على قراره الوطني المستقل، ولا يقبل بديلا عن هذا القرار بقيادته الشرعية، ليواصل مسيرته النضالية الحرة نحو استعادة حقوق شعبنا المشروعة كافة، وتحقيق كامل أهدافه العادلة في الحرية والاستقلال.
لعلنا نقترح هنا على كوشنير، أن يسكن في مكتب منظمة التحرير في واشنطن، فلربما يكتشف بصمت جدران هذا المكتب، حقيقة عبث سياسات إدارته الصهيونية وحماقتها التي تتوهم أنها بمكتب مغلق للمنظمة يمكن لها أن تنال من الإرادة الفلسطينية الحرة، وهي التي ترى أن حصارها المالي للسلطة الوطنية، وحربها على قضية اللاجئين، لم تزدنا إلا اصرارا على التحدي والتمسك بثوابتنا الوطنية وفي رفضنا وتصدينا لصفقة ترامب الصهيونية، والرئيس أبو مازن قد أعلن غير مرة أن هذه الصفقة لن تمر، وقبل قليل قد أسقطنا ورشة كوشنير في خيبتها، وأحلناها إلى قصة فشل معلن، لربما كوشنير سيسمع كل ذلك من صمت الجدران الفلسطينية، وقد يصحو من أوهامه وأوهام إدارته الصهيونية، وحينذاك قد نسمع مقترحا لمفاوضات واقعية بمشاركات دولية وبشرعية قرارات المنظمة الأممية وقبل ذلك مفاوضات دون صفقة ترامب الفاسدة وما أعلنت من قرارات لا شرعية ولا قانونية ولا أخلاقية حتى، حينها سنسمع من كوشنير اقتراحه مع الترحيب دون أدنى شك.