قَوْلٌ فَصلْ
كتب رئيس تحرير صحيفة الحياة الجديدة....
عديدون من أوساط سياسية مختلفة، ولغايات مختلفة، حاولوا، وسيواصلون المحاولة دونما أدنى شك، لتعكير صفو العلاقات الأخوية، الفلسطينية السعودية، والتصيد بالمياه العكرة، لضرب هذه العلاقات الوطيدة، التي ما برحت تاريخيا لا تقبل الفرقة، ولا ترضى بالخلاف، ولا تسعى لغير العمل المشترك، بما يخدم مصالح الطرفين الفلسطيني، والسعودي، مع ملاحظة شديدة الأهمية، أن الرياض لم تعمل يوما على التدخل في الشؤون الداخلية الفلسطينية، وظلت على الدوام لا تخطئ البوصلة في دعمها للحقوق الوطنية المشروعة لشعبنا الفلسطيني.
وعلى نحو لافت وحتى لا تتواصل هذه المحاولات في سعيها المحموم لتحقيق مآربها الخبيثة، أكد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله آل سعود وفي حديث له أمام معهد "واشنطن" لسياسة الشرق الأدنى، يوم أمس الأول، أكد "أن المملكة قد قدمت عبر السنين، مبادرات سلام من أجل تحقيق، والمحافظة على الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني" وبوضوح أكثر وتعقيبا على تصريحات الأمير بندر الأخيرة، اكد وزير الخرجية السعودي حرفيا وبالنص أنها تصريحات " تعبر عن رأي بندر الشخصي، إن القادة الفلسطينيين صادقون في رغبتهم بتحقيق الأفضل لشعبهم " .
قَوْلٌ فصل بكل هذا الشأن، جاء به وزير الخارجية السعودي، قول نفهم منه، وعلى نحو لا لبس فيه أن موقف المملكة العربية السعودية، الداعم للحقوق المشروعة لشعبنا ثابت ولا يقبل التشكيك، ولا التشويه، والآراء الشخصية، كما هي عندنا لاتمثل سوى أصحابها، ولتأكيد هذه الحقيقة شددت الرئاسة في بيان لها يوم أمس، تعقيبا على تصريحات لعضو مركزية فتح عباس زكي "أنها تصريحات لا تعبر عن الموقف الرسمي الفلسطيني" فيما أكد البيان الرئاسي على "عمق العلاقات الأخوية بين دولة فلسطين، والمملكة العربية السعودية الشقيقة، والتي قامت دوما على الاحترام والتقدير المتبادل بين الشعبين والقيادتين" وبمعنى، مثلما لم تسمح القيادة الفلسطينية المس بالعلاقات الأخوية الفلسطينية السعودية، فإن القيادة السعودية قابلت هذا الموقف بالمثل في تصريحات بليغة لوزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، وفي كل ذلك وضع للنقاط فوق حروفها حتى لا يتسنى لأحد أن يقدم قراءات خاطئة في هذا الإطار.
ويظل أن نوضح ونؤكد أن فلسطين تدرك أن جائحة التطبيع تسعى خلف علاقاتها العربية الشقيقة، كي تصيبها بالوهن والاستئصال، ومنها علاقاتها بالشقيقة العربية السعودية، لكن دون ذلك بموقف القيادتين الفلسطينية والسعودية خرط القتاد كما يقال، وهذا ما أكده البيان الرئاسي الفلسطيني، وتصريحات وزير الخارجية السعودي.
ha