غزة ذاقت الأمرّين تحت حكم حماس عام 2019
عام مضى وعام يأتي والمواطنون في قطاع غزة يعانون قسوة الحياة وصعوبة العيش تحت سطوة حكم حركة حماس البوليسي، القائم على الاعتداءات والتخوين لمن يخالفها الرأي ولا يسير في إطار مشروعها الإخواني.
عام2019 حمل المآسي لأهالي القطاع في ضوء أحداث متلاحقة وأزمات عاناها المواطنون ولا زالوا بفعل سيطرة حماس بقوة السلاح على قطاع غزة، وتدمير مقدارت أبناء شعبنا وإرغام آلاف الشباب على الهجرة القسرية للبحث عن لقمة عيش وحياة كريمة خلف البحار وفي الشتات.
حراك "بدنا نعيش-يسقط الغلاء"
عملت أجهزة حماس على قمع حراك شبابي وشعبي إنطلق في مختلف مدن ومخيمات قطاع غزة تحت عنوان "بدنا نعيش" في آذار2019، بفعل سوء الأوضاع المعيشية وغلاء الأسعار وفرض الضرائب الباهظة على السلع والمنتجات والبضائع.
ورافق حراك بدنا نعيش-يسقط الغلاء، هجوم عناصر حماس المسلحين بالزيين العسكري والمدني على منازل لمواطنين في مخيم جباليا شمال القطاع، وفي مدينة دير البلح وسط القطاع وحصارها واعتقالها للشبان وزجهم في سجونها ومراكز التحقيق والتعذيب التي تديرها، وبعضها في بيوت الله التي حولت عدداً منها حماس إلى أقبية للتعذب وشبح الشبان المشاركين في الحراك الشعبي في غزة.
ولقي قمع أجهزة حماس للمشاركين في حراك بدنا نعيش موجة استهجان واستنكار من مختلف القوى والفصائل ومؤسسات حقوق الإنسان الناشطة في القطاع، وعبرت عن قلقها من إجراءات حماس القمعية ضد المواطنين الذين يعبرون عن احتجاجهم على الأوضاع المعيشية الصعبة في غزة.
منع الحركة والتنقل عبر معبر بيت حانون "حاجز إيريز"
كما منعت حماس تنقل وزراء الحكومة بين غزة والضفة الغربية عبر حاجز "إيريز" خلال2019، واعتدت على بعضهم وعلى مرافقيهم، كان من بينهم وزير الأشغال العامة والإسكان محمد زيارة وزوجته ومصادرة الهاتف النقال والتلفظ بألفاظ نابية ضدهم، إضافة إلى منع لقاء الوزراء بموظفيهم في المؤسسات الحكومية في القطاع، فيما قام عناصر حماس على الحاجز بالتضييق على حركة تنقل المواطنين والتجار عبره.
منع إحياء ذكرى الرئيس الشهيد أبو عمار
منع أمن حماس في غزة، إحياء الذكرى الـ15 لرحيل القائد الخالد الشهيد ياسر عرفات "أبو عمار" في قطاع غزة، في خطوة اعتبرت خارجة عن الأعراف الوطنية التي تضرب من خلالها حماس كل المساعي الهادفة لوحدة الشعب الفلسطيني بعرض الحائط، حيث دعت فصائل العمل الوطني حماس إلى توجيه البوصلة نحو الاحتلال وعدم جر الوضع إلى فتنة وصراعات متساوقة مع الاحتلال الإسرائيلي.
الصحة
لم تتوقف وزارة الصحة عن تقديم الخدمات لأبناء شعبنا في قطاع غزة عبر إسال شاحنات الأدوية والمستلزمات الطبية للمستشفيات العاملة في غزة وعلاج المرضى خارج مستشفيات القطاع، وأرسلت أدوية ومستلزمات طبية لمستودعاتها في غزة بقيمة ما يزيد عن 45 مليون شيقل بناء على دراسات وقوائم خاصة بالمستلزمات الطبية المطلوبة، إلى جانب المساعدات المقدمة من الدول العربية والمانحة إلى قطاع غزة بشكل مباشر.
