انتهى الدرس...
كتب: رئيس تحرير صحيفة "الحياة الجديدة"
في الأمم المتحدة أحالت كتيبة الدبلوماسية الفلسطينية مقعد المراقب لدولة فلسطين، إلى أشبه ما يكون بمقعد قيادة بات يسير بلجان المنظمة الأممية، على اختلاف تسمياتها، نحو إقرار المجتمع الدولي، بضرورة مراكمة المزيد من قرارات الشرعية الدولية الداعمة للقضية الفلسطينية، على طريق حلها حلا عادلا، يضمن الحقوق المشروعة لشعبنا الفلسطيني، ويؤمن السلام العادل في الشرق الأوسط، بقيام دولة فلسطين السيدة، بعاصمتها القدس الشرقية، وبتحقيق الحل العادل لقضية اللاجئين، وفق قرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية.
ولم يكن بإمكان مقعد فلسطين المراقب في الأمم المتحدة أن يصبح مقعد قيادة، لو لم ترتق سياسة الشرعية الفلسطينية، الدستورية والوطنية والنضالية، بقيادة الرئيس أبو مازن، إلى مصاف الحكمة والتنور بالمعرفة الصائبة لطبيعة الصراع، وواقعه وواقع موازين قواه، والتي قادت إلى إدراك سبل خوضه بواقعية الكم، دون أية مساومات، والتي تفيض في المحصلة، بالتحولات النوعية التي تقود إلى تسوية الصراع وإنهائه، وعلى نحو ما يؤمن بلاغة الحكمة في الحل العادل.
مئة وسبعون دولة إلى جانب فلسطين في الأمم المتحدة، في أحدث تصويت داعم للحقوق الفلسطينية المشروعة، التاريخية وغير القابلة للتصرف، فليس التجديد لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا" غير تأكيد الإقرار الدولي بحق العودة، إذ لا سبيل لحل هذه الوكالة، قبل إيجاد الحل العادل لقضية اللاجئين، هذا بالضبط ما يعنيه التجديد "للأونروا"، وما يعنيه قرار استمرار دعم ومساندة عملياتها، وبالطبع شكلت هذه القرارات هزيمة مدوية، لثنائي صفقة العار، الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، اللذان أشعلا فتيل الحرب ضد "الأونروا" وحدهما في ساحة المجتمع الدولي من عارض قرار التجديد والدعم للوكالة الدولية..!!
فلسطين بمقعد المراقب، وبالقوة الأخلاقية للحق الفلسطيني، هزمت في الأمم المتحدة، صاحبة المقعد الدائم في مجلس الأمن الدولي، ولهذا نقول للغطرسة والتنمر الأميركي الإسرائيلي، انتهى الدرس، ومن شاء فليتعلم ومن شاء فليجهل، والعلم هنا طريق الإيمان، والجهل بالتأكيد طريق الكفر والعياذ بالله.