حماس ... والتطبيع
كتب رئيس تحرير صحيفة الحياة الجديدة
على ما يبدو ان فيروس "كورونا" قد فتح طريقا اخرى لحركة حماس، لتنسيق تطبيعي مع الاحتلال الاسرائيلي، وعلى نحو كأنها تريد احتكار هذا التطبيع، بحكم انها اعتقلت شابا في غزة قالت انه يتواصل مع اسرائيلين لاغراض تطبيعية...!!
وفي اطار التطبيع الحمساوي، تبعث حماس بعدد من الأطباء من قطاع غزة الى المشافي الاسرائيلية، كي يتدربوا (...!) على سبل مواجهة "الكورونا" في الوقت الذي تحتاج فيه اسرائيل الى من يعينها في ذلك، ولولا طواقم الأطباء والممرضين والممرضات الفلسطينيين العرب داخل الخط الاخضر، لكان حال اسرائيل مع "الكورونا" حال العجز والبؤس والتردي، وهذا باعتراف الصحافة الاسرائيلية.
ثم أليس لافتا للنظر ان تذهب حماس الى "تعاون" مع اسرائيل لمواجهة "الكورونا" بينما لا تقدم على أية خطوة في هذا الاطار، مع السلطة الوطنية، واجراءات حكومتها التي تفوقت على الاجراءات الاسرائيلية، وبصورة لم تعد قابلة للتشكيك، ومع ذلك لا تنتظر السلطة الوطنية تعاونا من حركة حماس، وهي تتصدى لمسؤولياتها تجاه اهلنا في قطاع غزة، ولا تستثتيهم في كل شيء من اجراءات ومساعدات، ولهم من وزارة الصحة قافلة ستحمل اليوم مستلزمات طبية، ورئيس الحكومة د. اشتية اعلن انه تقرر صرف مساعدات مالية ل 116 الف اسرة فقيرة، من بينها 81 الف اسرة في قطاع غزة، واكدت الانباء ان البنوك في غزة بدأت منذ صباح امس، بصرف هذه المساعدات، وحماس لا تتحدث عن ذلك حتى كخبر في وسائلها الاعلامية ..!!!
منذ اللحظة الأولى التي اعلنت فيه "الكورونا" كوباء خطير يهدد الحياة بكل تفاصيلها ومستوياتها، سبقت فلسطين العالم بإعلان الرئيس أبو مازن حالة الطوارئ، للتصدي لهذا الوباء، غير ان حماس ومنذ تلك اللحظة، اعلنت انها ليست جزءا من هذه الحالة، لتؤكد حقيقتها الانفصالية التي يبو انها تكتمل فقط بالتنسيق مع الاحتلال الاسرائيلي، وهذا ما بات يتضح يوما بعد يوم..!!
ما الذي تفعله حماس بتاريخها وهي لا تسجل فيه غير وقائع الانفصال والانقسام، بل والقطيعة مع الوطن والوطنية...!! ونقول ما الذي تفعله بتاريخها، لأن الوطنية الفلسطينية، وبهذا الشأن تحديدا، ما زالت لاترى حماس عدوا، ولا تريد تاليا غير طرح هذا السؤال، الذي لربما حين تنتبه اليه حركة حماس، تعيد النظر فيما ترتكب وتفعل، برغم ان اعادة النظر ليس من عادة حماس حتى الان، لكن هذا السؤال سيظل بالنسبة لنا، سؤال الطرق على جدران ذلك الخزان، لعل وعسى، والوطنية الفلسطينية لا تغلق بابا لمن يتلمس سبل الرشد الوطني.