رافات.. صورة أخرى لعربدة المستوطنين وتخريبهم
عُلا موقدي
بضعة أيام فقط، هو الفارق بين اعتداء وآخر من قبل المستوطنين المتطرفين على قرى وبلدات محافظة سلفيت التي تشهد في الآونة الاخيرة مزيدا من التدمير والأعمال العنصرية المتمثلة في ثقب إطارات المركبات وتحطيم زجاجها، وكتابة عبارات التهديد على جدران المنازل، والتي كان آخرها فجر اليوم في قرية رافات غرب المدينة.
يصحو الأهالي بعد الساعة الثانية فجرا على أصوات تكسير وحركات غريبة حول منازلهم، وفجأة تختفي الحركة مخلفة وراءها خرابا يطول المركبات والمنازل والممتلكات.
فجر اليوم، أفاقت القرية على اعتداء على منازل المواطنين ومركباتهم، شمل تحطيم زجاج مركبات المواطنين المركونة في المنطقة، وإلقاء الحجارة على منازلهم، تعود ملكيتها للمواطنين مجدي عياش، ومحمود شحادة، وأديب عياش، وعبد الرحمن عياش، وعبد الجابر عياش، ومحمد شحادة، وأمجد عياش.
عبر تسجيلات كاميرات المراقبة، يظهر بعد كل حادثة تخريب، اقتحام مجموعة من المستوطنين القرى من طرق فرعية، يبدأون باللف حول المركبات ثم إعطابها وتكسيرها، وخط شعارات عنصرية معادية للعرب على جدران المنازل، وبعد ساعات تحضر جيبات الاحتلال لفحص الحدث بواسطة خبراء بصمات وأعمال جنائية من الجيش، يأخذون إفادات المواطنين الذين تعرضوا للاعتداء والبصمات من الأماكن والممتلكات التي طالها التخريب، ويدّعون أنهم سيقومون بالتحقيق في الموضوع، ثم يغيبون دون رجعة.
في 20 آب، اقتحمت مجموعة من المستوطنين بلدة حارس غرب المدينة، وخط أفرادها شعارات عنصرية على منازل المواطنين، شكري داوود وعبد الرحيم قاسم وكسروا عددا من السيارات.
وبتاريخ 13 آب الجاري، دخلت مجموعة من المستوطنين إلى بلدة الزاوية غرب سلفيت، وسكبت مادة البنزين على مركبة المواطنين، إسلام هشام يوسف، وإبراهيم عبد الحكيم يعقوب، وجهاد عبد الحكيم يعقوب، وخطت شعارات عنصرية على جدران المنازل، ورسمت نجمة داوود السداسية على عدد من المركبات.
وفي تموز المنصرم، قطع مستوطنون، نحو 80 شجرة زيتون في أراضي قرية ياسوف شرق سلفيت، وأفاد رئيس مجلس القروي خالد عبيه لـ"وفا"، بأن مستوطنين قطعوا أشجار الزيتون في الأراضي الواقعة بالقرب من مستوطنة "رحاليم" شرق القرية، تعود ملكيتها للشقيقين أحمد وراضي عطياني، كما اعتدت مجموعة من المستوطنين على قطعة أرض في بلدة ديراستيا، واقتلعوا بعض أشجار الزيتون والحمضيات، وأتلفوا السياج المحيط بقطعة الأرض.
وفي ذات الوقت شق مستوطن ومعه مجموعة من العمال طريقا ترابية من أراضي بلدة سرطة تعود ملكيتها لورثة عباس سعيد صلاح، كما دخل مستوطن مسلح وهو في حالة سكر إلى بلدة بروقين واعتدى على المارة.
(18) تجمعا فلسطينيا يضم 74 ألف نسمة، حسب إحصائيات الجهاز المركزي للإحصاء 2017، يقابلها 24 مستوطنة ما بين سكانية وصناعية في سلفيت، وفيما يقيم في مركز المحافظة "مدينة سلفيت" حوالي 12 ألف نسمة، يقيم في مستوطنة "أرئيل" أكبر المستوطنات الجاثمة على أراضي المحافظة حوالي 25 ألف مستوطن، ناهيك عن عدد طلاب جامعة "أرئيل" والذي يقدر بـ25 ألف طالب، وبالتالي فإن عدد السكان نهارا في "ارئيل" يشكلون 4 أضعاف سكان مدينة سلفيت.
وتحتل هذه المستوطنات ما مساحته 18,890 دونما (18.9 كم²)، 9.2% من المساحة الكلية لمحافظة سلفيت، ويقطنها ما يزيد عن 51,000 مستوطن إسرائيلي. (قاعدة بيانات أريج، 2015).
وبحسب مركز المعلومات الفلسطيني "وفا"، أفاد عدد من العمال وشهود عيان بأن مطلع عام 2015، شهد قدوم عائلات يهودية كثيرة إلى كافة البؤر والمستوطنات في محافظة سلفيت.
وأضاف عدد من العمال، ان المستوطنين يقولون بصراحة إنهم يفضلون المستوطنات المقامة على أراضي محافظة سلفيت للسكن فيها لعوامل عديدة، منها: قربها من "تل أبيب"، ورخص الاستيطان والشقق، والحماية الأمنية المحكمة، وسهولة الطرق، والدعم الكبير الذي تقدمه لهم حكومة الاحتلال .
ومن الأسباب التي تفسر الزيادة الكبيرة في عدد المستوطنين في محافظة سلفيت: تصريحات نتنياهو بأنها "شرفة تل ابيب"، وتصريحات ليبرمان الأخيرة بأن "الشريط الاستيطاني من مستوطنة (أريئيل) وحتى مستوطنة (روش هعاين) سيتم ضمه لإسرائيل مستقبلا؛ بالإضافة إلى الامتيازات التي تغري المستوطنين في "أريئيل"، خاصة أن فيها جامعة "أريئيل" التي يقدر عدد طلبتها بـ20 ألفًا في العام 2014؛ لهذا نرى أن هذه المستوطنة تشهد حالة نمو سكاني متسارع ومتزامنة مع أعمال التجريف التي تجري على أراضي أهالي البلدات والقرى، وبناء العمارات السكنية الضخمة.