الخليل وأحياؤها ترفض اقتحام نتنياهو
صلاح الطميزي
رفض أهالي البلدة القديمة من مدينة الخليل وتل الرميدة الذي يطل على الحرم الإبراهيمي الشريف اقتحام رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو المقرر اليوم للحرم والحديقة التوراتية التي أقيمت على آثار تل الرميدة وأبدوا مخاوفهم من هذا الاقتحام الذي يعني تعزيز الاستيطان وفرض واقع أكثر مرارة على حياتهم.
وعبر محافظ الخليل جبرين البكري، عن رفضه وإدانته لاقتحام نتنياهو المرتقب، مشيرا إلى أنه يأتي استكمالا لنهج الإرهاب وتكريسا للاستيطان والتهويد، ودعما للجرائم والممارسات التي يرتكبها المستوطنون بحق المواطنين الأصليين العزل.
وأكد أن البلدة القديمة بحاراتها ومعالمها الدينية وشواهدها هي إرث إسلامي وتاريخي وحضاري للفلسطينيين، وأن أهاليها هم المرابطين في هذه الأرض، وهم أصحاب الحق، وان الاحتلال الإسرائيلي الذي يعمل على تهويد المنطقة بمخططاته الاستيطانية سيزول بصمود المواطنين الذين يعانون بشكل متواصل من سياسات الاحتلال التي تدعمها حكومات الاستيطان عبر مشاريعها الاستيطانية، من إغلاق وحواجز ومنع المواطنين من الوصول الى أراضيهم ومحالهم التجارية.
إلى ذلك استنكر رئيس بلدية الخليل تيسير أبو سنينة، الاقتحام محاولة لترويج المزيد من الأكاذيب وتزوير الحقائق التاريخية، معرباً عن استيائه من هذه الخطوة الرامية لاستخدام الخليل وبلدتها العتيقة والحرم الإبراهيمي كورقة انتخابية في انتخابات "الكنيست" الإسرائيلية المزمع إجراؤها في السابع عشر من الشهر الجاري، وفي محاولة لكسب المزيد من أصوات اليمين المتطرف، الذي يسعى لدعم الاستيطان بشتى الطرق.
وطالب أبو سنينة المجتمع الدولي بالوقوف عند مسؤولياته، وإلزام إسرائيل باحترام المعاهدات الدولية، وعدم المساس بالممتلكات الفلسطينية والتعدي على صلاحيات بلدية الخليل، وتنظيم انتخاباتهم ودعايتهم الانتخابية بعيداً عن الحرم الإبراهيمي وعن مدينة الخليل وبلدتها القديمة.
وقالت الناشطة هناء أبو هيكل التي تقيم في تل الرميدة، أن الحرم الابراهيمي وتل الرميدة والبلدة القديمة بحاراتها وشوارعها تتعرض لمحاولات التهويد منذ احتلال فلسطين، ويعمل الاحتلال جاهدا على صبغ المنطقة بالطابع اليهودي .
وأكدت أن أشجار الزيتون في هذه الأرض عمرها أكبر من عمر الاحتلال الغاصب، الذي استباح الأرض وصادرها لصالح الاستيطان، ويواصل تضييق الخناق على الأهالي، لا سيما الأطفال والشبان، حيث من تتزوج أو يتزوج ويقيم خارج إطار حي تل الرميدة، تمنعه من العودة الى الحي، وتنغص حياته في كل زيارة، ضمن سياسة التفريغ السكاني التي تنتهجها حكومة الاحتلال.
وقال خبير الخرائط والاستيطان عبد الهادي حنتش، إن اقتحام نتنياهو يأتي في سياق تكريس الاستيطان في مدينة الخليل، والضفة الغربية، وكسب الراي العام لحكومته، كما ويريد التأكيد على ادعاء يهودية البلدة القديمة، وان لليهود الحق في الحرم الابراهيمي الشريف الذي قسمه الاحتلال عقب مجزرة الحرم الابراهيمي الشريف في العام 1994.
وتابع، كما يهدف الى كسب التفاف المستوطنين حول نتنياهو وحكومته، لا سيما في ظل ملفات الفساد التي فتحت ضده.
وأضاف، أن المجتمع الدولي والأمم المتحدة بمؤسساتها الحقوقية والإنسانية لم يتحملوا مسؤولياتهم بشكل جدي تجاه الشعب الفلسطيني الذي يصارع الاحتلال والاستيطان، داعيا جميع مكونات شعبنا إلى التصدي لهذه السياسات الظالمة والمتواصلة التي سلبت الحقوق الفلسطينية.
وقال الناشط في تجمع المدافعين عن حقوق الانسان عارف جابر، إن قوات الاحتلال عززت من تواجدها في البلدة القديمة وأحيائها، وكثفت من تواجدها في تل الرميدة ونصبت حواجزها، كما قطعت أوصال المنطقة، وطالبت التجار بإغلاق محالهم التجارية، كما أغلقوا المدارس في البلدة القديمة، وازالوا الحاويات من الشوارع قبيل اقتحام نتنياهو المرتقب.
وأشار إلى أن نتنياهو غير مرحب به، لا سيما وأنه يهدف باقتحامه الى تعزيز المشاريع الاستيطانية في المنطقة وشرعنة الاستيطان وتنفيذ المزيد من الممارسات الهادفة إلى تضييق الخناق على المواطنين لترحيلهم من أرضهم .
ودعا إلى تعزيز التواجد في الحرم الإبراهيمي والبلدة القديمة بالتزامن مع الاقتحام الذي يؤكد عنصرية الاحتلال الذي لا يعترف بحق الفلسطينيين في الوجود والحياة بأمن وسلام.
إلى ذلك أعربت المواطنة نسرين العزة التي تقيم في تل الرميدة عن مخاوفها من الاقتحام الذي يضيق الخناق على المواطنين، وينغص حياتهم، ويزيد من معاناتهم اليومية، لا سيما وان المستوطنين يتجمعون على الشوارع ويعتدون على الأهالي بشكل متواصل.
وطالب مدير أوقاف الخليل حفظي أبو سنينة المواطنين بتعزيز تواجدهم في البلدة القديمة والحرم الإبراهيمي الشريف، وإقامة صلواتهم فيه للتعبير عن رفضهم لسياسة الاحتلال الرامية للسيطرة عليه، والهادفة لتفريغ المنطقة من سكانها لتنفيذ المزيد من المشاريع الاستيطانية.
كما طالبت حركة فتح المواطنين برفض الاقتحام ورفع الرايات السود واليافطات المنددة، ودعت لتنظيم مسيرة عقب الصلاة في الحرم الإبراهيمي وصولا الى شارع السهلة وسط البلدة القديمة بالخليل، والذي تغلقه قوات الاحتلال منذ 19 عاما.