الأسير خضر عدنان.. أسطورة تستحق أوسع تضامن
جيفارا سمارة
تحوّل الأسير خضر عدنان المضرب عن الطعام لليوم الـ54 على التوالي، إلى رمز وطني وأسطورة تتحدى قوانين الاعتقال الإسرائيلية بالأمعاء الخاوية.
خضر (صاحب أطول إضراب مفتوح عن الطعام في تاريخ الحركة الأسيرة الفلسطينية)، ابن الـ33 عاما من بلدة عرابة بمحافظة جنين، اسم استحوذ بعزيمته وإصراره على الإضراب المفتوح عن الطعام، احتجاجا على سياسة التعذيب الممارسة بحقه ورفضا لسياسة الاعتقال الإداري، على اهتمام وتعاطف الشارع الفلسطيني.
وأصبحت المدن والمحافظات الفلسطينية تشهد اعتصامات واحتجاجات تضامنية يومية مؤيدة لمطالب خضر، في حين تتزايد أعداد المنضمين إليه في إضرابه المفتوح عن الطعام تضامنا معه، سواء في صفوف الحركة الأسيرة داخل سجون الاحتلال، أو بين المواطنين الذين نقل البعض منهم للعلاج في المستشفيات بعد إضرابهم عن الطعام لأيام.
وتجاوزت أصداء تضحيات خضر حدود الداخل الفلسطيني المحتل، لتشمل رسالات تضامن دولية وأجنبية، والتي أكد والده عدنان موسى (75 عاما) تلقيه إياها بكميات كبيرة، منها من دول إسلامية وأوروبية، كان آخرها لأسير سابق في السجون البريطانية، ذاق هو الآخر مرارة وقسوة الإضراب المفتوح عن الطعام، وهو المتضامن الإيرلندي تومي ماكيرني الذي خاض إضرابا عن الطعام لمدة 53 يوما في السجون البريطانية عام 1980.
وطالب ماكيرني في رسالته التضامنية مع الأسير خضر (وهو أب لطفلتين وتنتظر زوجته وضع طفلهما الثالث)، طالب في رسالته التي بعثها للعالم أجمع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بالتدخل الفوري لإنقاذ حياة الأسير خضر قبل فوات الأوان واستشهاده في السجون.
خضر؛ الذي برزت صورته في مسيرات التضامن، واجتاحت الصفحات الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي، للكثير من الشباب الفلسطيني الذين استبدلوا صورهم بصورة الأسير المضرب عن الطعام، مرتديا نظارة طبية، وبوجه ناصع البياض وبلحية طويلة، صورة بدلت معالمها وصف زوجة الأسير (أم عبد الرحمن) لحالة الأسير خضر في حديث لـ"وفا" عن وضعه داخل المعتقل من على سريره في المستشفى شديد الحراسة، قائلة، "لم تصدق عيناي تغير حالته وهيئته جراء ما لحق به من الإضراب والإهمال الطبي المتعمد".
وأضافت أم عبد الرحمن التي تمكنت من زيارة زوجها قبل يومين، في قسم الباطنة في مستشفى "زيف" الإسرائيلي بمدينة صفد "هالتني الصورة التي وجدته (خضر) عليها، إذ كان يعاني الهزال الشديد بعد فقدانه لأكثر من 35 كيلوغراما من وزنه، وتساقط شعر رأسه وذقته، واعتلت وجهه وشفتاه التقرحات. أظافره طويلة ولم يسمح له بتقليمها، واتشحت ملابسه البيضاء الصيفية بالسواد، إذ لم يسمحوا له منذ تاريخ اعتقاله في 17-12-2011، بتبديل هذه الملابس".
وأشارت إلى أن خضر، الذي أمضى أكثر من خمس سنوات في زنازين وسجون الاحتلال الإسرائيلي على فترات متقطعة كمعتقل إداري، يعاني أسوأ معاملة؛ فقدماه مقيدتان بالسلاسل إلى سريره، ويعاني إهمالا طبيا أقل ما يمكن وصفه بالوحشي، إذ طلب منه طبيبه بعدما أصابته وعكة صحية قوية بالتوقف عن شرب الماء، صارخا بوجهه "لمَ لا تتوقف عن شرب الماء فتموت وتريحنا؟".
ورغم التضامن شبه اليومي مع الأسير خضر، إلا أن حقوقيين ومحللين وصفوا الحالة التضامنية معه بـ"المخجلة" على صعيد التقاعس في نصرة خضر، على كافة المستويات الأهلية والحزبية.
فبدوره، قال المحلل السياسي هاني المصري، "للأسف جاءت هذه التضحيات العظيمة والكبيرة جدا التي يقدمها الأسير خضر عدنان في مرحلة صعبة عنوانها الضياع والتيه على صعيد العمل الوطني والحزبي".
