"كورونا ترامب"..تقولات وتوقعات
كتب: رئيس تحرير صحيفة "الحياة الجديدة"
ماذا لو صح ما يقوله البعض بشأن إعلان خبر إصابة الرئيس الأميركي "دونالد ترامب" بفيروس "كورونا" بأنها إصابة مفبركة..؟؟ ومن هذا القول: إن الرئيس "ترامب" فبرك هذا الخبر، ليحصد تعاطفا، ويهرب في ذات الوقت من المناظرات المقبلة، مع منافسه الديمقراطي المتقدم عليه "جو بايدن"...!!! وثمة مغرد أميركي له قول سابق على هذا الاعلان بثلاثة اسابيع، وعلى نحو العراف، اذ كتب في تغريدته "ان هناك مفاجأة للرئيس ترامب ستكون في اكتوبر (..!!) وهي "اعلان اصابته المزيفة، الامر الذي سيؤدي الى ابعاد "بايدن" عن الشاشات تماما، حيث تهيمن ساعة "ترامب كوفيد" على كل دقيقة يوميا، وبعد 14 يوما يظهر "ترامب وقد تم علاجه 100/100 بواسطة "هيدروكسي كلوركين"..!! والواقع ان ترامب الذي "احصت له صحيفة "الواشنطن بوست" ثلاثة آلاف كذبة، ألف منها حول الكورونا" وهذا حسب تغريدة للكاتب الصحفي عبد الباري عطوان، فإن أمر فبركة هذه الاصابة يظل ممكنا، ولعل اكثر ما يجعله كذلك، ان اعلان خبر اصابة "ترامب" بفيروس كورونا جاء بعد ايام قليلة، من انتهاء مناظرته الاولى مع منافسه الديمقراطي "جو بايدن" التي جعلها "ترامب" أسوأ مناظرة في التاريخ...!!!
ويظل طبعا ان "كورونا" تمكن فعلا من الرئيس الأميركي، وانه ما من فبركة في كل هذا الاطار، ولعلنا والحال هذه، وبلا أي تشفٍ، ولا اية شماتة، نتطلع ان يقود الألم الذي يخلفه هذا المرض الرئيس الأميركي، الى مراجعته لما يجسد من سياسات خاطئة، وعدوانية، تجاه البشرية، وقضاياها العادلة، وهو يغذي تطرف الافكار العنصرية، ويقف الى جانب الباطل، ضد الحق، والى جانب الاحتلال، ضد التحرر والحرية، مثلما هو حتى اللحظة الراهنة، مع دولة الاحتلال الاسرائيلي، وبتنمر لا مثيل له، ضد شعبنا الفلسطيني، وقضيته العادلة.
هل يقود الألم الى التنور وقبل ذلك الى التواضع..؟؟ هذا ممكن اذا ادرك الانسان حقيقته بانها تظل رهن المشيئة الالهية، وانه مهما عظمت قوته المادية سيظل ضعيفا امام هذه المشيئة التي تجعل للضرورة من الألم درساً، والعاقل دائما من يتعظ، ويتقي، والعاقبة للمتقين.
هل يدرك الرئيس الأميركي هذه الحقيقة..؟؟ الواقع نشك في ذلك، ولكننا نقول كل ذلك لكي نؤكد ان للمشيئة الالهية حكمتها التي هي ضالة المؤمن، وسواء كان الرئيس الأميركي مصابا "بكورونا" أم لا، فإننا لن نذهب بهذا الخبر الى أي تحليلات رغائبية، وكورونا مرض لا نريده لخلق الله تعالى أينما كانوا، وكيفما كانوا، ودعوانا لجميع المصابين بالشفاء العاجل.