لامبورن "بقبق الكسلان"
كتب: رئيس تحرير صحيفة "الحياة الجديدة"
ليست العقلية العنصرية وحدها هي من يدفع بالادارة الأميركية الراهنة، للتغول في غطرستها وتنمرها، ضد فلسطين، ورئيسها، وقيادتها الشرعية، وانما هي كذلك الحماقة السياسية التي لا تكف عن تجريب ما جربت من رسائل ووسائل ضغط وتهديد، ضد الرئيس ابو مازن تحديدا، لمصادرة موقفه المناهض "لصفقة القرن" بكل تفاصيلها، فما حصدت غير الفشل، والفشل الذريع تماما.
وتجريب المجرب كما تقول الحكمة، انما هو نتاج العقل المخرب، ومخرب على نحو اختلاط الوهم بالغطرسة، واكتساح الجهل للمعرفة، ولعل هذا ما يجعل الادارة الأميركية الراهنة لا تعرف جيدا من هو الرئيس ابو مازن، على الصعيد الوطني والنضالي، ولا على الصعيد المعرفي والانساني، وهذا يعني انها لا تعرف بعقليتها العنصرية، وحماقاتها السياسية هذه، الطبيعة الفلسطينية المجبولة على التحدي والمقاومة، وليس من باب النصيحة نقول للادارة الأميركية ورجالاتها العنصريين اقرأوا الرئيس ابو مازن جيدا لتعرفوا ان التهديد لا يفت له عضدا، ولكي نسهل الترجمة على من سيقرأ ذلك من الادارة الأميركية، هذا إن قرأ (..!!) فهذه العبارة تعني الرجل المثابر قوي العزيمة والحزم، وبالغ الشكيمة الابي الذي لا ينقاد.
ولم ولن يُفَت للرئيس ابو مازن عضد، لأن عضده فلسطين، الراسخ لا بين كتفه ومرفقه فحسب، وانما بين قلبه وعقله ايضا، فلسطين بشعبها وتاريخها، وامثولتها النضالية التي ما برحت تتأسطر بواقعية يعز نظيرها.
كيف يمكن للادارة الأميركية ان تدرك ذلك، وتعترف به، فتكف عن التعاطي مع الرهانات الخاسرة ضد الرئيس ابو مازن الذي لم يعد يمثل فلسطين في تطلعاتها المشروعة فحسب، وانما هو اليوم بات ممثلا لكل الساعين في دروب الحرية والكرامة الانسانية، وهو بفلسطينه المتواضعة بامكانياها المادية، يقف بوجه اعتى قوة في هذا العصر، وليس في جعبته سوى كلمة الحق، وكلمة السلام، بقراره الوطني المستقل، وحزمه الذي لا يلين، وصمود شعبه العصي على الكسر والهزيمة.
سنعرف انه من الصعب على العقل الخرب ان يدرك ذلك جيدا، وان يعترف به، ولسنا نتوهم معجزة في هذا الاطار، غير ان حقيقة الموقف الوطني الفلسطيني الرافض والمتصدي لصفقة القرن، لطالما ستبقى بصلابة هذا الموقف، هي حقيقة الواقع التي ستضع حدا لحماقات السياسة، وغطرستها العنصرية، حتى لو ظل امثال "دوغ لامبورن" على مقاعد مجلس النواب الأميركي، هذا الذي لا يشبه سوى " بقيق الكسلان " في مسرحية الفريد فرج "علي جناح التبريزي وتابعه قفة" وبقبق الكسلان اهوج لا يحسن شيئا، من فرط غطرسته وغروره، وتماما فان "لامبرون" ولفرط غطرسته العدوانية لايبدو انه قادر على ان يحسن اي عمل، غير التحريض الاهوج على الرئيس ابو مازن، وهو يطالب رئيسه "ترامب" بفرض عقوبات شخصية ضد الرئيس ابو مازن ، لأنه ما زال يرعى اسر الشهداء والاسرى، وكذلك على القيادة الفلسطينية السائرة خلف الرئيس في هذا الدرب الانساني البليغ.
نعم "لامبورن" ليس اكثر من هذا "البقبق" في رسالته هذه، التي اساسها هذا الغيظ الأميركي الشديد من موقف الرئيس ابو مازن، الغيظ الذي بات كمثل بيئة للادارة الأميركية الراهنة، وليس ثمة بيئة فاسدة اكثر من بيئة الغيظ والحنق، التي عادة ما تأتي على اصحابها، طال الزمن ام قصر..!!