حديث الصورة
كتب رئيس تحرير صحيفة الحياة الجديدة
في استقبال الرئيس أبو مازن لعدد من رؤساء الدول الصديقة، الأسبوع الماضي ضيوفا أعزاء على فلسطين، تكلمت صور هذا الاستقبال على نحو أبلغ كثيرًا مما يمكن أن تتكلّم به اللغة؛ طغى العناق في هذه الصور، مع ابتسامات الرضا والراحة والمودة، ما عكس تقديرًا عاليًا لمقدم ضيوف فلسطين الكبار، وبنفس القدر ما أكد تقدير الضيوف واحترامهم، لمقام الشرعية الفلسطينية، وثقتهم بهذا المقام، خاصة ما يتعلق بسياساته الرامية لتحقيق الأمن والاستقرار والسلام العادل، في هذه المنطقة الحيوية من العالم: الشرق الأوسط.
إنها مصداقية الرئيس أبو مازن في طروحاته السياسية، ومشروعه للسلام العادل، ما جعل ليس فقط زيارات الضيوف الكبار هذه ممكنة فحسب، وإنما ما جعل كذلك صور استقبالات الرئيس لضيوف فلسطين على هذا النحو الناطق الحميم.
ما من صورة واحدة في كل صور الاستقبالات، خلت من تلك الابتسامات التي لا جدال في دلالاتها السياسية، وحيث يليق بفلسطين دلالات الابتسامة، منها، ومن ضيوفها الكبار، بما يؤكد حقيقة مشروعها للسلام العادل، ونبذها المطلق للعنف والإرهاب لتسوية أي صراع، في أي مكان كان، مثلما يؤكد مساندة هذه الأقطاب الدولية لهذا المشروع، بقيمتها الأخلاقية، التي تظل ضرورة أساسية، لتفعيل قيمها السياسية بقراراتها الملزمة.
وبالتأكيد فإن الاستقبال الحميم للرئيس أبو مازن لضيوفه الكبار، لم يحقق وحده واقعية هذه الصور البليغة، وإنما أيضا الضيوف الكبار وهم يقبلون على مضيفهم بالصدور المفتوحة، والابتسامات الحارة، التي هزمت الاستياء الإسرائيلي(..!!) الذي لم يرد لهؤلاء الضيوف أن يكونوا في فلسطين..!
هُزم الاستياء الإسرائيلي، بوجهه العابس، وغاياته العنصرية البغيضة، وانتصرت أخلاقيات ابتسامة فلسطين وضيوفها، بكونها أخلاقيّات السلام، والسعي لتحقيق السلام، التي تبقى أبدًا هي أخلاقيّات العدل والحق والنزاهة، الأخلاقيات النبيلة في تحضّرها الإنساني، الساعية لحياة الأمن والكرامة والاستقرار والازدهار للبشريّة كلِّها. وكلّما انتصرت هذه الأخلاقيّات النبيلة، اقتربت الهزيمة النهائية للوجوه العابسة، وغايتها العنصرية، وهذا هو حكم التّاريخ، وعلى هذا النحو تكون حتميّته.