حتى متى يا حماس..!!!
كتب: رئيس تحرير صحيفة "الحياة الجديدة"
حتى الآن لا يبدو أن حركة حماس لديها القرار لالتقاط دعوة الرئيس أبو مازن، الالتقاء على أرضية التصدي لخطة "ترامب" التصفوية، المسماة "صفقة القرن" من خلال تفعيل الحوار الوطني، على نحو حاسم هذه المرة، لإنهاء الانقسام البغيض مرة وإلى الأبد، ومثل حماس، كما نسمع ونقرأ ونشاهد "الجهاد الإسلامي" التي ما زالت تغني في سرب شعاراتها الأعجمية..!!!
مر قرابة الشهر على إطلاق الرئيس أبو مازن لدعوته، التي قوبلت أول مرة بالترحيب، من قبل رئيس المكتب السياسي لحماس، إسماعيل هنية، لكن هنية خارج قطاع غزة، فلم يلق ترحيبه داخل القطاع أي صدى يذكر..!! بل إن مسؤول حركة حماس في القطاع، يحيى السنوار ظل صامتا وغائبا حتى ظهر مؤخرا وهو يتحدث عن سبل تحسين الأوضاع الاقتصادية في القطاع المكلوم (..!!) ولم يذكر شيئا عن التصدي لصفقة القرن..!!! وكان المفترض أن يقوم وفد من كافة فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، بالتوجه إلى قطاع غزة، لوضع دعوة الرئيس أبو مازن في الإطار العملي المطلوب، لكن بات من الواضح تماما، أن لمسؤول حماس في قطاع غزة، يحيى السنوار، رأيا آخر، لا نعتقد رأيًا سواه، ما زال يعطل وصول وفد المنظمة إلى غزة..!
لن يغلبنا تشاؤم الفكر، لكنها الوقائع الموضوعية، التي ما زالت تشير إلى تهرب حماس، من تحمل مسؤوليات التصدي لخطة ترامب التصفوية، وهي تتلكأ في الاستجابة لدعوة الرئيس أبو مازن، بل إنها حتى الآن، كما نقرأ من خطاب سلوكها، وتصريحات مسؤوليها، ماضية في الاتجاه المضاد، وهي تحث الخطى في دروب التحسين الاقتصادي (..!!) لتخليق الواقع الذي تسعى إليه صفقة "ترامب" الفاسدة..!!! لكن وحيث لن يغلبنا تشاؤم الفكر، فإن لنا في تفاؤل الإرادة، ما يجعلنا على ثقة بأننا سنتغلب في المحصلة، على كل ما يعطل سعينا الوطني المسؤول، لإنهاء الانقسام البغيض، من أجل تواصل أعظم لمسيرة شعبنا التحررية، وهذا ما سيدفع بخطة "ترامب" التصفوية إلى هاوية الهزيمة الشاملة.
لسنا في امتحان وطني اليوم، وإنما هي حماس، فإذا ما ظلت تخطئ دروب الوحدة الوطنية، ظلت لا تحسن الإجابة على أسئلة المصير الوطني، والسقوط في هذا الامتحان هو سقوط إلى الهاوية ذاتها.