قصة لا يصدقها العقل
بسام أبو الرب
تعيش عائلة نصاصرة من بلدة بيت فوريك شرق نابلس، حالة من الترقب والخوف على مصير نجلها محفوظ الذي اعتقلته قوات الاحتلال مساء الثلاثاء الماضي، قرب مستوطنة "ايتمار".
الشاب محفوظ نصاصرة (30 عاما)، من ذوي الاحتياجات الخاصة، ويعاني من نوبات الصرع والسحايا.
الإعلام الإسرائيلي نشر مقطع فيديو يدعي فيه أنه جرى احباط عملية كبيرة عقب اقتحام أحد الفلسطينيين مستوطنة، بهدف تنفيذ عملية وبحوزته سكينا.
ويدعي رئيس مجلس مستوطنات شمال الضفة الغربية يوسي دغان، خلال الفيديو المزعوم "أن ما يحدث سببه لهجة التحريض من السلطة الفلسطينية، وأدعو الحكومة الاسرائيلية لدعم المستوطنات ومواصلة البناء فيها".
غسان نصاصرة والد الشاب المعتقل يقول: "القصة لا يصدقها العقل، ابني كان يشارك في ترتيبات عرس أحد الأقارب في العائلة عند وقت العشاء، وهو بالعادة يعود الى البيت بعد ذلك".
ويضيف في حديث لمراسل "وفا"، "عند الساعة الثانية عشرة تلقيت اتصالا من رقم خاص، يطلب مني ان احضر الدواء لابني المعتقل والمحتجز في معسكر حوارة".
ويتابع : "أحسست وقتها ان هناك خطأ في الاتصال ولم أستوعب ما يجري حولي، فولدي يعاني من أمراض عدة وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة وهناك تقارير طبية تؤكد ذلك".
ويؤكد نصاصرة انه في حال لم يتناول نجله الدواء بوقت منتظم سيتعرض لنوبات ويدخل في حالة لا يدرك ما يفعل أو ما يدور حوله.
ويتابع: "تفاجأنا بأن الاحتلال نشر مقطع فيديو يدعي فيه أنه جرى اعتقال فلسطيني كان ينوي تنفذ عملية داخل مستوطنة "ايتمار" المقامة على أراضي البلدة، وكانوا يتفاخرون بهذه العملية البطولية على حد تعبيرهم".
ويقول "ذهبت الى معسكر حوارة وعندما وصلت لم أستطع رؤية نجلي وهددني الضابط بإطلاق النار علي إذا بقيت في المنطقة، بعد أن اعطيته الدواء".
ويضيف "انه بعد ابلاغ الجهات الرسمية حول عملية اعتقال ولدي محفوظ واطلاعه على وضعه الصحي، أبغتلنا مؤسسة الضمير لرعاية الاسير وحقوق الانسان، أنه محتجز في مركز "بتح تكفا"، لحين عرضه على المحكمة".
ويؤكد نصاصرة أن العائلة تعيش حالة من الخوف على مصير محفوظ، خاصة أن الاحتلال لا يسمح بزيارته أو رؤيته في ظل ما يعانيه من أمراض عدة والحالة النفسية التي يعيشها.
يشار إلى أن قوات الاحتلال استهدفت الشاب اياد الحلاق (32 عاما)، في الثلاثين من أيار الماضي، وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة، واطلقت النار عليه قرب باب الأسباط أثناء توجهه إلى مدرسة صناعية كان يدرس فيها في البلدة القديمة من القدس المحتلة، ما أدى إلى استشهاده.
ــــــ