العيسوية.. مسلسل متواصل من التضييق والتلفيق
نديم علاوي
تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ حزيران الماضي، اقتحام بلدة العيسوية شرق مدينة القدس المحتلة، وخاصة حي عبيد فيها، والاعتداء على المواطنين.
وحي عبيد أكبر تجمع للمواطنين في البلدة، وهو ذاته الذي شهد في 27 حزيران الماضي وقفة احتجاجية أعقبها اقتحام قوات الاحتلال للحي، ما أدى لاستشهاد الشاب محمد عبيد، ومنذ ذلك اليوم باتت هدفا يوميا لقوات الاحتلال.
وخلال الساعات الماضية زرعت شرطة الاحتلال ألعابا نارية في منزل المواطن فتحي المصري في حي عبيد من أجل تصوير فيلم وثائقي إسرائيلي.
وقالت العائلة إن "12 جنديا داهموا المنزل، برفقة مصور بلباس شرطي، ويحمل كاميرا فيديو متطورة، وآخرين يحرسونهم أمام المنزل"، وبعد خروجهم اكتشفت العائلة وجود رزم من الألعاب النارية ملقاة على مدخل المنزل.
وقال أشرف المصري إن "أفراد القوة حاولوا إظهار أن الشبان أطلقوا الألعاب النارية لتعزيز الافتراءات التي تزعمها قوات الاحتلال".
ووفق إحصاءات لجنة المتابعة في العيسوية، فقد اعتقلت قوات الاحتلال أكثر من 500 مواطن، أطلق سراح بعضهم مقابل دفع آلاف الشواقل للإفراج عنهم من سجون الاحتلال، ومنهم من حول إلى الحبس المنزلي.
وأشارت الاحصاءات إلى أن سلطات الاحتلال هدمت منذ حزيران الماضي نحو 10 منشآت بحجة عدم الترخيص، تزامنا مع توزيع اخطارات وقرارات هدم، وتصوير بعض المنازل وتسجيلها، وتوزيع غرامات على المواطنين.
وبينت أن الأشهر الماضية شهدت تكثيفا للحواجز الشرطية، وتوقيف المركبات وتفتيشها وتحرير المخالفات وسحب رخص المركبات لفترات متفاوتة بحجج مختلفة، وسط اقتحام يومي وتمركز أمام المنازل والبنايات، وتفجير أبواب المنازل، والاعتداء بالضرب على الأهالي داخل منازلهم.
ويبلغ عدد سكان العيسوية 23 ألف نسمة، وتمتد أراضيها إلى منطقة الخان الأحمر، ولا تتجاوز مساحة البناء على أراضيها 650 دونما.
وقال عضو لجنة المتابعة في البلدة رائد أبو ريالة لـ"وفا" إن "قوات الاحتلال استهدفت حي آل عبيد عشرات المرات، إضافة لاستهداف الأحياء الأخرى، حيث باتت العيسوية في طليعة النضال ضد الاحتلال في القدس".
وأضاف أبو ريالة أن "حي آل عبيد الذي يقدر عدد سكانه من ثلاثة إلى أربعة آلاف، يشهد إلى جانب كل الانتهاكات التي ذكرت تدريبات لقوات الاحتلال، حيث يسمع السكان خلال الاقتحامات جنودا يشرحون لبعضهم عن كيفية إطلاق القنابل الصوتية".
من جانبه، أوضح مدير مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية زياد الحموري، أن هدف الحملة الشرسة على العيسوية إخضاع اهالي البلدة، وإرهاقهم اقتصاديا واجتماعيا من خلال ما تشرع به مؤسسات الاحتلال مجتمعة من بلدية الاحتلال والداخلية ودائرة الضرائب ومخالفات السير في خلق أعمال منافية لكل القوانين الدولية.
ولفت الحموري إلى أن الهجمة التي تخوضها سلطات الاحتلال هي سياسة متجذرة منذ أربع سنوات لكن وتيرتها زادت في الأشهر الأخيرة، حتى باتت الهجمة مسعورة تطال كل المواطنين في العيسوية، وتأثيرها بات يهدد كافة مناحي الحياة العامة فيها.
وأكد أن ما تمارسه قوات الاحتلال من أعمال في العيسوية من تلفيق يتمثل بزرع الألعاب النارية أو وضع الأسلحة في البيوت، يأتي في سياق تلفيق التهم تحت ذريعة أن شبان البلدة وأهلها يأتون في المرتبة الأولى لتنفيذ العمليات في القدس.
وختم أن ما يتعرض له الأهالي في العيسوية هو جزء من الاستهداف الممنهج لمدينة القدس بأكملها.
وخلال شهر تشرين الثاني من العام الماضي وضعت قوات الاحتلال بندقية في منزل المواطن سامر سليمان في العيسوية لغرض "تصوير" فيلم.