وأضاف المصري: "حالة عدنان عرت مستوى التشتت الذي وصلنا إليه، فبدلا من نصرته بكل قوة، ها نحن نرى أن كل طرف من الأطراف بالداخل الفلسطيني بات مطالبا بحل أزمته ذاتيا، في وقت تتحدث فيه الأحزاب عن مقاومة شعبية، وهذا أمر لا يتم إلا بمعالجة حقيقة تبدأ بمرحلة جديدة عنوانها الوحدة".
في حين رأى الحقوقي والمفوض العام السابق للهيئة المستقلة لحقوق الإنسان ممدوح العكر، أن "حجم الدعم والتضامن مع الأسير خضر لا يمكن وصفه إلا بالتقصير المريع"، مضيفا، "أن الجميع مذنب في هذا التقصير خاصة الأحزاب والفصائل في خضم هذه الفئوية التي قادت إلى حالة من الإفلاس الحزبي".
وأضاف العكر، "استغرب هذه اللامبالاة التي تبديها الفصائل. بدلا من استغلال هذه المناسبة لإبداء حس وطني في قضية وطنية وإنسانية، ليس من باب الانتهازية إنما لتكون هذه الأحزاب على قدر هكذا تضحيات يسطرها أسير بأمعائه الخاوية، اعتقد أن على الأحزاب أن تكون على قدر المسؤولية الموكلة إليها".
أما مدير عام مؤسسة الحق شعوان جبارين، فأشار إلى أن ما يلقاه الأسير خضر عدنان من تضامن ودعم، في مقابل حجم التضحيات أمر مخجل، مضيفا، "تضحيات الأسير خضر يجب أن تكون عنوانا كبيرا لمطالبة وطنية بكافة الحقوق الوطنية، وعلى رأسها قضية الأسرى والمعتقلين".
وقال جبارين، "هناك ضياع للبوصلة، والأمر بات يحتم وقفة وطنية جماعية للوقوف في وجه كافة الصعوبات".
وطالب والد الأسير، خلال وقفة تضامنية مع ولده اليوم الخميس، بتشكيل لجنة دولية مكونة من الصليب الأحمر وأطباء بلا حدود وأطباء دوليين ومن إدارة السجون الإسرائيلية للإشراف على صحة ابنه الأسير، لأن صحته في خطر شديد. وقال: لا آمن على ولدي بين الاحتلال الإسرائيلي لأنهم ماكرون وليس لهم ضمير.
تحوّل الأسير خضر عدنان المضرب عن الطعام لليوم الـ54 على التوالي، إلى رمز وطني وأسطورة تتحدى قوانين الاعتقال الإسرائيلية بالأمعاء الخاوية.
خضر (صاحب أطول إضراب مفتوح عن الطعام في تاريخ الحركة الأسيرة الفلسطينية)، ابن الـ33 عاما من بلدة عرابة بمحافظة جنين، اسم استحوذ بعزيمته وإصراره على الإضراب المفتوح عن الطعام، احتجاجا على سياسة التعذيب الممارسة بحقه ورفضا لسياسة الاعتقال الإداري، على اهتمام وتعاطف الشارع الفلسطيني.
وأصبحت المدن والمحافظات الفلسطينية تشهد اعتصامات واحتجاجات تضامنية يومية مؤيدة لمطالب خضر، في حين تتزايد أعداد المنضمين إليه في إضرابه المفتوح عن الطعام تضامنا معه، سواء في صفوف الحركة الأسيرة داخل سجون الاحتلال، أو بين المواطنين الذين نقل البعض منهم للعلاج في المستشفيات بعد إضرابهم عن الطعام لأيام.
وتجاوزت أصداء تضحيات خضر حدود الداخل الفلسطيني المحتل، لتشمل رسالات تضامن دولية وأجنبية، والتي أكد والده عدنان موسى (75 عاما) تلقيه إياها بكميات كبيرة، منها من دول إسلامية وأوروبية، كان آخرها لأسير سابق في السجون البريطانية، ذاق هو الآخر مرارة وقسوة الإضراب المفتوح عن الطعام، وهو المتضامن الإيرلندي تومي ماكيرني الذي خاض إضرابا عن الطعام لمدة 53 يوما في السجون البريطانية عام 1980.
وطالب ماكيرني في رسالته التضامنية مع الأسير خضر (وهو أب لطفلتين وتنتظر زوجته وضع طفلهما الثالث)، طالب في رسالته التي بعثها للعالم أجمع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بالتدخل الفوري لإنقاذ حياة الأسير خضر قبل فوات الأوان واستشهاده في السجون.
