"صعود الجبال".. رحلة حلا عبر الألوان
زاهرة شبيري
حلم الفنانة الشابة حلا الدباس من مدينة نابلس بتنظيم معرض يضم اللوحات الفنية التي ترسمها، تحقق أخيرا، بعد ثلاث سنوات قضتها لإنجاز 35 لوحة، تعبر عما يدور في مخليتها والوصول إلى القمة.
الدباس (21 عاما) التي تعاني من مرض القزامة، عرضت لوحاتها التشكيلية من خلال معرض حمل عنوان "صعود الجبال"، في مركز حمدي منكو التابع لبلدية نابلس بالتعاون مع وزارة الثقافة.
"أريد الوصول إلى قمة الجبال الشاهقة"، تقول الدباس.
الدباس الحاصلة على دبلوم في تخصص التصميم الجرافيكي، تستوحي أفكار رسوماتها من الطبيعة " أشعر بالراحة والهدوء، ومن خلالها أرى كل شيء"، تضيف الدباس.
موهبة الرسم التي لازمت الفنانة الدباس منذ صغرها، اكتشفتها إحدى المعلمات أثناء اجتياز الاختبارات الدراسية، من خلال الرسم والتلوين عوضا عن اجابة الأسئلة.
وتابعت: أجلس في غرفة المعيشة، وأفرش الغطاء على الأرضية، وأجلب مجمع الألوان، وأقضي ما يزيد عن 5 ساعات متواصلة، إما في وضعية الجلوس أو الوقوف، بالإضافة إلى الاستماع موسيقى البيانو أثناء الرسم".
معظم اللوحات التي ضمها المعرض تنتمي إلى المدرسة "التجريدية التعبيرية"، كما قال بعض الفنانين الذين حضروا المعرض.
وبدت اللوحة الأولى البارزة تعلوها الجبال الشاهقة والبحار التي تحيطها من أسفلها ما توحي إلى "التحدي والإرداة، كما تشير عائلة حلا".
وزير الثقافة عاطف أبو سيف، الذي حضر افتتاح المعرض، أكد أهمية دعم مثل هذه المواهب، وتوفير اللازم لها.
وقال "إن الفنانة الشابة حلا اختارت الطريق والقرار الصعب وهو طريق الفن الذي لا يختلف عن فن الوصف بالكلمات".
وأضاف "ان هذا المعرض يشكل نقلة نوعية بل هو حالة من الصمود والتحدي التي أظهرته الفنانة حلا رغم كل الظروف التي تمر بها والتي لم تثنيها أي عقبة، من أجل تحقيق أهدافها وطموحها لتجسد الحلم بالحقيقة".
وشدد أبو سيف على أهمية الدعم الأسري من خلال توفير كافة الوسائل التي من شأنها أن تساعد في بلوغ الهدف الذي حققته الفنانة الواعدة حلا.
عائلة الدباس كانت إلى جانب ابنتها خلال افتتاح المعرض.
هنادي الدباس، والدة حلا، تقول: منذ ولادة طفلتي وهي بكر عائلتنا، أقدم لها المزيد من الدعم والطموح، فقد أصبحت دراستها تلازمني، وحصلنا على شهادة الدبلوم وتخرجنا مع بعضنا البعض.
وتابعت: ان اليوم يوجد لدي عرس لأنها حققت أولى خطواتها"، مشيرة إلى أن ابنتها ترسم في حالتين إما في سعادتها الغامرة أو في حزنها الشديد.
نحو خمس ساعات تقضيها الفنانة الشابة الدباس، في الرسم من أجل تحقيق حلمها.
الفنان سعيد زيدان، أستاذ حلا في الرسم، يقول: انطلقت باكورة العمل الفني منذ ثلاث سنوات، حتى استطعنا اليوم في إنجاز هذا المعرض.
"كنت أقوم بمساعدتها فنيا في تنمية موهبتها وقدراتها وعدم التدخل بطبيعة ورسم اللوحات بل هي تختار رسم المواضيع التي تلامسها وتطرحها على أرض الواقع"، يؤكد زيدان.
ويضيف "لوحات الفنانة حلا، كل واحدة منها تعبر عن قصة وحلم لديها، والفارق بينها وبين أي انسان آخر هي الموهبة فإن وجدت لديك القدرة على تنميتها وتطويرها وعند انعدامها ينعدم الفن".