مرحلة جديدة لمواجهات حاسمة
كتب رئيس صحيفة الحياة الجديدة
ندخل اليوم بعد قرار وقف العمل بالاتفاقات الموقعة مع الجانب الاسرائيلي، الذي اعلنه الرئيس ابو مازن في ختام اجتماع القيادة الفلسطينية، الذي عقد الخميس الماضي بمقر الرئاسة في رام الله، ندخل بعد هذا القرار الذي اعلنه الرئيس في كلمة بالغة الوضوح والحسم، في مرحلة جديدة من الصراع مع دولة الاحتلال الاسرائيلي والتي بسطوة يمينها العنصري المتطرف لم تعد ترى في هذه الاتفاقات سوى وسيلة لفرض الامر الواقع على الارض بالقوة الغاشمة..!!
وان ندخل في مرحلة جديدة من هذا الصراع، فهذا يعني اننا مقبلون على خوض مواجهات حاسمة فيه، هي في الواقع مواجهات ربع الساعة الاخيرة من هذا الصراع، بكونها التي لم تعد تقبل اية احابيل ولا اية مناورات سياسية، والموقف في اللحظة الراهنة، هو موقف الارادة الفلسطينية الحرة لا سواه، وقد اعلن بقرار قيادته الشرعية، اننا "لن نستسلم ولن نتعايش مع الاحتلال" ولن نرضخ للاملاءات وفرض الامر الواقع، الذي تعمل اسرائيل اليمين العنصري المتطرف بدبابتها وجرافتها الاستيطانية والتهويدية على تشكيله، وبدعم محموم من الادارة الأميركية الراهنة الاقبح تطرفا وعنصرية..!!
وان ندخل في مرحلة جديدة من هذا الصراع فهذا يعني ايضا انه ما عاد بعد الان ذريعة لأحد في الساحة الفلسطينية، كي لايرص صفوف الوحدة الوطنية، نحو جعل قرار وقف التعامل بالاتفاقات الموقعة مع اسرائيل، قرارا موجعا للاحتلال، بالمقاومة الشعبية السلمية اولا، وبتعزيز سبل الصمود ومقوماته ثانيا، وثالثا بمركزية القرار الوطني في اطره الشرعية، كضرورة انتصار في هذه المرحلة، الذي لاشك انه سيكون انتصار ربع الساعة الاخير، التي "سيندحر فيها الاحتلال البغيض، وتستقل دولتنا العتيدة" وبمعنى اخر المرحلة الجديدة هي مرحلة الحسم التي لاوقت فيها للمناكفات والاستعراضات الشعبوية والحزبية، وتنظيرات الاستذة الثورجية، واسئلة التشكيك الملغومة بالنوايا المعتمة في مقالات الجهالة السياسية...!! مع المرحلة الجديدة لاشيء ابلغ في وطنيته من موقف التكاتف والوحدة في اطار منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا الفلسطيني، ومن هنا بسط الرئيس ابو مازن يده مجددا، لمبايعة المصالحة الوطنية، على اساس اتفاق 2017، وكي "لا نعود لمأساة اجتماع موسكو الذي رفضت فيه حماس الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية، وتساوقت بذلك مع أميركا واسرائيل..!!
الوقت اذن في هذه المرحلة هو وقت الخطاب السياسي والوطني الموحد، ووقت القرار المركزي في اطره الشرعية، والعمل ببرنامج نضالي موحد، انه وقت الدفاع عن فلسطين، وعن مشروعها التحرري من اجل انتصاره، وليس وقت الدفاع عن عواصم تتاجر بالقضية الفلسطينية، وهي تعمل على شرذمة صفوفها..!!
لا اتقافات حاضرة بعد الان مع دولة الاحتلال، وليس غير المواجهة المحتدمة في المرحلة الجديدة ومن يتخلف عن هذه المواجهة، وبأي ذريعة كانت، لن يجد له مكانا في مستقبل فلسطين الدولة السيدة وعاصمتها القدس الشرقية.