وداعا نادية لطفي: ممثلة مصرية برتبة فدائية فلسطينية
توفيت أمس الثلاثاء، الممثلة المصرية نادية لطفي عن عمر ناهز 83 عاما بعد مشوار سينمائي طويل مرصع بباقة من أهم الأفلام في تاريخ السينما المصرية.
وكانت صحة نادية لطفي تدهورت خلال الأسابيع القليلة الماضية ورقدت بالعناية الفائقة في إحدى مستشفيات القاهرة.
ولدت الفنانة الراحلة عام 1937 باسم بولا محمد شفيق، وظهرت لأول مرة في السينما عام 1958 في فيلم (سلطان) بطولة فريد شوقي وإخراج نيازي مصطفى.
وتألقت لطفي في عقد الستينيات وتوجت بعدد من الأفلام التي صنفها النقاد ضمن علامات السينما المصرية مثل (الخطايا) في 1962 أمام عبد الحليم حافظ و(النظارة السوداء) في 1963 أمام أحمد مظهر و(السمان والخريف) في 1967 أمام محمود مرسي.
شهرة نادية لطفي لم تقتصر فقط على أعمالها السينمائية الخالدة، بل اشتهرت بمواقفها السياسية الوطنية والعروبية، وأهمها دورها في حرب 6 أكتوبر، وفضحها جرائم الاحتلال الإسرائيلي خلال حصار بيروت، فهي الفنانة الوحيدة التي زارت الرئيس الراحل ياسر عرفات أثناء فترة الحصار الإسرائيلي، وآزرت المقاومة الفلسطينية، ودعمت المقاومة اللبنانية، حينما زارت لبنان عام 1982 خلال فترة الحصار.
نادية لطفي نقلت مقر إقامتها إلى مستشفى القصر العيني في العاصمة المصرية القاهرة، أثناء حرب السادس من أكتوبر/ تشرين الأول عام 1973، من أجل زيارة الجرحى ورعايتهم طبيًا.
وعن هذه الفترة قالت: أنّها تعتز بها كثيرًا، كما أنها تشعر بالفخر من دورها الكبير في هذه الحرب، التي قررت ألا يكون مقتصرًا فقط على الأفلام السينمائية.
وخلال الحصار الإسرائيلي في بيروت تواجدت لطفي ووثقت جرائم الغزو الإسرائيلي بقيادة شارون في صبرا وشاتيلا، ونقلتها عبر كاميرتها للعالم، وقالت الصحافة العالمية عنها:"لم يكن مع نادية لطفي كاميرا بل كان مدفع رشاش في وجه قوات الاحتلال".
وقضت نادية أسبوعين في صفوف المقاومة الفلسطينية أثناء الاجتياح الإسرائيلي لبيروت، وكان الموت يطاردها في كل لحظة، ولا تزال تحتفظ في مكتبتها الخاصة بـ25 شريط فيديو لوقائع حقيقية عاشتها بنفسها وقت الحصار الإسرائيلي للمقاومة الفلسطينية في بيروت.
وظلت "نادية" تطوف لشهور بنفسها على العديد من عواصم العالم، لتعرض ما قام به جيش الاحتلال في هذا الوقت من أعمال وحشية وانتهاكات لا إنسانية وجرائم، إلا أنها في النهاية توقفت بسبب مرضها الذي عرقل سير مهمتها.
قامت نادية لطفي باختراق الحصار الإسرائيلي المفروض على بيروت الغربية في صيف 1982، وهي الفنانة الوحيدة التي زارت الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، أثناء فترة الحصار الإسرائيلي.
وفي المقابل، قام الرئيس الراحل ياسر عرفات بزيارة نادية لطفي في منزلها في مصر فيما بعد، وأهداها كوفيته، تقديرًا منه لموقفها في دعم القضية الفلسطينية، مما أثار فخرها، وجعلها تحتفظ بصورتها مع أبو عمار في بيتها.
وفي يناير 2019، منح الرئيس محمود عباس، وسام "نجمة القدس" لنادية لطفي، تكريمًا لدورها في دعم القضية الفلسطينية.
وزار الرئيس محمود عباس نادية لطفي في مقر إقامتها بمستشفى المعادي العسكري، وذلك أثناء تواجده في القاهرة. وقالت لطفي في تلك الأثناء: إن "فلسطين والقدس لهما مكانة كبيرة في قلوب المصريين والعرب المسلمين والمسيحيين".
وكانت نادية لطفي تحمل وقت زيارة الرئيس عباس لها، صورة نادرة تجمعها بالرئيس الراحل ياسر عرفات.