الحديقة الآمنة
ميساء عمر
على مساحة 1000م2، تضج حديقة الطفل والأم في مدينة قلقيلية، بالحياة والحيوية، لما تتميز به من بيئة خضراء آمنة للطفل، ومقاعد أعدت خصيصا للأم تساعدها على مراقبة طفلها عن كثب، وتقديم ما يلزم له لمساعدته على الترفية والتعليم ايضا .
وحسب بلدية قلقيلية، فإن الحديقة تعتبر الأولى التي تعنى بالطفل بالمحافظة، وتم افتتاحها مع بداية الشهر الجاري، لتكون رافدا ترفيهيا للأطفال والأمهات.
وقال رئيس بلدية قلقيلية هاشم المصري لـ"وفا"، انه وبالرغم من صغر حجم المشروع، الا انه حاجة ملحة للمدينة في ظل الحصار المشدد الذي يفرضه الاحتلال الاسرائيلي على المحافظة، متمثلا بجدار الفصل العنصري، والحواجز اليومية التي تعيق تحركات المواطنين، الى جانب افتقار المحافظة للمرافق الخاصة التي تعنى بالأطفال.
بدورها أشارت عضو المجلس البلدي لبنى نزال إلى أن المشروع جاء بمبادرة من عضوات المجلس، وتخدم ما يقارب 30 الف مواطن من مختلف أرجاء المحافظة، وتحتوي على مسرح وغرفة خاصة للاستراحة، وكافتيريا ومرافق عامة، ونافورة مياه.
وتابعت : "سنستكمل تطوير الحديقة، بإضافة مرافق جديدة عليها، لتكون متنفسا للأطفال في المدينة، ضمن بيئة آمنة وملائمة للنمو السوي للأطفال، وهي متنفس مجاني على مدار اليوم، ويحوي الكثير من الألعاب منها، الميزان، والمراجيح، وقفز الحبل، وغيرها".
وتعمل البلدية على تنظيم فعاليات ترفيهية للأطفال، كإحضار فرق لأداء الفنون المسرحية الهادفة، أو مهرجين للرسم على الوجوه، أو الاستعانة بمختصين في الدعم النفسي والارشادي، لمشاركة الأطفال والاهالي، بالإضافة إلى توفير ألعاب تربوية للأطفال تحفزهم على التعلم في ظل التطور التكنولوجي، حيث أنها تعتبر من أهم وسائل التعلم للطفل .
وترى المواطنة صابرين عودة، أن الحديقة توفر كل ما يحتاجه الطفل لقضاء يوم لطيف وممتع، من جلسات هادئة، وألعاب ترفيهية تلائم الأطفال بأعمارهم المختلفة، وأمام ناظري.
وتوافقها بالرأي المواطنة نجمة جبارة التي قالت: "طالبنا مرارا المؤسسات والجهات بمكان يلهو فيه الأطفال، فبدلا من اللهو بمكان غير مغلق ولا نضمن أن يكون آمنا، نقصد الحديقة، ونحمي أطفالنا من خطر اللعب في الشارع".
وأشارت الأخصائية الاجتماعية والنفسية من قلقيلية عبير عودة لــ "وفا"، إلى أن فكرة الحديقة تشجع على جانب مهم ربما غائب عن البعض وهو أهمية لعب الأهل مع الأطفال، لما له من إيجابيات كثيرة على الطفل ونجاحه وتنميته.
وأضافت: مع التطور التكنولوجي أصبح الطفل منسيا، فهذه فرصة لمعرفة رفاق الطفل، ومتابعة سلوكه، والتحدث إليه ومحاولة فهمه ودعمه، ومعرفة اهتماماته وتنميتها.
وتابعت: "أن مشاركة الأهل الطفل تعزز روابط التواصل المجتمعي، وتنمي قدرته على التعاون والمشاركة، وبالتالي تعزز من علاقته الاجتماعية بالمحيط، وما بين العائلات في الحي السكني الواحد، كما أن لها أثر مستقبلي في تكرار العملية وتعليمها لمن هم أصغر منه سنا، ويجعل طاقة الطفل وحيويته دائمة".
يشار إلى أن المشروع يأتي ضمن برنامج دعم مبادرات عضوات مجالس الهيئات المحلية، الذي تنفذه وزارة الحكم المحلي، والوكالة الالمانية للتنمية GIZ .