في المقابل قامت حكومة الأمر الواقع التي تديرها حماس بالقطاع ببيع بعض الأدوية للصيدليات بدلاً من تقديمها مجاناً للمرضى، وترسل البعض الآخر إلى المشافي الخاصة بقيادتهم، وفي بعض الأحيان كان هناك فائض في بعض الأدوية السرطانية في غزة تكفي المرضى لعشرة شهور حسب الاستهلاك الشهري لمستودعاتهم في القطاع في وقت تقوم به الوزارة بتحويل المرضى من غزة لمشافي القدس والضفة.
رفض المستشفى الأميركي
وفي ذات الاطار رفضت وزارة الصحة بالمطلق إقامة المستشفى الأميركي في قطاع غزة لارتباطه ببرنامج سياسي مشبوه، واعتبرت ذلك استكمالاً لصفقة القرن ومتاجرة بأعضاء البشر في إطار خدمة المشروع الأمريكي الإسرائيلي لتصفية القضية الفلسطينية.
وأكدت الصحة بأنها تقدم التأمين الصحي والتحويلات الطبية مجاناً للمواطنين في غزة، معلنة أنها في العام الجاري2020 ومع بدايته سيشهد تشغيل مستشفى الصداقة الفلسطيني التركي، حيث يحظى باهتمام كبير من قبل الحكومة.
وكشفت عن أنها ستنفذ العديد من المشاريع في القطاع الصحي خلال العام2020 لتقديم أجود الخدمات الصحية للمواطنين.
إلغاء مسيرات العودة على حدود غزة
هذه المسيرات التي إنطلقت يوم30 آذار2018 من قبل الهيئة العليا التي تضم كافة القوى والفصئل للتأكيد على حق العودة ورفضاً للحصار الإسرائيلي المفروض على أهالي القطاع.
إلا ان حماس جيرت هذه المسيرات وصبغتها بحزبيتها وفئويتها، وصارت تتحكم فيها مقابل حفنة دولارات وكميات من السولار، إذ حصدت أرواح أكثر من 300 شهيد وأصيب الآلاف من المواطنين العزل، الذين بترت أطرافهم وأصبحوا من ذوي الاعاقات الدائمة على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي.
ففي إطار التفاهمات بين حماس وإسرائيل، ألغت حماس مسيرات العودة التي تنظم في قطاع غزة على إمتداد الشريط الحدودي في خمسة مخيمات أقيمت شرق القطاع، وذلك حفاظاً على التهدئة وتنفيذا لتصريحات وهمية إسرائيلية عن تقديم تسهيلات لغزة تشمل إقامة ميناء ومطار ومناطق صناعية في خدعة مكشوفة تنطلي على قيادة حركة حماس.
ويدل بشكل قاطع نهج حماس على إلغاء مسيرات العودة الاسبوعية ما قامت به إسرائيل من اغتيال القيادي في سرايا القدس الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي بهاء أبو العطا يوم12تشرين ثاني2019 بتواطؤ مع حماس ووقوفها على الحياد إذ تركت الجهاد يخوض معركة لوحده مع الاحتلال في إطار الرد على جريمة اغتيال الشهيد أبو العطا.
مسلسلات حماس المكشوفة
وتحت مسمى سراب، نسجت حماس آخر فيلم لها، إذ اتهمت فيه جهاز المخابرات بالوقوف وراء اغتيال الشهيد أبو العطا، عبر اعتقالها مجموعة من كوادر الجهاز في غزة، للتغطية على جريمتها المكشوفة وتبرئة إسرائيل من دم أبو العطا، ما لقي استنكارا واستهجانا من القوى والفصائل، خاصة حركة الجهاد التي حملت إسرائيل المسؤولية المباشرة عن اغتيال الشهيد بهاء أبو العطا، فيما صب المواطنون جام غضبهم على حركة حماس لتواطئها مع الاحتلال في هذه الجريمة.