رصد التحريض والعنصرية في وسائل الإعلام الإسرائيلية
رصدت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا"، التحريض والعنصرية في وســائل الإعلام الإسرائيلية، في الفترة ما بين 28/7/2019 وحتى 3/8/2019
وتقدم "وفا" في تقريرها الـ(110)، رصدا وتوثيقا للخطاب التحريضي والعنصري في الإعلام العبري المرئي، والمكتوب، والمسموع، وكذلك على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي لشخصيّات سياسيّة واعتباريّة في المجتمع الإسرائيلي.
الصحفي عكيفا نويبك كتب مقالا تحريضيا ضد فلسطينيي الـ1948 في صحيفة "مكور ريشون"، مدعيا: لماذا أحضر ذكريات من الانتخابات الماضية، ونحن على أبواب انتخابات جديدة؟ مشروع الكاميرات للتعقب والحفاظ على طهارة الانتخابات في الوسط العربي، وسيعود وبكثرة. صرخ أعضاء البرلمان العرب بشعارات "التمييز"، وسارعت عضو البرلمان تمار زاندبيرج من حزب "ميرتس" للتوجه لرئيس لجنة الانتخابات حنان ميلتسر طالبة منه منع الليكود من التدخل في الانتخابات. لم يقصد أيا منهم فحص قضية التزييفات في المجتمع العربي وعواقبها. ولكن هنالك من فعل ذلك.
وأضاف: أطلق شجاي كايزلر، رئيس لجنة مستوطني "السامرة" آنذاك مبادرة شاملة للحفاظ على طهارة الانتخابات في المجتمع العربي خلال الانتخابات عام 2015. فعليا، هو بدأ بهذه المبادرة خلال انتخابات عام 2013 ولكن بشكل مُصغّر. قسّم هو ورجاله التزييفات إلى ثلاثة أنواع: الأولى: من يأتي إلى الصندوق حاملا عشرات الهويات يقوم بتوزيعها على من متواجد هناك للتصويت مرة أخرى؛ والثانية: قبيل الساعة 10 ليلا، يُدرجون أسماء من لم يأت للتصويت ويدخلون مغلفات بأسمائهم؛ أما الثالثة: بعد الانتهاء من عد الصناديق وبالطريق إلى لجنة الانتخابات المركزية، يتم إضافة عشرات المغلفات... عمل كايزلر في الانتخابات الأخيرة أيضا مع شريكه عوفر عنبار. انخفضت نسبة التزييفات بشكل ملحوظ ويعود الفضل للحملة التي قادها الاثنان بتمويل من حزب الليكود بشكل كامل. تم ارسال مشرف لكل صندوق في المجتمع العربي، يحمل معه كاميرا خفية، كما وتم نصب حارسان مسلّحان في كل ممر للحرص على سلامة المشرفين. تم الإبلاغ، هذه المرة، عن 150 حالة تزييف فقط، وتم الغاء عشرات آلاف الأصوات...
وفي مقال آخر على صحيفة "يديعوت أحرونوت"، جاء تقرير محرض على الفلسطينيين شرق القدس، يتطرق لقضية استدعاء طفل صغير للتحقيق بمحطة الشرطة، بحجة رشق حجارة نحو قوات الاحتلال في قرية العيسوية.
هذه القضية أثارت ضجة كبيرة على شبكات التواصل الاجتماعي وجرّت خلفها آلاف المشاركات والتعقيبات المعترضة على ذلك، فيما نشرت الشرطة بيانا تكذّب فيه رواية الفلسطينيين مدّعية انهم استدعوا الوالد فقط للتحقق من عمل ابنه، كما وادعوا ان الفلسطينيين يستخدمون الاطفال لرجم الحجار على قواتها.
انتشر هذا الخبر الكاذب بشكل واسع على الشبكة، حتى من قبل أعضاء برلمان عرب شاركوا الفيديو الذي يُظهر الطفل ووالده وعشرات الداعمين من القرية في طريقهم إلى محطة الشرطة، وصل الأب، يوم أمس، لمحطة "شاليم" برفقة ابنه وعشرات الداعمين من القرية.
كما كتب سفير إسرائيل لدى بنما رضى منصور (54 عاما) منشورا حادا على حسابه في "الفيسبوك" ضد "مطار بن غوريون"، بعد ان تم ايقافه من قبل حارسة الأمن عند نقطة التفتيش على مدخل المطار. ادعى منصور، ابن الطائفة الدرزية ومن سكان عسفيا، انه حين ذكر مكان سكنه أمام حارسة الامن، طلبت من سائق المركبة ومن باقي الركاب اخراج جوازات السفر، في الوقت التي كانت تطرح عليهم اسئلة تحقيقية حول عملهم ووجهتهم.
منصور هو شخصية مخضرمة في السلك الدبلوماسي الإسرائيلي، وشغل الكثير من المناصب الرفيعة، من ضمنها سفيرا لإسرائيل في البرازيل والاكوادور، وقنصلا في سان فرانسيسكو وغيرها من المناصب.
انهى منشوره بكلمات حادة معترضا على نهج التفتيش في المطار: مطار بن "غوريون"، اذهبوا إلى الجحيم، 30 عاما من الإذلال ولم تكتفوا، مرة كنتم تفتشونا في قاعة الإقلاع، اليوم تقدمنا ونحن مُشتبهون عند نقطة التفتيش على المدخل... لدي كلمة واحدة لأقول لكم – أشعر برغبة بالتقيؤ منكم"...
