بعد اكتشاف إصابات بكورونا..الشلل يصيب كافة مناحي الحياة في غزة
خضر الزعنون
أصيبت كافة مناحي الحياة الخدماتية والصحية والاجتماعية في قطاع غزة بالشلل، اليوم الثلاثاء، وذلك بعد تسجيل 4 إصابات بفيروس كورونا في مخيم المغازي وسط القطاع يوم أمس.
ويسود القطاع تخوفات من تفشي الفيروس بسبب الاكتظاظ السكاني، حيث أغلقت منذ ساعات الصباح الباكر كافة الأسواق والمحال التجارية والمؤسسات العامة والخاصة والأهلية أبوابها، وتعطلت العملية التعليمية لجميع المراحل من رياض الأطفال والأساسية والجامعية، وشلت مناحي الحياة لأول مرة في قطاع غزة المحاصر، الذي يقطنه أكثر من مليوني شخص.
كما توقفت حركة المركبات بشكل تام، سوى مركبات الإسعاف والدفاع المدني وصهاريج المياه الصحية، إضافة إلى أن عدداً قليلاً من المخابز بقيت تعمل لخدمة الأهالي.
ودعت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" إلى توفير كافة احتياجات أهالي غزة دون عوائق بما فيها ضخ الوقود اللازم لتشغيل محطة توليد الكهرباء الوحيدة المتوقفة عن العمل منذ الأسبوع الماضي بسبب منع الاحتلال إدخال المحروقات عبر معبر كرم أبو سالم التجاري المغلق منذ أسبوعين.
وأكدت "الأونروا": "رغم مرورعاما من الحصار غير المشروع، والتأثير الاجتماعي والاقتصادي لوباء (كوفيد)، فإن الوكالة في غزة قلقة للغاية بشأن إغلاق محطة توليد الكهرباء الوحيدة في غزة منذ يوم الثلاثاء الماضي".
وأضافت "تسبب إغلاق محطة توليد الكهرباء في انخفاض معدل وصل الكهرباء إلى 2-3 ساعات يوميًا، تليها 20 ساعة من القطع، حيث يؤثر ذلك بشكل سلبي على حياة وسلامة سكان غزة، كما يكون له آثار مدمرة على الخدمات الحيوية في غزة، بما في ذلك المستشفيات، مما يعرض حياة وصحة ما يقرب من مليون شخص، بما في ذلك 1.4 مليون لاجئ فلسطيني للخطر"، مبينةً أنه بموجب القانون الدولي الإنساني، لا ينبغي منع مرور جميع شحنات الإغاثة، بما في ذلك الوقود للكهرباء.
وقال مدير شؤون الأونروا في غزة ماتياس شمالي:"ندعو جميع الأطراف المعنية إلى الحفاظ على إمدادات الكهرباء بشكل كاف لتلبية الاحتياجات الأساسية للسكان المدنيين".
ولفت إلى أن الأونروا قلقة إزاء الإجراءات الأخرى التي يُنظر إليها على أنها إجراءات عقابية للسكان المدنيين، مثل إغلاق منطقة الصيد، حيث تتعرض غزة الآن لغارات جوية منذ أكثر من عشر ليال على التوالي.
وأضاف شمالي:"يجب على جميع الأطراف التحلي بأقصى درجات ضبط النفس وحماية السكان المدنيين مع الاحترام الكامل لكرامتهم وحقوقهم الإنسانية".
مواطنون عبروا عن تخوفهم من قلة المواد الغذائية وإنعدام القدرة الشرائية بسبب الظروف المادية والاقتصادية الصعبة بفعل الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ أربعة عشر عاماً.
المواطنة أم محمد دادر (70 عاما) قالت:"تفاجأنا بالإصابات بين الناس وكنا نائمين وصحينا على حظر تجول... ما في تموين، ولا أكل، ولا الناس مستعدة لهذا المرض...نحن نناشد كل الناس تقف معنا وينظروا إلينا ويقدموا المساعدات لكل بيت من خلال مؤسسات دولية ليصل كل واحد حقه".
"نحن بحاجة لمواد تنظيف، ومواد صحية، وطبية، نحن كبار السن خاصة والذين معهم أمراض مزمنة ولا يستطيعوا الحركة في حظر التجول...لازم يوفروا للناس احتياجاتهم الأساسية". أضافت دادر لـ"وفا".
أما المواطن حسين حمامي (40 عاما) قال لـ"وفا":"هذا الذي لم نكن نتوقعه (تفشي كورونا بين الناس) في غزة، لكن علينا بالصبر والتزام الوقاية والإجراءات الصحية وعدم مغادرة البيوت إلا للضرورة...الكل سيصاب إذا استهترنا بطرق الوقاية...ما أحد ينظر لوضعنا في العالم كله...الناس يالله يالله حالها ونفسها...لذلك يجب أن نساعد بعض ونقف معا في هذه المحنة حتى لا تقع الكارثة ويوم لا ينفع الندم...".
كما دعا مواطنون التجار لعدم محاولة الاستغلال في ظل هذا الوباء، والتسهيل على حياة المواطنين بفتح نقاط بيع مواد غذايية متبوعة باجراءات الوقاية والسلامة، مطالبين ضمير كل تاجر ان يقف مع ابناء شعبه والتكاتف معاً في مواجهة الوباء.
ويقول متخصصون اجتماعيون في غزة:"إن حالة القلق والارتباك صفة طبيعية تلازم سلوك الإنسان وقت الأزمات...في غزة نعم نقلق لكننا لا نرتبك، لقد علمتنا الأزمات والوقائع أن نواجه المشكلات بهدوء وإن شحت الإمكانيات".
ومطلوب من الجميع، الآن الهدوء والابتعاد على تضخيم الأمور، والإلتزام بالتوجيهات وعدم التعاطي مع المعلومات الارتجالية مجهولة المصدر، حتى لا ندفع ثمنا غالياً، سيما ونحن نعيش ظروفا دقيقة وحساسة...حفظ الله شعبنا وسلّمه من كل سوء.
وفي تصريح لوزيرة الصحة د. مي الكيلة، فقد أشارت إلى أنه يتم متابعة الوضع الوبائي في قطاع غزة عن كثب بعد اكتشاف أربع حالات مصابة بفيروس كورونا، والوزارة على تواصل مع عضو لجنة الوبائيات الوطنية في القطاع يحيى عابد لاستكمال الرصد الوبائي لمعرفة مصدر الإصابات، وهناك قلق كبير من انتشار الفيروس في غزة".
وشددت على أن المسوحات في غزة كافية