كره يستهدف حاجز المحبة
بيت جالا- الحياة الجديدة- أسامة العيسة- جرى ذلك بسرعة كبيرة، بمقدار جنون السرعة المنفلتة للمركبة التي اندفعت عبر حاجز المحبة، على دوار النادي الأرثوذكسي في بيت جالا، بعد ساعات من تناول الجنود إفطارهم في أول أيام رمضان على الحاجز، ومرت بين اثنين من منتسبي الأمن الوطني، دون أن تبطئ من سرعتها، فدهست عنصرا آخر من الأمن الوطني، سقط على الأرض، بينما واصلت المركبة اندفاعها، هاربة بمن فيها، دون أن يأبهوا بجريمتهم.
في ثاني حادث من نوعه، على الحواجز الأمنية في بيت لحم، أصيب الجندي في الأمن الوطني محمد أمجد حسين (26) عاما، ونقل إلى مشفى الجمعية العربية في بيت جالا، ليدخل غرفة العمليات، ويخضع لعملية في قدمه المصابة.
أثار الحادث غضبا، واستنكارا واسعا، واستذكر المواطنون الحادث الذي تعرض له النقيب شادي نجاجرة، الذي تسببت به مركبة غير قانونية، على مفرق مرة في بيت لحم، كالتي دهست الجندي حسين.
رافق الجندي حسين، وهو من طولكرم يخدم في بيت لحم، في المشفى وإلى غرفة العمليات العميد ناضر عمر، قائد منطقة بيت لحم، وآخرون من قيادات رسمية وشعبية، وسط حالة من الغضب والاستنكار والاشمئزاز، وتمني السلامة للجندي المصاب.
بعد خروج حسين من غرفة العمليات، وجه حديثه للطبيب: "سأصوم غدا"، مؤكدا حرصه على التزامه بالفريضة الدينية، رغم إصابته. وهو ما يذكر بتصميم نجاجرة، على العودة إلى الحاجز بعد تلقيه العلاج، معتبرا أن ذلك هو الرد على المستهترين.
لاحقت الأجهزة الأمنية المركبة، وأعلنت الشرطة أنها ألقت القبض على سائقها، وذكرت إدارة العلاقات العامة والإعلام بالشرطة، أنها عممت، بعد وقوع الحادث، على جميع الدوريات في المحافظة عن مواصفات المركبة، حيث تم ضبطها من قبل شرطة مركز بيت جالا في أقل من خمس دقائق من وقوع الدهس، وتبين وجود خمسة أشخاص داخل المركبة، نقلوا إلى مديرية الشرطة لاستكمال الإجراءات القانونية بحقهم.
وأكد بيان للأمن الوطني ذلك، مشيرا إلى أنه سيقدم المقبوض عليهم: "إلى القضاء الفلسطيني لأخذ المقتضى القانوني بحقهم".
وأدان محافظ محافظة بيت لحم اللواء كامل حميد الحادث، وقال في تصريح صوتي مسجل صدر عن دائرة الإعلام بالمحافظة: "إن هذا الحادث حادث مدان ومستنكر"، مؤكدا أنه بناء على تكرار حوادث الاعتداء على رجال الأمن على الحواجز، أصدر أوامره لكافة الجهات ذات العلاقة من اجل اتخاذ أقصى العقوبات لمنفذي ومرتكبي هذه الاعتداءات.
وعقدت لجنة الطوارئ في مدينة بيت جالا، لقاء، مع العميد ناضر عمر وعدد من ضباط الأجهزة الأمنية استنكارا للحادث، بعد زيارة الجندي المصاب في الجمعية العربية، وأهابت اللجنة، بالأهل في بيت جالا، التعاون مع الحواجز الأمنية والالتزام بتعليمات رجال الأمن.
واعتبرت اللجنة، حادث الدهس، حادثا أليما وغير مسؤول ومستهترا، وطالبت بمحاسبة مرتكبي هذا الحادث.
واستنكر محمد المصري، أمين سر إقليم فتح في بيت لحم، حادث الدهس، قائلا من أمام مشفى الجمعية العربية، إن الجندي المصاب ورفاقه، يقفون على حواجز المحبة لإرسال رسائل للسلم والأمن.
وأضاف المصري: "ما حدث لابننا الجندي، أصاب كل مواطن بسهم في قلبه على مثل هذا الحادث. كل التحية للذين أفطروا في يومهم الأول على الحواجز، أمنيات الشفاء لابننا المصاب من الحادث المعيب والمشين، أنت وزملاؤك بين أهلكم في بيت لحم".