يتطرّق تعليقه إلى عنصرية دولة إسرائيل وانتقائية تعاملها التفتيشي في مطار اللد، وقد أثارت هذه القضية السفير الإسرائيلي في بنما رضى منصور من ابناء الطائفة الدرزية، والذي تعرض إلى تفتيش مهين وتحقيق عند نقطة التفتيش على مدخل المطار، فقط لأنه قادم من قرية عسفيا. هذه ليست المرة الأولى التي يتعرض لها مواطنون موالون لدولة الاحتلال من غير اليهود إلى تعامل عنصريّ ومهين فقط لكونهم غير يهود. تظهر هذه القضايا، مرارا وتكرارا، ان إسرائيل تعزز اليهودية في هويتها اكثر بكثير من الديمقراطية، وهذه الأمثلة هي خير مثال على ذلك.
وكتبت صحيفة "يديعوت احرونوت" عن مخيم سيقام خلال الأسبوع الحالي في قرية العيسوية بمدينة القدس، لقرابة 100 طفل، تتراوح أعمارهم ما بين 7 – 12 عاما من سكان المنطقة، وأبدت تحفظها في أنه يحتوي على مضامين لا تلائم مخيم صيفي فَرِح: دورات ملاكمة، شعارات قومية وأجواء حربية.
وأشارت إلى أنه يثير ذعر المؤسسة الإسرائيلية كل مخيم او حدث يشدد على الهوية والثوابت والرموز الفلسطينية، معتبرة اياها صورة من صور التحريض على دولة إسرائيل. من المنطقي ان يتم تنشئة جيل على الثوابت الفلسطينية وحب الوطن، خصوصا في واقع صراع مستمر. بالإضافة إلى هذا، تزرع إسرائيل حب الجيش والخدمة العسكرية في أذهان أطفالها منذ جيل صغير، وتنمّيهم على هذه الفكرة، فهذا لا يفرق كثيرا عن مخيم يهدف لتعزيز الهوية الفلسطينية.
ونُشر في صحيفة "معاريف" إلى خطاب ألقاه نتنياهو خلال جولة له في مستوطنة «إفرات» جنوبي القدس، اذ تعهد بعدم اخلاء اي مستوطن او مستوطنة من مناطق "ج" في الضفة، وأنه سيدفع قدماً بخطط لإقامة 8250 وحدة سكنية إضافية في "إفرات".
هذه التصريحات تؤكد عدم نيّة الجانب الإسرائيلي بأي حل سياسي عادل للقضية الفلسطينية، وانما يتطلّعون لتوسيع الاستيطان أكثر فأكثر.
وعن زيارة كوشنير الحالية للمنطقة، أشارت "يديعوت احرنوت" إلى أنه يبدأ زيارة إلى إسرائيل وعدد من الدول العربية في المنطقة، حاملاً معه اقتراح الدعوة إلى مؤتمر يعتزم الرئيس ترمب عقده في كامب ديفيد.
وبحسب مصدر متابع للموضوع في واشنطن، فإن التوجه الحالي هو نحو عدم مشاركة نتنياهو في المؤتمر الذي سيُعقد في كامب ديفيد، لأن ذلك سيجعل حضور الزعماء العرب صعباً.
وسيعرض ترمب خطوط الصفقة من دون الدخول في تفاصيل ملزمة. فهو مثلاً سيقول نعم لكيان فلسطيني، ليس بالضرورة دولة، ونعم لوجود فلسطيني في القدس الشرقية، لكن ليس بالضرورة عاصمة. ومن المنتظر أن يرفض الرئيس محمود عباس الخطة رفضاً مطلقاً، وأن يثني نتنياهو على الجهد، لكنه سيقول إن لديه تحفظات كثيرة لن يسارع إلى الكشف عنها.
وتابعت الصحيفة: إذا جرى عقد المؤتمر فإنه سيساعد حملة نتنياهو الانتخابية، وسيساهم في تصويره كزعيم على مستوى عالمي. كما أنه سيساهم في دفع حزب أزرق أبيض وحتى حزب العمل إلى إبداء مرونة بشأن انضمامهما إلى حكومة برئاسة نتنياهو بعد الانتخابات.
كتب وزير المواصلات بتسلئيل سموتريتش منشورا على صفحته على "الفيسبوك"، جاء فيه: وضعت نصب عيني هدفا، على صعيد حياتي الجماهيرية، وهو عدم إقامة دولة إرهاب عربية في وسط الدولة، والحفاظ على أرض إسرائيل كاملة لنا وتطوير وتعزيز الاستيطان والسيادة في كل انحائها.
10 سنوات من التهاون الإسرائيلي والإهمال سمحت لبناء آلاف المباني غير المرخصة، ومد شوارع وطرق والسيطرة على أراض زراعية دون أي منغّص، وهذا كله يُعتبر بمثابة بنى تحتية لإقامة الدولة الإرهابية التي تشكل خطرا على وجود دولة إسرائيل.
لأول مرة ستطبق إسرائيل نفوذها ومسؤوليتها على المنطقة كلها وتتحمل مسؤولية ما يحدث هناك. انتهى عقد مخططات البناء التي تقدمها السلطة الفلسطينية والتي تخدم مصالحها.
رصد ما جاء في هيئة البث والإذاعة والتلفزيون الإسرائيلية ( كان): يتهكم الإعلامي جاي زوهر في برنامجه " الطرف الآخر " على خطاب يائير نتنياهو نجل رئيس الحكومة، الذي ألقاه في إحدى كنائس ولاية ألاباما في الولايات المتحدة.
ـــــــــــ
ha