حلم إبليس..!!
كتب: رئيس تحرير صحيفة "الحياة الجديدة"
الكارهون لمنظمة التحرير الفلسطينية تاريخيا، والمتآمرون عليها لصالح أعداء القضية الوطنية الفلسطينية، لم يكن سواهم، الجماعة الإخونجية، وبعتمة الكراهية البغيضة، لكل ما هو وطني وقومي نهضوي، حتى أنهم صلوا صلاة الشكر يوم هزيمة مصر الناصرية، والأمة العربية، في الخامس من حزيران، عام سبعة وستين من القرن الماضي..!!! وهاهم اليوم كأنهم بصلاة شكر أيضا (...!!) يدعون فيها لمشروع الضم الاستعماري الصهيوني، وهم يحرضون على منظمة التحرير الفلسطينية، التي تتصدى الآن بقيادتها الشرعية، ومجموعها الوطني، لهذا المشروع التدميري، وبعد أن استطاعت أن تجعل من بيئة المجتمع الدولي، بيئة طاردة لمشروع الضم الصهيوني.
وكراهية الجماعة الإخونجية لمنظمة التحرير لطالما كانت مدفوعة الأجر، وكلما لاحت هناك محاولة جديدة للتخلص من المنظمة، كي لا يعود للشعب الفلسطيني كيانه السياسي، وهويته الوطنية، وقراره المستقل، تقيحت هذه الكراهية على منابرها التي تظل أبدا منابر للخديعة وفتاوى الفتنة، والتوليفات التآمرية المتربصة لا بمنظمة التحرير الفلسطينية فحسب، وإنما بالقوى الوطنية العربية أينما كانت..!! ومن هذا القيح المتعفن اليوم ما فاض به الزهار، وهو يصف منظمة التحرير بأنها "سيئة صيت وسمعة"...!!! وصيت منظمة التحرير كما يعرف التاريخ، والعالم أجمع، ومنذ أن انتزعت صفتها الراسخة كممثل شرعي ووحيد لشعبها الفلسطيني، هو صيت النضال الوطني، البطولي والأسطوري المشرف، وسمعتها هي سمعة التضحيات النبيلة، شهداء وجرحى وأسرى بمئات الآلاف، ولعلها بسبب ذلك فإنها (سيئة صيت وسمعة..!!) بالنسبة للجماعة الإخونجية، التي لا تريد لفلسطين أية هوية وطنية، بل لا تريد فلسطين الحرة المستقلة ذاتها، في إطار تفاهماتها التآمرية مع الاحتلال الإسرائيلي، التي تجعلها اليوم خرساء تماما تجاه مشروع الضم الاستعماري، وثرثارة تجاه التحريض على منظمة التحرير الفلسطينية، وقيادتها الشرعية، الحكيمة والشجاعة.
ومن على ذات المنبر الإخونجي، وبرسالة مدفوعة الثمن، يدعم رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية افتراءات صاحبه الزهار حين يعلن أن حركته ترى منظمة التحرير مخطوفة وأنها لن تقبل استمرار هذا الخطف الذي لا واقع له إلا في نوايا حماس وغاياتها التحريضية ضد المنظمة. ويعلن هنية ذلك في الوقت الذي تشتد فيه الهجمة الأميركية الإسرائيلية على منظمة التحرير، وليس عن عبث وتلاعب لغوي، وجهالة سياسية،، وإنما بقصدية غاية الرسالة ذاتها، أن حماس جاهزة أن تكون البديل عن المنظمة، التي هي برؤية الجماعة الإخونجية وموقفها سيئة صيت وسمعة...!!! لا أحد سيصفق لإعلان هنية وافتراءات الزهار، غير ترامب ونتنياهو، اللذين في حيرة من أمرهما في اللحظة الراهنة، حيث أميركا غاضبة على العنصرية البغيضة، وإسرائيل ليست على بينة من حالها تماما، مع بنيامين نتنياهو، وتجاذبات اليمين العنصري نحو مزيد من التطرف، الذي هو وصفة التاريخ للهزيمة الحتمية..!!
يبقى أن نؤكد للجماعة الإخونجية، أن منظمة التحرير الفلسطينية ليست بناية يمكن هدمها بجرافة، أو نسفها بعبوة متفجرات، كما أنها ليست مجموع موظفين يمكن إحالتهم إلى التقاعد وعلى الراغبين بذلك السلام...!! منظمة التحرير، فكرة فلسطين، وبيتها الجامع ومظلتها الوارفة، وكيانها السياسي، وهويتها الوطنية، وقرارها المستقل، وشعبها الذي لن يقبل بسواها ممثلا شرعيا ووحيدا له، ومنظمة التحرير هي التاريخ النضالي والحضاري الذي أبدعته الوطنية الفلسطينية، وهي الشهداء والجرحى والأسرى والتضحيات العظيمة التي لن تذهب هدرا، ومنظمة التحرير هي المستقبل بمشروعه الوطني التحرري، مشروع دولة فلسطين المستقلة، بعاصمتها القدس الشرقية، وبالحل العادل لقضية اللاجئين،على الجماعة الإخونجية أن تعرف ذلك جيدا، وأن تدرك أن حلم إبليس في الجنة يظل أبدا هو الحلم المستحيل.