عرين الزعانين.. من الحجر إلى الاعتقال
نديم علاوي
أظهرت صور تداولها نشطاء على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، عملية اعتقال قوات الاحتلال الإسرائيلي لنائب أمين سر فتح في وادي الجوز والصوانة والشيخ الجراح في القدس المحتلة عرين الزعانين من داخل الحجر الصحي المنزلي في وادي الجوز.
شوهد الزعانين خلال اعتقاله محاطا بثلاثة جنود إسرائيليين يرتدون البدل الواقية من فايروس "كورونا"، يقتادونه إلى أحد مراكز التوقيف في القدس.
توقيت عملية الاعتقال يؤكد أن صحة وسلامة الفلسطينيين آخر ما يهم الاحتلال، وأن المداهمات والاعتقالات تنفذ في مختلف المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية في ظل جائحة كورونا، دون أدنى اعتبار للوضع الصحي.
هذه ليست المرة الأولى التي يعتقل فيها الزعانين (25 عاما) والذي يتكرر استدعاؤه وإبعاده عن الأقصى والبلدة القديمة في القدس.
بعد استشهاد الفتى محمد أبو خضير في قرية شعفاط 2014، شنت قوات الاحتلال حملة اعتقالات في جميع انحاء القدس في محاولة لإحباط الهبات الشعبية آنذاك ضد حارقي أبو خضير، واعتقلت 5 الاف مواطن مقدسي بينهم الزعانين.
ومع استشهاد الشاب من ذوي الاحتياجات الخاصة إياد الحلاق برصاص الاحتلال قبل نحو أسبوع، تلقى الزعانين اتصالا هاتفيا من والد الشهيد إياد، ليخبره أنه أعلن عن إصابة عضو الكنيست سامي أبو شحادة بفايروس كورونا خلال تواجده في بيت عزائهم، داعيا الزعانين وكل من تواجدوا في العزاء للدخول في الحجر الصحي المنزلي، خشية من الإصابة كورونا.
"الخميس الماضي، كان اليوم الأول للدخول في الحجر الصحي المنزلي، حيث استغرق الحجر3 أيام"، قبل أن يختطف عناصر من مخابرات الاحتلال الزعانين". يقول جهاد مرعي (26 عاما) أحد اقرباء عرين الذي كان متواجدا إلى جانب الزعانين في الحجر.
وأفادت مصادر محلية لـ "وفا"، بأن قوات الاحتلال سلمت شقيقه أحمد قرارا بالإبعاد عن الأقصى والبلدة القديمة 6 أشهر، إضافة الى اعتقال والده هيثم الزعانين يوم الجمعة الماضي ليكون أداة ضغط على عرين لتسليم نفسه.
آخر عملية اعتقال تعرض لها الزعانين كانت في الثالث من آذار/ مارس الماضي اثناء مروره عبر معبر الكرامة برفقة مسؤول المقدسات في إقليم حركة فتح في القدس الحاج عوض السلايمة، ورئيس الشبيبة الفتحاوية أحمد الغول.
وفي التاسع والعشرين من شهر نيسان الماضي، هددت قوات الاحتلال الزعانين بالاعتقال أثناء عمله كمسحراتي في وادي الجوز، بحجة ازعاج السكان.
وفي معظم الاحداث التي يشهدها وادي الجوز، لم تتوان سلطات الاحتلال عن استدعاء الزعانين واعتقاله والتحقيق معه رغم عدم وجود أي تهم بحقه، "قبل نحو عام، كنت أنا وعرين في طبريا، في الوقت الذي اندلعت مواجهات مع شرطة الاحتلال في وادي الجوز، وتم الاتصال به وابلاغه بتسليم نفسه للتحقيق بتهمة بالمشاركة في المواجهات". يقول مرعي.
إلى ذلك قال رئيس نادي الأسير في القدس ناصر قوس، الذي سلمته سلطات الاحتلال قرارا بالأبعاد عن القدس والمسجد الأقصى، إن الاعتقالات التعسفية التي تنفذها سلطات الاحتلال، تضاعفت بعد إعلان ترمب نقل السفارة الإسرائيلية إلى القدس، فأصبحت إسرائيل لا تفرق بين مواطن وآخر وتضرب كافة المواثيق الدولية بعرض الحائط.
وأشار إلى أن سلطات الاحتلال لا تراعي الوضع الصحي للفلسطينيين، وتواصل استهداف الحركة الوطنية في القدس من أجل تفريغها من النشطاء، وأبعادهم عن كل هذه النشاطات، بهدف إرضاء المجتمع الاسرائيلي المتطرف، ولكن سنظل ندافع عن حقوقنا المشروعة للحفاظ عليها.
ويبلغ عدد الأسرى في سجون الاحتلال حتّى نهاية شهر نيسان/ أبريل 2020، قرابة (4700) أسير، منهم (39) أسيرة، فيما بلغ عدد المعتقلين الأطفال أكثر من (180) طفلاً، والإداريين ما يقارب (400)، وبلغت أوامر الاعتقال الإداري الصادرة (62) أمرا.