الطفل قيس.. ضحية عنصرية وعنجهية بلدية الاحتلال في القدس
بلال غيث كسواني
لا تتوانى بلدية الاحتلال في القدس في استحداث طرق ووسائل جديدة لتهجير المقدسين وإجبارهم على ترك منازلهم، في الوقت الذي تفرض فيه مبالغ باهظة عليهم تحت مسمى ضريبة المعارف أو "أرنونا" التي من خلالها يفترض تقديم الخدمات لهم.. لكن لا شيء يراه المقدسي على الأرض.
ترتكب بلدية الاحتلال في القدس أسوء ما قد يمكن أن تقوم به بلدية تجاه أهالي المدينة، معززة نظام التمييز العنصري بحق الفلسطينيين في القدس، عبر حجبها خدماتها الأساسية في الأحياء العربية بالقدس بشكل متعمد، خاصة البنية التحتية، وما يزيد الوضع سوءا تجمع مياه الأمطار في الوديان والمناطق المنخفضة الأمر الذي يشكل خطرا على الأهالي وخاصة الأطفال.
الطفل قيس أبو إرميلة (8 أعوام) من بيت حنينا شمال القدس المحتلة، كان آخر ضحايا استهتار بلدية الاحتلال في القدس، حيث فُقِدَ الطفل أبو إرميلة لساعات طويلة حتى وجد في نهاية المطاف متوفيا في بركة مياه تجمع الأمطار المتواجدة في الحي.
الأهالي يؤكدون أنهم توجهوا إلى البلدية مرارا وتكرارا من أجل إغلاق منطقة تجمع المياه في حي بيت حنينا خشية على حياة أطفالهم لكن دون جدوى.
وأمس كانت الحكاية المؤلمة للأهالي، قيس فقد حياته بعد أن انزلق إلى داخل المياه المتجمعة، واحتجز تحت لوح خشبي أسفل البركة، ولم يتمكن من النجاة.
شهود العيان الذين يسكنون قرب منطقة تجمع المياه، أكدوا أن المنطقة خطيرة على سكان وعلى الطلبة الذين يمرون إلى حي المدارس القريب شمال بيت حنينا، ومن المحتمل جدا أن يفقد شخص حياته في حال انزلاقه في منطقة مليئة بالمياه والوحل.
المواطن رامي قطب كتب على صفحته على موقع "فيسبوك": "أنا أقطن في العمارة المقابلة لتجمع المياه التي استشهد فيها الطفل أبو إرميلة، وتجمع المياه هو مصدر خوف دائم لنا على أطفالنا وعلى طلاب المدارس المحيطة، فالعبارة مفتوحة، ولا يوجد أي حاجز يمنع أي شخص من الانزلاق".
من جانبه، قال المواطن حسن شحادة من سكان المنطقة أيضا: "نحن ندفع ضرائب باهظة تحت حجة أننا نسكن في حي راقي، لكن نحصل على أي خدمات مقابل تلك الضرائب، بل العكس فهي ترتفع يوما بعد يوم دون أي مقابل".
وأضاف أن من يتحمل مسؤولة وفاة الطفل أبو إرميلة هي بلدية الاحتلال، نتيجة قصورها في مختلف المجالات الحياتية اليومية لسكان الحي ومختلف سكان الأحياء العربية بالقدس.
المقدسيون لا يتلقون سوى 5% من قيمة الضرائب التي يدفعونها للبلدية
قال مدير مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية المحامي زياد الحموري: "على مدار سنين الاحتلال هناك تقصير بالخدمات المقدمة للمقدسيين، وميزانية بلدية الاحتلال التي تجبى من المقدسيين تتجاوز 36% من بلدية الاحتلال ولا يصرف منها سوى 5% على المقدسيين".
وأضاف أنه حسب القانون الدولي لا يحق للاحتلال تحصيل الضرائب دون صرفها على السكان وفي الحالة الفلسطينية الاحتلال يربح من المقدسيين، والكل يعلم أن شوارعنا غير مؤهلة وأرصفتنا غير مؤهلة والكهرباء بالشوارع غير مؤهلة، وحتى جمع القمامة في أي منطقة"يهودية" في القدس أو داخل أراضي الـ48 هو أفضل من الاحياء العربية.
وقال الحموري إن ما يجري اليوم في منطقة المطار بقلنديا والبنية التحتية التي يجري تحضيرها لمستوطنات ينون إنشاءها من أجل المنطقة الصناعية، وكل هذا القطاع التجاري يؤكد أنهم يعملون بشكل يختلف عما يجري للسكان العرب المقدسيين، الذي لا تتوفر لهم أبسط أنواع البنية التحتية.
وأضاف أن وفاة الطفل قيس أبو إرميلة كان يمكن أن يحدث مع آخرين لأن المنطقة لا تتوفر فيها أدنى أدوات السلامة العامة، فوجود حفرة ومياه مجمعة بهذا الشكل هو خطر على كل السكان، ولو كانت الحفرة في حي لليهود لما كان ذلك أن يكون.
وأضاف أن الاحتلال يحرر مخالفات باهظة للمقدسيين ولا يقدم لهم أي خدمات أساسية ويحصل على ضرائب خيالية منها.
إلى ذلك، قال الباحث الفلسطيني فضل طهبوب، إن بلدية الاحتلال لا تقوم بخدمات ذات قيمة في الاحياء العربية وهذا يتسبب الكثير من الأمراض والحوادث التي تسببت بوفاة مقدسيين.
وأضاف أن بلدية القدس لا تهتم بشؤون المواطنين في القدس، وهناك حفر ومجاري في الشوارع وهناك وضع بائس جدا ولا تقوم بأي واجب، وفي حالة حدوث ما حدث مع الطفل قيس لاستنفرت بلدية الاحتلال أطقمها لإنقاذ الطفل.