خضر؛ الذي برزت صورته في مسيرات التضامن، واجتاحت الصفحات الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي، للكثير من الشباب الفلسطيني الذين استبدلوا صورهم بصورة الأسير المضرب عن الطعام، مرتديا نظارة طبية، وبوجه ناصع البياض وبلحية طويلة، صورة بدلت معالمها وصف زوجة الأسير (أم عبد الرحمن) لحالة الأسير خضر في حديث لـ"وفا" عن وضعه داخل المعتقل من على سريره في المستشفى شديد الحراسة، قائلة، "لم تصدق عيناي تغير حالته وهيئته جراء ما لحق به من الإضراب والإهمال الطبي المتعمد".
وأضافت أم عبد الرحمن التي تمكنت من زيارة زوجها قبل يومين، في قسم الباطنة في مستشفى "زيف" الإسرائيلي بمدينة صفد "هالتني الصورة التي وجدته (خضر) عليها، إذ كان يعاني الهزال الشديد بعد فقدانه لأكثر من 35 كيلوغراما من وزنه، وتساقط شعر رأسه وذقته، واعتلت وجهه وشفتاه التقرحات. أظافره طويلة ولم يسمح له بتقليمها، واتشحت ملابسه البيضاء الصيفية بالسواد، إذ لم يسمحوا له منذ تاريخ اعتقاله في 17-12-2011، بتبديل هذه الملابس".
وأشارت إلى أن خضر، الذي أمضى أكثر من خمس سنوات في زنازين وسجون الاحتلال الإسرائيلي على فترات متقطعة كمعتقل إداري، يعاني أسوأ معاملة؛ فقدماه مقيدتان بالسلاسل إلى سريره، ويعاني إهمالا طبيا أقل ما يمكن وصفه بالوحشي، إذ طلب منه طبيبه بعدما أصابته وعكة صحية قوية بالتوقف عن شرب الماء، صارخا بوجهه "لمَ لا تتوقف عن شرب الماء فتموت وتريحنا؟".
ورغم التضامن شبه اليومي مع الأسير خضر، إلا أن حقوقيين ومحللين وصفوا الحالة التضامنية معه بـ"المخجلة" على صعيد التقاعس في نصرة خضر، على كافة المستويات الأهلية والحزبية.
فبدوره، قال المحلل السياسي هاني المصري، "للأسف جاءت هذه التضحيات العظيمة والكبيرة جدا التي يقدمها الأسير خضر عدنان في مرحلة صعبة عنوانها الضياع والتيه على صعيد العمل الوطني والحزبي".
وأضاف المصري: "حالة عدنان عرت مستوى التشتت الذي وصلنا إليه، فبدلا من نصرته بكل قوة، ها نحن نرى أن كل طرف من الأطراف بالداخل الفلسطيني بات مطالبا بحل أزمته ذاتيا، في وقت تتحدث فيه الأحزاب عن مقاومة شعبية، وهذا أمر لا يتم إلا بمعالجة حقيقة تبدأ بمرحلة جديدة عنوانها الوحدة".
في حين رأى الحقوقي والمفوض العام السابق للهيئة المستقلة لحقوق الإنسان ممدوح العكر، أن "حجم الدعم والتضامن مع الأسير خضر لا يمكن وصفه إلا بالتقصير المريع"، مضيفا، "أن الجميع مذنب في هذا التقصير خاصة الأحزاب والفصائل في خضم هذه الفئوية التي قادت إلى حالة من الإفلاس الحزبي".
وأضاف العكر، "استغرب هذه اللامبالاة التي تبديها الفصائل. بدلا من استغلال هذه المناسبة لإبداء حس وطني في قضية وطنية وإنسانية، ليس من باب الانتهازية إنما لتكون هذه الأحزاب على قدر هكذا تضحيات يسطرها أسير بأمعائه الخاوية، اعتقد أن على الأحزاب أن تكون على قدر المسؤولية الموكلة إليها".
أما مدير عام مؤسسة الحق شعوان جبارين، فأشار إلى أن ما يلقاه الأسير خضر عدنان من تضامن ودعم، في مقابل حجم التضحيات أمر مخجل، مضيفا، "تضحيات الأسير خضر يجب أن تكون عنوانا كبيرا لمطالبة وطنية بكافة الحقوق الوطنية، وعلى رأسها قضية الأسرى والمعتقلين".
وقال جبارين، "هناك ضياع للبوصلة، والأمر بات يحتم وقفة وطنية جماعية للوقوف في وجه كافة الصعوبات".
وطالب والد الأسير، خلال وقفة تضامنية مع ولده اليوم الخميس، بتشكيل لجنة دولية مكونة من الصليب الأحمر وأطباء بلا حدود وأطباء دوليين ومن إدارة السجون الإسرائيلية للإشراف على صحة ابنه الأسير، لأن صحته في خطر شديد. وقال: لا آمن على ولدي بين الاحتلال الإسرائيلي لأنهم ماكرون وليس لهم ضمير.