حملة "الفجر العظيم" وتلفزيون فلسطين
كتب رئيس تحرير صحيفة الحياة الجديدة
تغطية تلفزيون فلسطين، لحملة "الفجر العظيم" التي اطلقتها حركة فتح في القدس المحتلة، التي اشرقت بصلاة الجمعة الماضية بألاف المصلين في الاقصى المبارك، هي تغطية تستحق الوقوف عندها، لا بوصفها التغطية التي تحدت قرار الاحتلال الاسرائيلي، الذي منع بموجبه طاقم تلفزيون فلسطين من العمل في المدينة المقدسة فحسب، وانما بوصفها التغطية الشعبية الواسعة لهذه الحملة، وحيث مئات المواطنين من المصلين، باتوا مراسلين لتلفزيونهم الوطني، عبر هواتفهم النقالة، واذا كان هذا الواقع يعني شيئا، فانه يعني اولا وقبل كل شيء، ثقة المواطن الفلسطيني بشاشته الفضائية، وهو قد استجاب في القدس لدعوتها ان يراسلها عبر هاتفه النقال، ليساهم عمليا في الحاق الهزيمة بقرار سلطات الاحتلال التعسفي الذي استهدف نفي تلفزيون فلسطين من عاصمته المحتلة، بوصفه شاهد العيان المهني والموضوعي على ممارسات الاحتلال الاسرائيلي القمعية العنيفة، ضد ابناء القدس المحتلة، وضد المدينة المقدسة بحد ذاتها، في محاولات تهويدها وأسرلتها، عبر استيطانه الاستعماري، وسياساته العنصرية، وكذلك فإن قرار المنع الاحتلالي استهدف تلفزيون فلسطين في القدس المحتلة، بوصفه هنا منصة لصوت اهلها الرافض لما يسمى "صفقة القرن" الترامبية، وهو ينقل الى العالم، صوت وصورة صمودهم وثباتهم في تحديهم، لا لاجراءات الاحتلال التعسفية، وسياساته العنصرية فحسب، وانما لكل ما تريده صفقة ترامب الصهيونية. ليس هذا مديحا لتلفزيون فلسطين، وإن كان يستحق المديح، على اختراقه لقرار المنع الاسرائيلي على هذا النحو الابداعي، الذي تجلى بثقته بجمهوره في المدينة المقدسة بانه سيكون المراسل الاهم له، بعد ان منع الاحتلال طاقمه من العمل في عاصمته المحتلة، وانما هذا تأكيد على حقيقة قدرة الإرادة الفلسطينية على التحدي وتحقيق غايات هذا التحدي النضالية، كلما ارتبطت بمشروعها الوطني التحرري، وانطلقت منه، وتجلت للتعبير عنه، وهنا وحين اعلن تلفزيون فلسطين انه سيستقبل مراسلات المواطنين المصورة من هواتفهم النقالة، انما كان يكشف وحسب عن هذه الحقيقة ويشهرها الى العالم اجمع. والواقع ان استجابة الاف الموطنين لحملة "الفجر العظيم" التي اطلقتها حركة فتح في القدس المحتلة، لاداء صلاة الجمعة في الاقصى المبارك، تحديا لسلطات الاحتلال، كان لها الدور الاساس في تفعيل هواتف المواطنين، لنقل مراسلاتهم للتلفزيون، وهو التفعيل الذي اكد ويؤكد ثقتهم اولا بجدوى هذه الحملة النضالية والتفافهم من حول "فتح" التي اطلقتها، كواحدة من حملات المقاومة الشعبية السلمية الماضية في طريق المشروع الوطني التحرري مشروع دولة فلسطين السيدة بعاصمتها القدس الشرقية، الذي تقوده فتح وهي قلعته الحصينة. ونعود لتلفزيون فلسطين لنقول صحيح ان ما انجزه من تغطية لحملة "الفجر العظيم" انما هو من صلب مهماته وواجباته المهنية والوطنية، غير ان الصحيح والواجب ايضا قول كلمة الحق، التي منها هذا التقدير لما انجزه التفلزيون في هذه التغطية التي اظهرت تلاحم اهل القدس وثقتهم بحركتهم الوطنية وبشاشة تلفزيونهم الوطني، تلفزيون كل الفلسطينيين.